فوائد من شرح العلامة عبدالعزيز الراجحي لصحيح البخاري | كتاب الإيمان |
خالد البلوشي
@5alid_aj
بسم الله الرحمن الرحيم
فوائد من شرح العلامة عبدالعزيز الراجحي المسمى بـ "منحة الملك الجليل في شرح صحيح محمد ابن اسماعيل". [كتاب الإيمان].
• الذي قرره جمهور أهل السنة أن الإيمان قول و عمل :
قول القلب : وهو التصديق و الإقرار و الإعتراف.
قول اللسان : وهو الذكر و تلاوة القرآن.
عمل القلب : كالنية و الإخلاص.
عمل الجوارح : كالصلاة و الصيام وغيرها.
• المرجئة يرون أن الأعمال لا تدخل في مسمى الإيمان وهذا غلط منهم بقسميهم :
مرجئة الفقهاء = الإمام أبو حنيفة وأهل الكوفة.
المرجئة المحضة = وهم الجهمية ومن تبعهم.
و كل من قسمي المرجئة لا يرون أن الأعمال داخلة في مسمى الإيمان.
مرجئة الفقهاء يقولون : الأعمال مطلوبة لكنها ليست من الإيمان فهي واجب و الإيمان واجب آخر.
المرجئة المحضة يقولون : الأعمال لا تدخل في مسمى الإيمان و هي غير مطلوبة و هذا من أبطل الباطل.
• أول من قال بالإرجاء حماد بن أبي سليمان شيخ الإمام أبي حنيفة.
مسألة الاستثناء في الإيمان:
وهي قول : أنا مؤمن إن شاء الله.
مرجئة الفقهاء : يمنعون من هذا لأنك تعلم من نفسك أنك مصدق فلا تشك في إيمانك،ويسمون من يستثني : الشكاك.
فصَّل جمهور أهل السنة في المسألة :
إن قصد بقوله : أنا مؤمن إن شاء الله الشك في إيمانه فهو ممنوع.
وإن لم يقصد الشك وقصد أن لا يزكي نفسه وأن شعب الإيمان متعددة وأنه لا يجزم أنه أدى ماعليه فلا بأس أن يستثني.
• حكى الشافعي إجماع الصحابة و التابعين أن الإيمان قول و عمل.
• كان السلف لا يفرقون بين الإيمان و العمل و حكاه : الفضيل بن عياض ، وكيع بن جراح ، الحسن ، سعيد بن جبير ، عمر عبدالعزيز ، عطاء ، طاووس ، مجاهد ، الشعبي ، النخعي ، الزهري ، ، الثوري ، الاوزاعي ، ابن مبارك ، الشافعي ، احمد ، اسحاق ، أبي عبيدة ، أبي ثور ، وغيرهم.
• اصطلح العلماء على تسميتهم مرجئة الفقهاء من الإرجاء وهو التأخير لأنهم يرجئون الأعمال و يأخرونها فلا يدخلونها في مسمى الإيمان،فالإرجاء في اللغة : التأخير ومنه قوله تعالى ﴿وآخرون مرجون لأمر الله إما يعذبهم وإما يتوب عليهم والله عليم حكيم﴾ [التوبة: ١٠٦]
وأما المرجئة المحضة أو الجهمية فيقولون : الأعمال ليست مطلوبة ويكفي الإيمان.
• الجهم بن صفوان يقول : الإيمان هو معرفة الرب بالقلب والكفر هو جهل الرب بالقلب ، ويقول : لا يضر مع الإيمان معصية كما لا ينفع مع الكفر طاعة،وقد كفرهم العلماء وذكر ابن القيم أنه قد كفر الجهمية خمسمائة عالم.
• الجهم قبحه الله زعيم المرجئة ونفاة الصفات اشتهر بأربع عقائد :
عقيدة نفي الصفات.
عقيدة الإرجاء.
عقيدة الجبر.
القول بفناء الجنة و النار.
• يقول المرجئة المحضة : الإيمان المعرفة الخاصة أي : إذا عرفت ربك بقلبك فهذا هو الإيمان.
وهذا من أبطل الباطل لأن إبليس يعرف ربه بقلبه فعلى مذهبهم يكون إبليس مؤمنا لأن الله أخبر عنه ﴿قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون﴾ [الحجر: ٣٦] فأخبر أنه عرف ربه.
