( من أحسن إلى الناس يُريد بذلك وجه الله والدار الآخرة أحسن الله إليه )
📋قال الإمام ابن القيّم رحمه الله :
🔸وأمور قد فعلها على وجه الهداية، وهو محتاج إلى أن يهدي غيره إليها، ويُرشده، وينصحه، فإهماله ذلك يُفوّت عليه من الهداية بحسبه، كما أن هدايته للغير، وتعليمه، ونصحه، يفتح له باب الهداية؛ فإن الجزاء من جنس العمل، فكلما هدى غيره، وعلّمه، هداه الله، وعلّمه، فيصير هاديا مهديا
📋قال الشيخ سليمان الرحيلي حفظه الله :
◼و الله أكبر! ما أعظم هذا الفقه الإنسان بحاجة إلى الهداية؛ ولأن يجتهد في أن يهدي غيره؛ لأن الجزاء من جنس العمل، ومن سعى إلى هداية عباد الله مخلصا لله جازاه الله فهداه؛ فإنّ جزاء الإحسان الإحسان.
◻وهذه القاعدة الشرعية: من أحسن جازاه الله بأحسن ممّا أحسن. فمن سعي في هداية عباد الله مخلصا لله مُتّبعا لسُنّة رسول الله صلى الله عليه وسلّم ، هداه الله بمقدار ما يسعى،
بمعنى أنه يعطيه على مقدار ما يسعى، ولكنه خير مما يسعى، يعني: من كثر اجتهاده في هداية الناس بإخلاص وسُنّة عظمت هداية الله له، ومن كان عالما وقصّر في السعي في هداية الناس، فاته من الهداية بمقدار ما يُقصّر في السعي في هداية الناس.
◻ولذلك - يا طالب العلم - إذا وفّقك الله إلى خير فاسع إلى نشره بمقدار ما علمت؛ فإنك بذلك تزداد علما؛ ولذلك يقول بعض مشايخنا: من أسباب زيادة العلم أن يُعلّم الإنسان ما علم، فإذا تعلمت شيئا وعلّمته كافأك الله بأن تتعلّم أكثر، وهكذا في كل خير، وهذه قاعدة شرعية؛ كلما بذلت الخير زادك الله منه،
حتى المال، ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلّم: «ما نقص مالُ عبدٍ من صدقة ))
◻بل الصدقة تزيده وتُكثّره.
وفي الصحيحين": عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «قال الله تبارك وتعالى-: يا ابن آدم أَنفِق أُنفِق عليك ))
◻ولا شك أن الخير من الله أعظم مما يُقدّمه العبد، ولكن الإحسان بالإحسان، فإذا أردت أن يفتح الله عليك بشيء، فابذل ما عندك منه للخلق ليزداد هذا الشيء، وهذا في باب الهداية كذلك؛
فبمقدار ما تسعى في هداية الناس بإخلاص وسُنّة، بمقدار ما تزداد هداية، وبمقدار ما تُقصّر، بمقدار ما يفوتك من الهداية .
📚وفي سعي الإنسان في هداية الآخرين مکارم كثيرة :
منها: القيام بالواجب.
🔸ومنها: أن له مثل أجور من دعاهم إلى يوم القيامة لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا
🔸ومنها : أن ذلك سبب لأن يُفتح عليه ويُوَفَّق إلى الخيرات.
📚( من كتاب شرح رسالة ابن القيّم إلى أحد إخوانه ص69-70 )
جَـزى الله خَـيْراً مَـن قرأها وساعد على نشرها