تغريدات الدكتور خضر بن سند عن العلامة عبدالرحمن البراك - حفظه الله تعالى -
د. خضر بن سند
@Khader_sanad
بسم الله الرحمن الرحيم
١- ساعة ونصف قضيتها مع الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر البراك تعدل سنين من القراءة والبحث .
حيث يتجمل بالعلم الواسع والزهد الصادق وطيبة الروح والنفس .
٢- قلت لبعض طلابه : إني أهاب مقابلة الشيخ لوحدي!
فقال:لاتخف ، فستقابل رجلاً يتبسم في وجهك وتأنس به فهو يتأسى بأخلاق الأنبياء وفيه أخلاق الكرماء .
٣- علاقتي بهذا الإسم الكبير "الشيخ عبدالرحمن بن ناصر البراك" قديمة ، فقد تتلمذت على كتبه واستفدت من شروحه ، وبقي اليوم لي التشرف بقابلته ..
٤- حينما تجلس إليه سوف تذهل قطعاً ، فالزهد عنده ليس شعاراً يرفع ، والتواضع في مجلسه ليس مجاملة وتظاهراً، والإبتسامة التي من القلب تصل للقلوب ..
٥- سيرته مذهله قطعاً ، ولكنه يرفض الحديث عن حياته ، والحق أنه بقية من بقايا الزهاد، عاش يتيماً وفقد بصره صغيراً ويقيم في بيت متواضع حتى اليوم .
٦- مات والده في صغره وبقي مع والدته ، وهاهي ترقب صباه وتتأمل فيه حياة جميلة ، ولكن يأتيها خبر مؤلم !!
فيفقد بصره وهو غلام يقرأ في المدرسة .
٧- بين البكيرية حيث ولد قبل ٨٥ عام
وبين مكة حيث درس أول طفولته ، بين المكانين قصص ومعاناة وذكريات ودموع لطفل من نجد أصبح اليوم سيد العلماء .
٨- في فترة قاسية قبل النفط والثراء قرر الفتى السفر للعلم
ودعته أمه وبقي لوحده
فقد بصره وتلفت قلبه
ذهب ودموع الأم لا تعلم ما قدر الله لولدها!
٩- خرج من مكة مع استاذه صالح العراقي وتوجها لنجد مرة أخرى ، هنا الخرج ، هنا عبدالعزيز بن باز ، هنا سيدأ تاريخ جديد بين واحات صحراء نجد ..
١٠- يالروعة هذا الأستاذ الشيخ صالح ، اصطحب البراك معه وعاش معه الفتى كأنه ولده ، يأكل معهم ويعيش معهم يتفقدون مرضه ويساعدونه في شؤونه ..
١١- بين واحات الدِلم في عاش مع شيخه صالح وتعرف على ابن باز ، فاغترف من علمه وحفظ متون العلم .
صَدق في طلب العلم ولاحقته دعوات أمه في غربته .
١٢- في فترة مبكرة من عمر السعودية وفي عام ١٣٧٠ انتقل للرياض للدراسة في المعهد ، انتقل أيضاً ابن باز للمعهد ، ودٓرس حينها على كثير من العلماء .
١٣- ابن باز والبراك يعيشان نفس المعاناه ، كل منهما فقد والده صغيراً ، كلٌ منهما وجد أستاذاً يرعاه ، كل منهما تعلق بوالدته وتغّرب عنها..
١٤- مضت السنون والأعوام ، وتغيرت وسائل الحضارة ، وتفاقمت المنكرات والمتغيرات وبُسطت الدنيا للناس .
تساقط أقوام وبقي آخرون ونحسب هؤلاء منهم .
١٥- في زمن الزيف والخداع كان ابن باز ذهباً لامعاً ، وكان تلميذه كذلك .
مات ابن باز فكان البراك درعاً حصيناً وسيفاً صقيلاً ولساناً صادقاً ..
١٦- هاهو البراك يكافح الفساد بقلمة ولسانه ، نذر نفسه لنشر السنة والخير ، ولم تشغله الدنيا عن هدفه ، فهو يتنقل بين مسجده ودرسه وطلابه ومكتبته .
١٧- عندما تجلس عند البراك لن يحدثك عن ذكرياته ، ولن يحدثك عن معاناته ، سوف يسألك عن السنة والعلم ، عن المسلمين وأحوالهم ، عن الفقراء وحاجتهم
١٨- وكأني بك تسأل : لماذا تتحدث عن الأحياء !!
أيها المحب : ما أحوجنا للقدوات ، وما أحوج شبابنا أن يتركوا الغثاء ويعرفوا سير العظماء ..
١٩- أيها المحب : بين كتب ابن تيمية وبين كتب الفقهاء وأهل السنة عاش البراك حياته ، كُنت استمع لشروحه فأعجب من سرعة بديهته وقوة حفظه واستحضاره .
٢٠- يعيش الشيخ بين المسجد والكتاب ، يعيش للعقول المتعطشة للعلم فيعطيها حصاد علمه وفكره ، ويعيش للقلوب الجريحة فيداويها بحسن منطقه ولفظه ..
٢١- هاهو البراك قد أصبحت كتبه كالجواهر عند طلبة العلم ، وهاهو يعيش لم يتقلد منصباً ولا يحب الإعلام ويعيش مع عامة الناس في بيت متواضع جداً ..
٢٢- تعذر اليوم بعض أصحاب التكاسي لجهلهم بالحي الذي يقطنه !!
وكانت مفاجأة الخريطة أن بيته يقع حي الفاروق بين شارع البكيرية وشارع أسد السنة !!
٢٣- البكيرية حيث ولد الشيخ في القصيم ، وأسد السنة هو أصدق وصف ينطبق عليه اليوم !!
فكم من معضلة أو منكر وقف البراك لوحده كأنه الأسد الهصور ..
٢٤- ذلك الجسد النحيل صارعته قنوات فضائية فلم ينشغل بهم ، ولكنه قارعهم بالحجة والبيان الرصين ،،
يرّد عليهم ويبقى في محرابه يذكر الله بهدوء !!
٢٥- عجباً له، لم ينشغل بخصومه وتفرغ لتعليم طلابه فأخرج جيلاً نادراً من حملة العلم ولم يُشغل طلابه بنفسه بل وجههم للعلم ونشر السنة والدعوة !!
٢٦- ذالكم هو العالم الجليل يعيش اليوم في الرياض ، يتحدث عندما يخاف الجميع وينصح كما ينصح الأب الرحيم ، لم تدركه الدنيا والجوائز والمناصب .
٢٧- وختاماً ..
أدعوكم للبحث عن كتب الشيخ البراك والإستفادة من دروسه وعلمه وأخلاقه وسمته ..
حفظ الله الشيخ وبارك له في عمره وصحته وأهله .