،،،،،،
حضر عندي شاب تبدو على محياه سمات الحزن والتعب ، قال لي : قصتي غريبة وعجيبة ، أنا شاب تزوجت قبل فترة وجيزة ، ومنذ ذلك الوقت انقلبت حياتي رأسا على عقب ، قال : أصبحت أكره كل شيء ، زوجتي وعملي وأصدقائي ومعارفي ، وأصبحت أميل إلى العزلة والانطواء ، حتى عندما كنت أذهب لعملي ، كنت أركب سيارتي وأذهب هائما على وجهي
حتى أجد مكانا ما في الصحراء فأستظل بظل سيارتي وأنام ، وكان مديري في العمل يقدر تلك الظروف لمعرفته المسبقة بأحوالي . وذات يوم وبينما كنت نائما مستظلا بظل سيارتي ، إذا بي أفاجأ بضربة خفيفة على رأسي ، قمت من نومي منزعجا ، ونظرت فإذا بي أرى ( ورل ) ( ورل : حيوان يشبه الضب ولكنه أكبر حجما منه ، وهو خطير نوعا ما ، ويعيش في المناطق الصحراوية ) . وانتابني فزع شديد ، وغادرت المنطقة فورا ، وفي اليوم التالي حصل معي مثلما حصل في اليوم السابق علما بأنني أتنقل من مكان إلى مكان ، وحصل ذلك في مكان يبعد مسافة طويلة عن المكان الأول ، ولكن في هذه المرة لم ينتابني الخوف والفزع كما حصل في المرة الأولى ، ونظرت لهذا الحيوان باستغراب ، ونظر لي واستظل بظل السيارة واضعا رأسه على الأرض .
في اليوم التالي ذهبت إلى عملي وأخبرت زملائي في العمل بقصتي ، فأشار أحدهم بسؤال ذلك الحيوان عن الشيء الذي يريد ، وفعلا ما أن ذهبت إلى مكان في الصحراء ، واستغرقت في نومي ، وإذا بي أشعر بضربة خفيفة على رأسي ورأيت ذلك الحيوان ، فسألته بدهشة واستغرب ! ماذا تريد مني ، فرفع رأسه وأصدر صوتا غريبا وسار في اتجاه وهو ينظر إلي ، تركته وعدت إلى عملي ، وفي اليوم التالي حصل ما حصل معي من هذا الحيوان الغريب ، ولكنه هذه المرة ضربني ضربة خفيفة على قدمي ، فأعدت سؤالي عليه مره أخرى ، ففعل مثل ما فعل في المرة السابقة ، وكأنما يقول لي اتبعني .
سرت وراءه ، وكان كلما سار مسافة مائة متر ينظر إلي وكأنما يريد أن يتأكد من أني أتابعه في خطواته ، وسار مسافة لا تقل عن ستة كيلو مترات ، وبعد ذلك استدار حول شيء ملقي على الأرض ، بعدها تركني وذهب بعيدا عني واختفى عن ناظري ، فتفحصت ذلك الشيء فوجدته كيس من الخيش أغلق بإحكام بواسطة سبحة ، نزعت السبحة وفتحت ذلك الكيس فوجدت بعض الملابس بداخله ، ومن ضمنها ملابس متعلقة بزوجتي ، يقول : تركت كل ذلك وكان الوقت قد قارب على صلاة العصر وجئت إليك أعرض عليك الأمر .
فأخبرته أن يذهب فورا ليحضر تلك الملابس ، قال ذهبت إلى المكان فوجدت رجلا عند الملابس فسألني عنها ، فأخبرته أنها قد تكون من أفعال السحرة والمشعوذين ، فأشار علي بالانتظار وأخبرني أنه قدم إلى هذا المكان قبل حوالي شهر وأخذ بعض الأمتعة من الكيس وأعاد إغلاقه ، وكان رجلا مسكينا فقيرا ، فانتظرته حتى أحضر تلك الأمتعة وجاء بها إليّ ، وبعد الرقية والنفث على تلك الأمتعة تم إحراقها ، وبقدرة الله سبحانه وتعالى فك الرجل كأنه من عقال ، وعاد إلى سابق عهده والله تعالى أعلم .
تاريخ الاضافة : 27 / 12 / 2003 م