،،،،،،
قصة ترويها لنا طبيبة استشارية عن واقع معاناتها مع مرض روحي ألم بها ( سحر ) ، تقول فيها :
( رسالة من أعماق قلبي أبثها إلى كل طبيب وطبيبة ، إلى كل من أنكر الأمراض الروحية ( الصرع ، السحر ، العين ) وأثرها وتأثيراتها ، إلى كل من قدم علم الخلق على علم الخالق ،
إلى كل من لبس عليه الشيطان واعتقد أنه أصبح بمنزلة الاستغناء على عقيدته ومنهجه ودينه ، إلى كل باحث عن الحقيقة ومصادرها التشريعية أنقل لكم قصة لأحد الأخوات العاملات في مجالات الطب التخصصي ممن ابتليت بمرض روحي ، وقد تقصدت أن أذكر قصتها تحت هذا العنوان لمعرفتي اليقينية بأنها إنسانة متخصصة في مجال الطب وهي أدرى من غيرها في معرفة الأعراض والتأثيرات العضوية والنفسية ، وبالتالي فهي أقدر على تشخيص حالتها ومعرفة المرض الذي تعاني منه ، وأنقل لكم ما كتبته هذه الأخت الفاضلة بحيث تشرح المعاناة والألم الذي عاشته خلال سنين طوال ، فتقول :
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
أنا طبيبة في منتصف العقد الثالث من العمر ، وأحمل شهادة الدكتوراه في مجال من مجالات الطب المتنوعة ، وقد بدأت معاناتي منذ زمن وأصبحت في تزايد مستمر، وأصبح الوضع العام بالنسبة لي يميل إلى عدة اتجاهات على النحو التالي :
* معاناة ذهنية 0
* معاناة بدنية 0
* معاناة عائلية 0
* معاناة دينية 0
* المعاناة الذهنية :
1)- أشعر بخمول مستمر لا أستطيع معه القدرة على التركيز ، أو ممارسة أي عمل يذكر 0
2)- أكره عملي وأجد صعوبة وكسل في الذهاب للعمل لدرجة أنني أقفلت عيادتي الخاصة دون تردد أو مبالاة، ودون التفكير في المبالغ المادية التي صرفتها في سبيل ذلك ، وكان الهدف والغاية فقط هو التخلص من العيادة بأي شكل من الأشكال دون التفكير في المستقبل أو أية أمور أخرى 0
3)- ومرت الأيام وأصبحت أبحث عن عمل ووظيفة في عدة أماكن حكومية وخاصة ، وبالرغم من شهاداتي وقدراتي إلا أنني لم أحصل على عمل مطلقاً ، وكان الجواب دائماً " لا يوجد وظيفة في الوقت الحالي " ، وقد حصل مثل ذلك في بعض الجهات الحكومية مع ما أحمله من شهادة علمية مرموقة ، وتواجد فرص عمل مناسبة لمؤهلاتي إلا أنني لم أوفق في الحصول على عمل مناسب ، ومع مرور الأيام والاستمرار في تقديم الأوراق الخاصة بي إلى عدة جهات رسمية وغير رسمية أفاجأ من فينة لأخرى بفقدان بعض الأوراق ، ونقص البعض الآخر بالرغم من تأكدي الكامل من كافة الأوراق المقدمة ، ومع ذلك لا أعلم السبب الرئيس لفقدان تلك الأوراق 0
4)- لم أعد أحتمل أطفالي ولا أعلم السبب الرئيس لذلك ، ولم تعد لي القدرة على تحمل مسؤولياتهم ، مع أنني كنت حريصة غاية الحرص عليهم وعلى متابعة دراستهم وراحتهم ، وكنت أشعر بفراغ عاطفي نحوهم ، ولم أكن أشعر مطلقاً بكره تجاههم إلا أنني كنت أهتم بهم لأنني أمهم فقط 0
5)- أصبحت أشعر بثقل في رأسي بحيث يطغى على قدرة الإبصار ، ولا يتحسن بخلودي إلى النوم حتى لو امتد الأمر لساعات ، وكان يمر اليوم عليّ دون أي فائدة تذكر 0
6)- لم أعد قادرة على التركيز حتى في قراءتي الطبية 0
* المعاناة البدنية :
1)- أصبحت أشعر بصداع في أعلى الرأس وكان ينتابني في مختلف أوقات النهار ، وليس لمثل هذا الصداع مدة معينة أو وقت محدد ، ولم أستطع بصفتي طبيبة متخصصة أن أحدد نوعيته ، ولم أجد له وصفاً طبياً ، وكان الألم يزداد مع مرور الأيام ، ورافق كل ذلك الشعور بالدوار وعدم اتزان منطقة الرأس 0
