[اعلم ايها الموفق ان طاعة الله تعالى والاستجابة لأمره والصبر على ما يصيب العبد من مكاره.
هو الخير للعبد في الدنيا والاخرة وإن كان في ظاهر الأمر شدة ومحنة...
➖فإبراهيم عليه السلام إستجاب للأمر ليدرك مرضاة ربه: *(رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ)*
↩وكان القول من هاجر بالسليم والرضا فقالت: (إذا لا يضيعنا الله)
فالثقة بالله تعالى والتوكل عليه سبب لكل خير واندفاع كل شر
فكان الجزاء من الله تعالى أن أنبع من هذا المكان خير المياه وجعل فيه حرما آمنا وجعل قلوب الناس تهوي إليه بعد تلك الوحشة والشدة
فكل هذا الخير بسبب طاعته لربه والمسارعة لمرضاته
➖فإن فتح الله عليك أبواب الخير فسارع لإدراك الفضل والأجر وكن مفتاحا للخير مغلاقا للشر ولاتكن العكس...
🔳واعلم اخي الحبيب ان الإيمان والعمل الصالح سبب الاطمئنان والحياة الطيبة.
◽قال تعالى: *{مَنۡ عَمِلَ صَـٰلِحࣰا مِّن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤۡمِنࣱ فَلَنُحۡيِيَنَّهُۥ حَيَوٰةࣰ طَيِّبَةࣰۖ وَلَنَجۡزِيَنَّهُمۡ أَجۡرَهُم بِأَحۡسَنِ مَا كَانُوا۟ يَعۡمَلُونَ*** [سورة النحل 97].
قال السعدي رحمه الله:
فأخبر تعالى ووعد من جمع بين الإيمان والعمل الصالح، بالحياة الطيبة في هذه الدار، وبالجزاء الحسن في هذه الدار وفي دار القرار. وسبب ذلك واضح، فإن المؤمنين بالله الإيمان الصحيح، المثمر للعمل الصالح المصلح للقلوب والأخلاق والدنيا والآخرة، معهم أصول وأسس يتلقون فيها جميع ما يرد عليهم من أسباب السرور والابتهاج، وأسباب القلق والهم والأحزان. يتلقون المحاب والمسار بقبول لها، وشكر عليها، واستعمال لها فيما ينفع، فإذا استعملوها على هذا الوجه، أحدث لهم من الابتهاج بها، والطمع في بقائها وبركتها، ورجاء ثواب الشاكرين، أمورًا عظيمة تفوق بخيراتها وبركاتها هذه المسرات التي هذه ثمراتها. ويتلقون المكاره والمضار والهم والغم بالمقاومة لما يمكنهم مقاومته، وتخفيف ما يمكنهم تخفيفه، والصبر الجميل لما ليس لهم منه بد، وبذلك يحصل لهم من آثار المكاره من المقاومات النافعة، والتجارب والقوة، ومن الصبر واحتساب الأجر والثواب أمور عظيمة تضمحل معها المكاره، وتحل محلها المسار والآمال الطيبة، والطمع في فضل الله وثوابه.
📗الوسائل المفيدة للعلامة السعدي( ص،43،42).
[/center]