• مذهب الكرَّامية في الإيمان: الإيمان القول خاصة أي : مجرد النطق باللسان ، فمن نطق بلسانه كلمة التوحيد فهو مؤمن ولو كان كافراً في الباطن ، فالمنافقون مؤمنون كاملوا الإيمان عندهم.
• روي عن الإمام مالك أن الإيمان يزيد و توقف في نقصانه وهذه رواية ضعيفة ، والمشهور عنه أنه وافق الجمهور في أن الإيمان يزيد و ينقص.
• صرح كثير من السلف أن الإيمان يزيد بالطاعة و ينقص بالمعصية.
• معرفة القلب هل تزيد و تنقص ؟
على قولين :
-أنها لا تزيد و لا تنقص.
-أنها تزيد و تنقص. وهذا هو الصواب.
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله:
قال المروذي:قلت لأحمد في معرفة الله بالقلب تتفاضل فيه ؟ قال : نعم ، قلت : يزيد ؟ قال : نعم.
ذكره الخلال عنه ، و أبو بكر عبدالعزيز في كتاب السنة ، والقاضي أبي يعلى في كتاب الإيمان.
• حديث (بني الإسلام على خمس...)
البخاري يرى أن الإسلام و الإيمان شيء واحد و أنهما مترادفان ، وعلى هذا فتكون هذه الخمس من الإسلام ومن الإيمان ، لأن الإسلام هو الإيمان و الإيمان هو الإسلام فتكون الأعمال داخلة في مسمى الإيمان.
في الحديث الرد على المرجئة.
• قوله تعالى ﴿ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون﴾ [البقرة: ١٧٧]
البِر التي عدد الله تعالى فيها أمور الإيمان من قول اللسان و قول القلب و عمل القلب و عمل الجوارح وكلها موجودة في الآية ، وتعدادها دليل على أن أمور الإيمان متعددة.
• البخاري يرى أن الإسلام و الإيمان مترادفان ، والصواب الذي عليه الجمهور : أن الإسلام و الإيمان إذا اجتمعا افترقا و إذا افترقا اجتمعا.
فإذا اجتمعا في نص واحد اختلف المعنى فصار الإسلام يراد به العمل و الإيمان يراد به التصديق كما في حديث جبريل عليه السلام ، أما إذا اطلق أحدهما دخل فيه الآخر ، وهذا الذي عليه المحققون كشيخ الإسلام ابن تيمية وجماعة.
• حديث (الإيمان بضع وستون شعبة...)
البضع يطلق على العدد من ثلاثة إلى تسعة ، والمعنى أنه فوق الستين تحت السبعين.
الحديث من أقوى الأدلة في الرد على المرجئة لأنه جعل الإيمان شعباً كثيرة ، والمرجئة يقولون : هذه الشعب لا تدخل في الإيمان وإنما الإيمان هو تصديق القلب فقط.
أعلاها قول التوحيد = وهي قول باللسان.
وأدناها إماطة الأذى = وهو عمل بدني.
والحياء = عمل قلبي.
• حديث (أي الإسلام أفضل ؟ قال : من سلم المسلمون من لسانه و يده)
إذاً الإسلام يتفاوت فدل على أنه يزيد و ينقص وكذلك الإيمان يدخل في الإسلام عند الإطلاق.
• حديث (أي الإسلام خير ؟ فقال : تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ...)
إطعام الطعام عمل ، فدل على أن العمل داخل في مسمى الإسلام و الإيمان ، وفيه الرد على المرجئة.
• حديث (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه...)
الذي يحب لأخيه ما يحب لنفسه أكمل إيماناً من الذي لا يحب لأخيه ما يحب لنفسه ، فدل على أن الإيمان يتفاوت فيزيد و ينقص.
قال ابن حجر رحمه الله : ونفي اسم الشيء -على معنى نفي الكمال عنه-مستفيض في كلامهم ، كقولهم : فلان ليس بإنسان.
قال الكرماني : ومن الإيمان أيضاً أن يبغض لأخيه ما يبغض لنفسه من الشر ، ولم يذكره ، لأن حب الشيء مستلزم لبغض نقيضه فترك التنصيص عليه اكتفاء والله اعلم.
