والإرادة نوعان:
النوع الأول: إرادة كونية قدرية، وهذه الإرادة ملازمة ومرادفة للمشيئة وهذه لا بد أن تقع وقد يحبها الله وقد لا يحبها، فقد أراد الله كفر إبليس، وأراد الله كفر
فرعون، وأراد الله وجود الشر في المجتمعات، فنؤمن بذلك ونؤمن بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال {والشر ليس إليك** أي ليس إلى الله، أي لا يدخل في أسمائه ولا في صفاته، ولكن الشر مخلوق الله بإجماع أهل السنة والجماعة لأن الله خالق كل شيء، ليس كقول الطائفة القدرية الذين يقصون خلق الشر عن خلق الله، إذن يجعلونه خالقًا مع الله تعالى الله عن قولهم علوًّا كبيرًا.
النوع الثاني: إرادة شرعية دينية، وهذه أحبها الله جل وعلا وأرادها، أحبها وأرادها، لكن لا يلزم من ذلك وقوعها، الله جل علا يقول: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا**. الله جل وعلا أراد ذلك لكن هل يلزم من ذلك أن الناس كلهم يعبدون الله، الله أوجب عليهم لكن لا يلزم من الإرادة أن الناس يوجد منهم هذا الأمر، لكن هذا محبوب لله، {وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ**، بر الوالدين، أراده الله من كل عبد وأحبه الله لكن لا يلزم أن كل شخص يبر بوالديه فالإرادة الشرعية الدينية محبوبة لله جل وعلا والله جل وعلا يحبها ولكن لا يلزم وقوعها، إذن نثبت لله جل وعلا الإرادتين، الإرادة الكونية القدرية، والإرادة الشرعية الدينية.