2)- ازداد الأمر بحيث أصبحت أميل إلى كثرة النوم نتيجة الثقل الذي كنت أعاني منه في الرأس ، وأصبح الأمر يزداد بطريقة غير طبيعية حيث أنني بدأت أشعر في وقت من الأوقات وفي بعض الأحيان بعدم القدرة على حمل رأسي ، وازدادت رغبتي في النوم ليلاً ونهاراً ، وإذا نمت أصبح نومي عميق جداً لدرجة أنني لا أستطيع أن أستيقظ بسهولة حتى بعد عدة ساعات من النوم 0
3)- ونتيجة لكثرة النوم أصبحت تأتيني نوبات من الإغماء وفقدان الشعور ، وقد يؤدي ذلك أحياناً إلى فقد الوعي لعدة دقائق والسقوط على الأرض دون أن أشعر بنفسي ، ومع تسارع الأيام تطورت حالتي إلى أن أصبحت تأتيني نوبات فقدان الوعي والإغماء لمدة عشرين دقيقة متصلة ، وعند استيقاظي أعود لأنام مرة أخرى 0
4)- وأصبحت تنتابني الآم في المعدة ، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن أصف لكم الأعراض الخاصة بتلك الآلام ، حتى أنني اضطررت لاستخدام مضاد للألم ولم أشعر بأي فائدة تذكر بالرغم من زيادة استخدام الجرعات ، وقِصر المدة بين استخدام الجرعتين ، وعلى سبيل المثال استخدام حبتين من الدواء كل مدة ساعتين 0
5)- وأصبحت أشعر بفقدان شهيتي للأكل ، ونقص وزني بما يقارب 10 – 12 كيلو غرام، خاصة عندما بدأت مشكلتي بازدياد سريع مطرد : ألم شديد في الرأس ، وفقدان الوعي ، وآلام شديدة في المعدة ، وفقدان الشهية ، لدرجة أنني أصبحت أعيش على شرب الماء فقط ، ولم أعد أستطع شرب الماء العادي إلا بعد أن أضع عليه قطرات من ماء الورد أو الليمون ونحو ذلك من أمور أخرى ، حتى وصل بيّ الحال في فترة من الفترات أن أتقزز من شرب الماء 0
6)- ومن الأمور التي انتابتني أثناء تلك الفترة الشعور بآلام شديدة وتثاقل في منطقة الساقين والقدمين ، وانتفاخ خاصة في أصابع القدمين مع احمرار في الساق بحيث أصبح لون القدم يميل إلى الزرقة ، لدرجة أنني أصبحت أشعر وكأن أحد يمسك قدمي في منطقة ما فوق الكعبين ، وقد أدى مثل ذلك الشعور إلى عدم القدرة على المشي ، حتى أنني قمت بتغيير أحذيتي فلربما ساعد ذلك على تخفيف الألم ومع ذلك فلم أشعر بأي فائدة تذكر ، إلى أن تطور الأمر وأصبحت لا أقدر على الوقوف لأداء فريضة الصلاة ، أو حتى الجلوس بطريقة سليمة ، ولم استطع أن أحدد طبيعة هذا الألم والشعور من الناحية الطبية 0
7)- وامتد هذا الشعور والألم إلى منطقة اليدين ، وأصبحت أشعر وكأن أحد يمسك بي من مفصل الرسغين ، وكذلك فوق مفصل الكوعين، وبدأت أشعر وكأن أحد يربطني بحبل إلى شجرة أو عمود ولا أستطيع الحراك لفترات متفاوتة ، مع الإحساس بأن يداً ما تلتف حول رقبتي من الأمام لتدفعني ، خاصة وقت الصلاة ، مع الشعور بضيق وصعوبة في التنفس ، وكل ذلك زاد من حيرتي وتساؤلي ، حيث أني أصبحت متيقنة أن تلك المعاناة لا يمكن أن تكون بأي حال من الأحوال نتيجة أعراض أو مؤثرات طبية 0
8)- وازدادت معاناتي من كافة الأمور التي ذكرتها آنفاً لدرجة أنني أصبحت لا أملك القدرة على المشي ، مع شعوري بضعف في الساقين ، وتطور الأمر حتى وصل إلى عدم رغبتي الشديدة في الأكل ، حتى أصبحت كافة الأعراض والتأثيرات بالنسبة لي لا تكاد تطاق ، وكان أنيسي في كل ذلك توجهي إلى الله سبحانه وتعالى والاعتماد والتوكل عليه 0
وكوني طبيبة استشارية قمت خلال فترة المعاناة السابقة بإجراء كافة الفحوصات والتحاليل الطبية اللازمة من أشعة ، وتحليل الدم ، ونحو ذلك من فحوصات أخرى والتي قد تساعد على تشخيص حالتي من الناحية العضوية ، وأفاجأ بأن كافة التحاليل تبين سلامتي من الناحية العضوية 0