البخاري وبعض أهل العلم يرون أن الإسلام والإيمان مترادفان ويستدلون بقوله في قصة لوط ﷺ ﴿فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين• فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين﴾.
• حديث (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه...)
الحب عمل قلبي وكمال الإيمان وكمال المحبة أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، فإذا لم يكن الله ورسوله أحب إليه ولده و والده والناس أجمعين فإنه إيمانه ناقص ويكون عاصياً ، وفي هذا دليل على أن الإيمان يتفاوت وأنه يزيد وينقص.
قال ابن رجب رحمه الله : فإن تعارض داعي النفس و مندوبات الشريعة ، فإن بلغت المحبة على تقديم المندوبات على دواعي النفس كان ذلك علامة كمال الإيمان ، وبلوغه إلى درجة المقربين و المحبوبين المتقربين بالنوافل بعد الفرائض.
ذكر الكرماني في شرحه مسألة :
لِمَ لم يذكر نفس الرجل ايضاً ؟ وإنما يجب أن يكون الرسول ﷺ أحب إليه من نفسه ، قال تعالى ﴿النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم) ؟
الجواب :
إنما خصص الوالد و الولد بالذكر لكونهما أعز خلق الله على الرجل غالباً وربما يكونان أعز من نفس الرجل على الرجل.
قيل : ما وجه تقديم الوالد على الولد؟
الجواب : بأن ذلك للأكثرية ، لأن كل واحد له والد وليس العكس و الأولى أن يُقال : إنما قدم ها هنا الوالد نظراً إلى جانب التعظيم.
قال النووي رحمه الله : فيه تلميح إلى قضية النفس الأمَّارة والمطمئنة ، فإن من رجح جانب المطمئنة كان حبه للنبي ﷺ راجحاً ، ومن رجح جانب الأمَّارة كان حكمه بالعكس.
لا يقال : إن من قدم المال أو الوالد على حب الله ورسوله أنه أشرك لصرف شيئاً من أنواع العبادة -وهي المحبة-لغير الله-لأنه لا يكون مشركاً إلا إذا وقع في الشرك كفعله ناقض من نواقض الإسلام ، أما إذا قدم محبة المال أو قدم أي شيء مما سبق على محبة الله ورسوله فهذا يكون عاصياً ولا يكون مشركاً إلا إذا استحل ما هو معلوم من الدين بالضرورة.
فلا يقال : إن هذا من شرك المحبة ، لأن شرك المحبة المراد به محبة العبادة التي تقتضي كمال الطاعة و كمال الحب وإيثار المحبوب على غيره ، أما المحبة الطبيعية فلا بأس.
محبة الله ورسوله شرط في صحة الإيمان فمن لم يحب الله ورسوله فهو كافر ، وكل مؤمن ولو كان عاصياً عنده أصل محبة الله ورسوله كمن يعمل المعاصي دون استحلالها و هو يعلم أنها معصية لكنه غلبته نفسه.
• حديث (آية الإيمان حب الأنصار و آية النفاق بغض الأنصار).
ويدخل في المحبة والبغض كل من شارك الأنصار في الوصف كالدعاة وأنصار الحق والعلماء العاملين فمحبتهم علامة على الإيمان و بغضهم علامة على النفاق.
قال ابن رجب رحمه الله : وسُئل بعضهم عن المحبة ، فقال : الموافقة في جميع الأحوال.
كل مؤمن وكل تقي وكل ولي تجب ولايته ، فمن علامات الإيمان محبة المؤمنين والمصلحين والمرشدين والوعاظ وأهل العلم وأهل الخير عموماً وأفضلهم في ذلك وأعظمهم الصحابة لما كانت لهم مزية الصحبة.
﴿والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم﴾ [التوبة: ١٠٠]
فمن أبغض الصحابة أو سبهم أو تنقصهم فقد كذَّب الله ورسوله ، فكيف يترضى عنهم الرب ويسبهم العبد ؟ ثم إن سبهم أيضاً سب للدين الذي حملوه ، فهم الذين حملوا إلينا الشريعة والقرآن والسنة ، فكيف يوثق في دين ينقله كفار أو فساق ، فمن سب الصحابة أو كفرهم أو فسقهم فهو مرتد مكذب لله ولرسوله.
