،،،،،،
اتصلت بي أحدى الأخوات من احدى مناطق المملكة ، وقالت : قصتي مؤلمة فأنا فتاة في العقد الثالث من العمر ، ولي أخت تصغرني بسنوات ، وقد كان أبواي يوفران لها من العناية والاحترام والتقدير الشيء الكثير ، مما أوقد نار الحسد والضغينة في قلبي ، وفكرت وطال تفكيري إلى أن توصلت لعمل شيطاني ، حيث قادتني نفسي الأمارة بالسوء باللجوء لأحد رعايا الدول الإسلامية للقيام بعمل سحر كي أتخلص مما أنا فيه من حقد وكراهية لها ، وبالفعل اتصلت بهذا الرجل الذي طلب مني مبلغاً كبيراً من المال وبحدود خمسين ألف ريالاً سعودياً ، وأخذ الرجل المال ولم أسمع عنه منذ ذلك الوقت ، وبدأت أحوال أختي في التغير ، فعاشت في خلوة ، لا تحب الاجتماع بالآخرين وبدأت في الذبول والانطواء والعزلة ، واختلفت نظرة والديَّ لها ، وأصبحت ترفض أي شخص يتقدم لها ، وأصبحت تعاني معاناة لا يعلم مداها وضررها إلا الله ، عند ذلك بدأ الندم يدب إلى قلبي ويعتصر الألم قلبي وجوارحي وتبت إلى الله وعدت وأنبت ، ويقيني بالله وبعدله ورحمته أكبر من أي شيء في نفسي ، وأنا أنشد حلاً لهذه المشكلة ، هل أبوح بسري لأختي ووالديَّ عما اقترفت يداي في حق هذه المسكينة ، أم هل ألجأ لساحر يخلصني من هذا العذاب الذي أعيش فيه ، وكذلك يخلص أختي مما هيَّ فيه ، وأنا بالطبع سبب هذه المعاناة ، أو ماذا أفعل ؟
سمعت منها ما سمعت ، وشعرت بنفحات التوبة الصادقة من خلال كلامها ، فحمدت الله سبحانه وأثنيت عليه واستعنت به ، وبدأت أزرع اليقين في نفسها ، وأبين لها أن الله سبحانه وتعالى رحمان رحيم ، وكذلك أبين وأحدد لها شروط التوبة الصادقة ، وأكدت لها أن العلاج لمثل هذا الخطأ والذنب لا يكون بارتكاب خطأ آخر ، فإن هي صارحت أبويها بما فعلت عند ذلك سوف تكون هناك مفاسد شرعية عظيمة جداً ، وأهمها وأجلها المحافظة على أواصر التراحم والمحبة بين أفراد الأسرة الواحدة هذا من ناحية ، وأما من الناحية الأخرى فلا يجوز لكِ أن تذهبي للسحرة والمشعوذين للخلاص من هذه المعاناة ، لأن هذه الفئة الباغية قد باعت نفسها وكل ما تملك للشيطان ، وقد حدد الإسلام بتعاليمه النبيلة السامية حكم الساحر وحكم من يذهب إليه وبين أن ذلك يعد من الكفر البواح ، فلا يجوز بأي حال من الأحوال أن نطرق أبوابهم في تحصيل المنافع أو دفع المضار ، والنشرة كما أخبر الصادق المصدوق هي من عمل الشيطان ، والسحر وأثره لا ينفذ إلا بقدر الله الكوني لا الشرعي ، وعلى ذلك فيجب أن تتبعي الطرق الشرعية المشروعة في العلاج ، ومن ذلك أن توجهي أختك للرقية الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة وتحري من يوثق في علمه ودينه هذا من ناحية ، أما من الناحية الأخرى فعليك أن تكثري من الاستغفار والدعاء لأختك وأن تقومي في الثلث الأخير من الليل تضرعاً ودعاءً للخالق سبحانه وتعالى لتفريج كربتها وإزالة معاناتها ، وكذلك حاولي قدر المستطاع أن تتصدقي نيابة عنها للفقراء والمساكين ، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم والله تعالى أعلم 0
تاريخ الاضافة : 30 / 1 / 2004 م