المفاضلة بين الاعتمار في ذي القعدة والاعتمار في رمضان .
اختلف العلماء في ذلك على قولين :
القول الأول : الاعتمار في رمضان أفضل .
وهذا قول الجمهور .
لقوله e لاِمْرَأَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ : مَا مَنَعَكِ أَنْ تَحُجِّى مَعَنَا ؟ قَالَتْ لَمْ يَكُنْ لَنَا إِلاَّ نَاضِحَانِ فَحَجَّ أَبُو وَلَدِهَا وَابْنُهَا عَلَى نَاضِحٍ وَتَرَكَ لَنَا نَاضِحًا نَنْضِحُ عَلَيْهِ قَالَ : فَإِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فَاعْتَمِرِي فَإِنَّ عُمْرَةً فِيهِ تَعْدِلُ حَجَّةً ) متفق عليه .
القول الثاني : أن العمرة في ذي القعدة أفضل .
أ- لأن النبي e اعتمر في ذي القعدة ولم يعتمر في رمضان ، وما كان الله ليختار لنبيه e إلا الأفضل .
ب- لم يثبت عن صحابي قط أنه اعتمر في رمضان .
القول الثالث : أن العمرة في رمضان – لغير النبي e - أفضل .
وهذا اختيار ابن حجر .
قال ابن حجر : لم يعتمر النبي e إلا في أشهر الحج كما تقدم وقد ثبت فضل العمرة في رمضان فأيهما أفضل ؟
الذي يظهر أن العمرة في رمضان لغير النبي eأفضل وأما في حقه فما صنعه هو أفضل لأن فعله لبيان جواز ما كان أهل الجاهلية يمنعونه فأراد الرد عليهم بالقول والفعل وهو لو كان مكروها لغيره لكان في حقه أفضل والله أعلم