قوله ﷺ (من سأل الناس أموالهم تكثيرا فإنما يسأل جمرة فليستقل أو ليستكثر) وفي هذا إشارة إلى أن إعطاء المال لمن لا يستحق ظاهره التحريم.
• قوله ((ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم))
و حديث (إن أعلمكم بالله وأتقاكم أنا)
فيه دليل على أن عمل القلب من الإيمان و أن الإيمان باللسان لايكفي حتى يصدق القلب.
قوله ﷺ (أعلمكم) العلم معرفة القلب ، وفيه أن العلم يتفاوت ، فعمل القلب إذن يتفاوت ويترتب عليه تفاوت الإيمان.
فيه الرد على الكرَّامية أتباع محمد بن كرام حيث يقولون : الإيمان قول باللسان فقط.
• حديث (أخرجوا من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان..)
فيه دليل على تفاضل الناس في الإيمان ، و أن إيمان المرء يضعف حتى لا يبقى منه إلا مثقال حبة من خردل زيادة على التوحيد.
• حديث (أي الأعمال أفضل ؟ قال : إيمان بالله ورسوله قيل ثم ماذا ؟ قال : الجهاد في سبيل الله .....)
الشاهد أنه سمى الإيمان عملا.
وكلمة التوحيد من المعلوم أنها لا تصح إلا بشروطها و من شروطها :
العلم المنافي للجهل.
الاخلاص المنافي للشرك.
اليقين المنافي للشك.
الصدق المانع من النفاق.
المحبة بهذه الكلمة والسرور بها.
الانقياد بحقوقها.
القبول المنافي للترك.
• ﴿قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئا إن الله غفور رحيم﴾ [الحجرات: ١٤]
فسرها الإمام البخاري رحمه الله بمعنى استسلمنا وانقدنا للاسلام ظاهراً ونفاقاً فذهب رحمه الله إلى أن المراد بالإسلام هنا الإسلام الظاهر وهو إسلام المنافقين ، وماذهب إليه البخاري مع جلالة قدره فيه ضعف والصواب الذي عليه جمهور اهل السنة و الجماعة والمحققون أن هذه الآية ليست في المنافقين وإنما هي في ضعفاء الإيمان ، والإيمان الضعيف الذي يفعل صاحبه معه المعاصي لا يطلق على صاحبه مؤمن وإنما يطلق على صاحبه مطلق الإسلام ، فالعاصي يسمى مسلماً ولا يسمى مؤمنا عند الاطلاق إلا إذا قيد ، يقال : مؤمن ناقص الإيمان ، فإذا التزم أداء الفرائض وانتهى عن المحارم سمي مسلماً و سمي مؤمنا.
والدليل على صحة ماذهب إليه الجمهور قوله ﷻ في الآية (وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئا إن الله غفور رحيم﴾ والمعنى : إن تطيعوا الله ورسوله لا ينقصكم من ثواب أعمالكم شيئا ولو كانوا منافقين لم يكن لهم ثواب فالمنافق ليس له ثواب ، ثم قال ﴿إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون﴾ [الحجرات: ١٥] أي : فهؤلاء هم المؤمنون الكاملون وهؤلاء هم الصادقون في إيمانهم أما أنتم فلستم صادقين في إيمانكم.
الفاسق والعاصي يقال له في الإثبات : مؤمن ناقص الإيمان أو مؤمن بإيمان فاسق بكبيرة وفي النفس لا تقول : ليس بمؤمن فحسب بل تقول : ليس بمؤمن حقا أو ليس بصادق الإيمان.
• باب كفران العشير وكفر دون كفر.
وحديث (أُريت النار فرأيت أكثر أهلها النساء يكفرن قيل : أيكفرن بالله ؟ قال : يكفرن العشير ويكفرن الإحسان إن أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئا قالت : ما رأيت منك خيراً قط).
استدل المؤلف بالتراجم أن الكفر يتفاوت فكذلك الإيمان يتفاوت في المقابل ، فإذا كانت المرأة تكفر العشير فهذا معنى نقص في إيمانها وضعفه ، أما إذا لم تكفر العشير فيكون إيمانها أكمل فدل على أن الإيمان يتفاوت ، وفيه الرد على المرجئة.
