قال لوط: {أَوْ آَوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ** يعني ربه جل وعلا، فإذا كان الله هو الرزاق وعُلم بأن الله هو القوي المتين فهذا يدعو إلى التعلق بالله وطلب الرزق منه، {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ** كثير من الخطباء بل والعلماء يقولون: إن أمر الله بين الكاف والنون، وهذا غلط، ليس أمر الله بين الكاف والنون، لأن الله قال: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ** إذن متى يكون، بعد النون، ليس بين الكاف والنون كن فيكون.، هذا قول الله جل وعلا إذا أمر الله بالشيء كان، لا راد لحكمه ولا معقب لقضائه، {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ**.
قال الله جل وعلا: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ** فالله جل وعلا فرق بين الخلق وبين الأمر، فالأمر أمره، والخلق خلقه، وهذا يبعث على قوة التعلق بالله وعدم تهيب المخلوقين، فإنهم لن يغنوا عنك من الله شيئًا.
وتتدفق هذه الأمور في عروقه ودمه، يعرف أن الله هو الرزاق، إذن يستحضر هذا المفهوم، ليس مجرد نظري وإذا جاء يطلب الرزق طلب من المخلوق.
يقول إن الله جل وعلا هو القوي، ثم يتوسل بغيره، يقول: إن الله هو السميع البصير، ويعتمد على مخلوق خلقه رب العالمين، ولذلك إذا طلع عليه مخلوق لا يفعل المعصية، وإذ اطلع عليه رب العالمين يفعل المعصية، ويجعل الله أهون الناظرين إليه، إذن ما استفدنا منه، كونك تثبت الألفاظ وتنفي المعاني، إذن دراسة الأسماء دراسة تكون نظرية وعملية نعايشها في واقعنا حتى يزداد إيماننا وتعلقنا بالله، كثير من الناس لا يفهم المعاني، كثير من الناس يبتعد عن دراستها، وتفهم معانيها وتحقيق آثارها ومعرفة ذلك بالحق والصدق.