،،،،،،
يقول الدكتور قيس غانم -اختصاصي الأمراض العصبية وتخطيط الدماغ في كندا - :
( 000 فقد كانت لي مريضة صغيرة تبلغ من العمر خمسة أعوام ، وكان والدها مدرسا سعوديا في الإمارات العربية المتحد ،
وأصيبت البنت بحالة صرع من النوع الاختلاجي العضلي السريع الذي يرمي الطفلة إلى الأرض لمدة ثوان معدودة ، تقوم بعدها كأن شيئا لم يكن ، وقمت بفحصها فلم أجد سببا للنوبات ، وأجريت لها أكثر من تخطيط للدماغ برهن بوضوح على وجود حالة صرع شديدة ، فبدأت بعلاجها بالأدوية المعروفة ، وثابرت على ذلك لفترة طويلة ، مستعينا بالمختبر في قياس كميات الدواء الموجودة في الدم ، ولم أستطع أن أغير من النوبات التي استمرت في الحدوث عدة مرات يوميا 0
وفي يوم من الأيام صارحني الرجل السعودي بأنه يفكر في أخذها إلى رجل صالح مشهور في منطقة معينة من المملكة ، فقلت له : ( على بركة الله ) ، خاصة وأنني فشلت في علاجها 0
فلما عاد ، بشرني بأن النوبات قد توقفت تماما ، وأنها لا تتعاطى أي دواء ، وأن الرجل الصالح أعطاها جرعة واحدة من قدر كبير بينما كان يقرأ بعض الآيات ، وفي الوقت الذي فرحت فيه للفتاة ، كنت أشك في صدق هذا النجاح الباهر ، فلربما أن النوبات التي تستغرق ثواني معدودة كما قلنا ، تحدث بسرعة فائقة بحيث لا تلاحظها الأم ، ولكن الأب أصر على أن النوبات توقفت بالفعل 0
وقلت له : دعنا نعيد تخطيط الدماغ لكي نرى ما إذا كان فرق قد طرأ عليه ، وكان التخطيط سليما للغاية ! وكان الشك ما زال يساورني ، فطلبت منه إعادة الطفلة إليّ بعد شهرين ، فلما عاد أكد أن النوبات لم تعد مطلقا ، وبما أن التخطيط يمكن أن يكون سليما حتى لدى المصابين بالصرع الشديد ، أعدت التخطيط مرة أخرى ، وذهلت من جديد عندما وجدته سليما 0
ومثل هذه القصة النادرة تجعل الطبيب مهما كان تدريبه علميا يدرك أن هناك عوامل أخرى تحتاج إلى دراسة إضافية في محيطنا العربي الإسلامي )
( مرض الصرع : أعراضه وعلاجه ص 22 ـ 24 ) 0
تاريخ الاضافة : 17 / 2 / 2004 م