• حديث (إنك امرؤ فيك جاهلية)
وقول الله ﷻ ﴿إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما﴾ [النساء: ٤٨]
وقوله ﷻ ﴿وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين﴾ [الحجرات: ٩]
هذه الترجمة قصد بها المؤلف الرد على الطوائف الضالة الذين يكفرون بالمعاصي كالخوارج والمعتزلة بإيراد قوله (وان طائفتان..) و وجه الدلالة أنه سماهم مؤمنين وهم يتقاتلون مع أن القتال كبيرة ، فقتال المسلمين بعضهم بعضا من كبائر الذنوب ومع ذلك سماهم مؤمنين وأمر بالإصلاح بينهم فدل على مرتكب الكبيرة لا يكفر خلافاً للخوارج والمعتزلة.
والآية فيها دليل على أن الإيمان يزيد وينقص و لا ينتهي إلا إذا جاء الكفر الأكبر.
قوله (انك امرؤ فيك جاهلية) دليل على أن الإيمان يزيد وينقص وأن الناس يتفاوتون في الإيمان وأنه قول وعمل.
• باب ظلم دون ظلم
قصد المؤلف بهذه الترجمة بيان أن الظلم أنواع وأقسام ، وأنه يتفاوت ، وإذا كان الظلم أقساماً وأنواعا دل على أن الإيمان يزيد وينقص ، فإذا ارتكب الإنسان نوعاً من أنواع الظلم نقص إيمانه وضعف.
• باب علامات النفاق وحديث (آية المنافق ثلاث : إذا حدَّث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان)
المراد بالنفاق هنا النفاق الأصغر الذي لا يخرج من الملة ، وهذا يدل على أن الإيمان يتفاوت بالزيادة والنقصان فالمسلم إذا كان فيه شيء من علامات النفاق نقص ايمانه وضعف واذا سلم من علامات النفاق كمل إيمانه.
فيه الرد على المرجئة.
ليست علامات النفاق محصورة فيما ذكر فقط ، لأن المعنى : من آية المنافق ، فمفهوم العدد لا يفيد الحصر.
للنفاق علامات أخرى ومنها : الكسل عند الصلاة وعدم الطمأنينة فيها.
النفاق الأصغر قد يجر إلى الكفر ولكنه ليس كفراً ، وهذه الخصال تنقص الإيمان وتضعفه.
قوله ﷺ (اربع من كن فيه....)
قال بعض العلماء في معنى هذا الحديث : إن هذه الخصال إذا استحكمت وكملت في شخص جرت الإنسان إلى النفاق الأكبر وإلا هي معاصي لا تخرج من الإيمان.
• باب الصلاة من الإيمان وقول الله ((وما كان الله ليُضيع إيمانكم))
دلت الآية و الحديث الذي في الباب أن الأعمال داخلة في مسمى الإيمان وهذا من أقوى الأدلة في الرد على المرجئة.
• باب حسن اسلام المرء
حديث (إذا أسلم العبد فحسن إسلامه يكفر الله عنه ...)
استدل به المؤلف رحمه الله على أن الإيمان يزيد وينقص وهذا فيه الرد على المرجئة ، لأن الإسلام يكون حسنا ويكون غير حسن ، فالذي حسن اسلامه زاد ايمانه والذي لم يحسن اسلامه معناه أن إيمانه ناقص.
قوله ﷺ (والسيئة بمثلها إلا أن يتجاوز الله عنها) فيه الرد على الخوارج والمعتزلة الذين يقولون : إن السيئة لا يتجاوز الله عنها بل يخلد صاحبه في النار.
في الحديث الرد على المرجئة والخوارج والمعتزلة.
• باب فضل من استبرأ لدينه
حديث (الحلال بين والحرام بين وبينهما مشبهات....)
قوله : "استبرأ لدينه وعرضه" فيه بيان من استبرأ لدينه فقد كمل دينه و من كمل دينه فقد كمل إيمانه ، لأن الدين هو الإيمان ، وأن الدين عند الإطلاق يدخل فيه الإيمان ، و الإيمان عند الإطلاق هو الدين.
فيه دليل على أن من يفعل المشبهات لم يكمل دينه ولم يستبرأ لدينه وعرضه.
خالد البلوشي.
حساب تويتر :
@5alid.aj