* المعاناة العائلية ( الارتباط العائلي ) :
كما بينت سابقاً فأنا امرأة متزوجة ، وقد كان ذلك منذ ما يقارب العشر سنوات ، وقد كانت حياتي ولله الحمد والمنة تسير بخير وسلام ، وكانت المحبة هي العنوان الرئيس لحياتي الزوجية ، وكان التفاهم والتعاون هو القاسم المشترك بيني وبين زوجي ، وفجأة ينقلب كل شيء ، وكما حصل معي بالنسبة لمعاناتي الجسدية تطور الأمر بيني وبين زوجي إلى عكس الظروف والأحوال التي كانت سائدة بيننا :
1)- لاحظت أن زوجي بدأ يهجرني في جميع النواحي بحجة التعب ، وقد يمتد الأمر إلى الأسابيع بل الشهور ، وأصبح يشتكي من الآم متفرقة في جميع أنحاء الجسم ، كذلك الشعور بالتعب والخمول دون أدنى مجهود ، وكذلك الشعور بصداع متكرر وألم في القدمين خاصة اليسرى ، مع أن حاله لم يكن كذلك قط 0
2)- أصبح قليل الكلام ، مع أنه لم يحصل بيننا أية مشادات أو مشاجرات ، إلا أن الصمت كان عنوان يومنا الرئيسي 0
3)- أصبح يغيب عن المنزل ولا يسأل عن أحوالي أو أحوال أطفاله ، ولا تستشعر بأنه يولي بيته وزوجته وأطفاله أي اهتمام يذكر ، وإن سأل تراه يطرح سؤالاً عاماً " هل الأولاد بخير " ويكون الجواب : " هم بخير " فتأتي الإجابة " الحمد لله " ، حتى أن غيابه وسفره أصبح كثيرٌ جداً 0
4)- أصبح يمنعني من زيارة أهلي وأقاربي مع أنهم في نفس المنطقة بل قل في الحي نفسه ، وكان يشدد على أن يقوموا هم بزيارتي إذا أرادوا ذلك 0
5)- أصبح يقصر في مسؤوليات المنزل من حيث الاحتياجات والصرف ولم يكن يُلقي لكل ذلك بالاً 0
6)- وقد تطور الأمر بحيث أصبح لا يجلس معنا في المنزل بعد انتهاء دوامه الرسمي من العمل ، وإذا جاء أخلد للنوم ، وتراه منطوياً على نفسه في غرفته ، وإذا استيقظ فإنه يشكو من قلة النوم ، وكذلك التوتر وتقلص في العضلات ، وكان يشعر بالإزعاج في نومه 0
7)- وكنت أراه لا يحب النظر إليّ ، ولا يحب أن يحادثني ، فتراه أحياناً يمضي وقته على مشاهدة التلفاز دون تركيز ، وتراه شارد الذهن يتتبع البرامج والأخبار العامة ، أو أنك تراه يمضي جل وقته بالحديث على الهاتف ويتنقل من شخص لآخر ، وهكذا دواليك 0
8)- حتى أن قدرته الجنسية أصبحت ضعيفة ، وكان يشتكي دائماً من التعب والإرهاق ، ولم يكن كذلك في السابق ، حتى أننا في كثير من الأحيان كنا نعيد الأمر إلى مشاكل وإرهاصات العمل والجهد الذي يبذله بحيث يؤدي كل ذلك إلى عدم التركيز 0
9)- والأغرب من ذلك أنه كان إذا ذهب إلى عمله فإنه يتصل ويسأل عني وعن أطفاله 0
10)- وإذا قلت لكم بأننا قد كرهنا المنزل الذي نعيش فيه فإني صادقةُ في ذلك ، مع أننا قد اخترناه معاً وبإرادتنا ، حيث أننا قمنا أخيراً بإجراء بعض الترميمات والتعديلات عليه 0
* المعاناة الدينية :
أحمد الله سبحانه وتعالى على أنني إنسانه محافظة على عباداتي قدر المستطاع ، ومواظبة على صلواتي وقراءة القرآن وصيام رمضان ، والالتزام ببعض السنن المتعلقة بالصيام ، كصيام الست من شوال ونحو ذلك ، وكذلك فأنا محافظة على صلاة التراويح في المسجد ، إلا أنه أصبحت تنتابني الأمور التالية :
1)- أصبحت أكره القيام للصلاة ، حيث كنت أتحامل على نفسي للقيام بهذا الأمر ، وكذلك أصبحت أتحايل على الوقت للتهرب من أداء الصلاة ، وكان الأمر كان خارج عن إرادتي ، إلا أنه تطور الأمر بحيث أصبحت أقوم بأدائها وبسرعة فائقة دون تركيز ، بل أشعر أني أقوم بأداء حركات فقط 0
