دعاء الخروج من الخلاء
عن عائشة رضي الله عنها قالت : "كان إذا خرج من الغائط قال : "غُفرانكَ"*[1]* .
كان إذا خرج من الغائط في الأصل الأرض المنخفضة ثم سمي به محل قضاء الحاجة ،قال عقب خروجه بحيث ينسب إليه عرفاً فيما يظهر .
غُفرانكَ : الغُفْرانُ : مصدرٌ، وهو منصوب بإِضمار أَطلُبُ : وهو التوبة من تقصيره فـي شكر النِّعم التـي أَنعم بها عليه بإِطعامه وهضمه وتسهيل مخرجه، فلـجأَ إِلـى الاستغفار من التقصير وتَرْكِ الاستغفار من ذكر الله تعالـى مدة لبثه علـى الـخلاء، فإِنه كان لا يترك ذكر الله بلسانه وقلبه إِلا عند قضاء الـحاجة، فكأَنه رأَى ذلك تقصيراً فتداركه بالاستغفار. وقد غَفَرَه يَغْفِرُه غَفْراً: ستره. وكل شيء سترته، فقد غَفَرْته؛ ومنه: غَفَرَ الله ذنوبه، أَي سترها. اهـ .*[2]*
قال القاضي : غفرانك بمعنى المغفرة ونصبه بأنه مفعول به والتقدير أسألك غفرانك ووجه تعقيب الخروج أنه كان مشغولاً بما يمنعه من الذكر وما هو نتيجة إسراعه إلى الطعام واشتغاله بقضاء الشهوات .
قال النووي : والمراد بغفران الذنب إزالته وإسقاطه فيندب لمن قضى حاجته أن يقول غفرانك سواء كان في صحراء أم بنيان وظاهر الحديث أنه يقوله مرة وقال القاضي وغيره : مرتين وقال المحب الطبري : ثلاثاً
وسر ذلك أن النجو يثقل البدن ويؤذيه باحتباسه والذنوب تثقل القلب وتؤذيه باحتباسها فيه فهما مؤذيان مضران بالبدن والقلب فحمد اللّه عند خروجه لخلاصه من هذه المؤذي لبدنه وخفة البدن وراحته وسأله أن يخلصه من المؤذي الآخر فيريح قلبه منه ويخففه وإسرار كلماته وأدعيته فوق ما يخطر بالبال .*[3]*
(4) صحيح الجامع رقم (4707) .
(1) لسان العرب (5/25) .
(1) فيض القدير للمناوي .