تقدس عن الند والمثيل , سواء في الربوبية , أو في الألوهية ,
أو في صفة من الصفات , أو غير ذلك ،
فهو الرب المعبود وحده لا شريك له .
(( وتنزه عن الصاحبة والأولاد ))
وهذا دلت عليه النصوص من القرآن والسنة في سورة الإخلاص وغيرها , فهو سبحانه وتعالى لم يتخذ صاحبة ولا ولداً , وفي ذلك نقض لما ادعاه المشركون حينما زعموا أن الملائكة إناث , وأنهم بنات الله , تعالى الله عن ذلك . أو النصارى حينما يقولون : إن المسيح ابن الله . أو اليهود حينما يقولون : إن العزيز ابن الله . والابن يحتاج إلى صاحبة , والله سبحانه وتعالى تنزه عن الصاحبة والولد , تعالى عما يقول هؤلاء جميعاً علواً كبيراً .
قال : (( ونفذ حكمه في جميع العباد )) الأصل في هذا الحكم النافذ في جميع العباد أنه حكمه القدري , فما شاء الله كان , وما لم يشأ لم يكن , وهذا الذي نفذ في الجميع المؤمن والكافر , فجميع العباد نفذ فيهم حكم الله سبحانه وتعالى , فهم جاءوا إلى هذه الدنيا بأمر الله , ويحيون بأمر الله , ويموتون بأمر الله , فحكمه فيهم نافذ وقد يدخل في عموم هذا الكلام : أن الله سبحانه وتعالى وحده هو الذي يحكم بين العباد في الدنيا بشرعه وأمره وفي الآخرة بجزائه وحسابه . كما قال تعالى : {أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ** [الأعراف: 54].