2)- أصبحت لا أصلي الشفع والوتر في آخر الليل وأكره ذلك ، مع أنني أخيراً كنت أجبر نفسي على ذلك 0
3)- أصبحت أهمل قراءة القرآن ، بل وصل الأمر بي إلى عدم فهم ما أقرأه أو استشعار معاني الآيات التي أقرأها ، حتى بلغ بيّ الأمر في نهاية المطاف إلى أن توقفت عن قراءة القرآن مرة واحدة 0
4)- أصبحت أذهب لصلاة التراويح وكأني مجبرة عليها ( روتين أقوم به ) ، فإذا ذهبت للمسجد أشعر بأني أقوم بها وأنا مجبرة ، ولا أستشعر معانيها بل لدي دافع قوي لكي أترك الصلاة وأخرج من المسجد ، وكنت أجاهد نفسي وأصابرها حتى لا يفوتني ذلك الأجر العظيم ، علماً بأن حرصي على ذلك كان منذ نعومة أظفاري ، وكانت قناعتي المطلقة بأن كل ذلك خارج عن إرادتي ، وأن هناك أمر غير طبيعي حصل في حياتي 0
تلك جملة من الأعراض والعوارض التي انتابتني خلال فترة المرض التي عشتها لسنوات طوال ، وكما ذكرت لكم فإني لم اقصر مطلقاً في اتخاذ كافة الأسباب الحسية في الاستشفاء والعلاج من مراجعة المستشفيات والمصحات والأطباء المتخصصين لا سيما وأني طبيبة متخصصة وأعلم خطورة أن يَترُكَ الإنسان نقسه في أيام المرض لا سيما أن بعض الأمراض إذا تركت يكون لها مضاعفات خطيرة جداً ، مع أن قناعتي الشخصية لم تكن مطلقاً توحي إلى أن مجمل تلك الأعراض هي أعراض طبية لعدة اعتبارات طبية وغير طبية أهمها بأن الآلام متنقلة وغير مستقرة وأنا أعلم ذلك أكثر من غيري لكوني طبيبة متخصصة لها خبرة ومعرفة بطبيعة الأمراض وأعراضها وتأثيراتها ، وهذا مما زاد حيرتي وتفكري في حالي ووضعي 0
وكما بينت لكم فإن كافة الفحوصات والنتائج المخبرية كانت تبين أني لا أعاني من أية أمراض عضوية ، وهذا مما زاد في حيرتي وتساؤلي ، واعتقدت في فترة من الفترات بأني أعاني من مرض نفسي آو آخر عضوي لم يتوصل الطب إلى كينونته أو طبيعته وأثره وتأثيره ، بالرغم من القناعة التي أملكها وهي أن ما يحدث لي أمر خارج عن العادة 0
إلى أن جاء ذلك اليوم الذي هداني فيه الله رب العالمين للرقية الشرعية ، حيث نصحني بعض الأخيار والطيبين بذلك ، ولم تكن معلوماتي آنذاك حول موضوع الرقية الشرعية وما يدور في فلكها من أمراض روحية معرفة واسعة بل كانت ضئيلة جداً ، وكان ذلك الأمر ، وقد قيض الله سبحانه وتعالى لي أحد الإخوة الأفاضل ممن يعالجون بالرقية الشرعية ممن نحسبهم على خير وصلاح والله حسيبهم ، وبدأت رحلة العلاج ، وكان ذلك بداية الصدمة العنيفة في حياتي من جهة ، حيث أني لم أكن اعتقد مطلقاً أن تلك الأمراض الروحية تحدث مثل تلك الأعراض والتأثيرات ، أما من الجهة الأخرى فكانت بداية الانطلاق إلى معرفة بعض أسرار وخفايا هذا العلم الذي يتعلق بالرقية الشرعية ودروبها وخفاياها ، وكما يقال " رب ضارة نافعة " 0
بداية وأثناء الرقية الشرعية ظهرت عليّ أعراض متنوعة ومختلفة ومنها الألم الشديد والصراخ والخمول التام ، وأحياناً كنت أشعر بالغثيان وقد يصل الأمر إلى الاستفراغ ، وقد حصل أن استفرغت مادة سوداء كالقطران ، وكذلك خرج معي نفس المادة في البراز ، وكان غلبة ظن المعالج أنني قد تعرضت لنوع من أنواع السحر الذي قُدم لي إما أكلاً أو شرباً 0
وأحياناً أخرى كنت أفقد الوعي ، ولا أشعر بما يدور من حولي ، واستمر الأمر على ذلك وكنت آخذ بالتوجيهات والارشادات من الأخ المعالج الذي كان حريصاً كل الحرص على استخدام ما هو ثابت في الكتاب والسنة ، ونافع الأثر كالماء والزيت والحبة السوداء والعسل ونحو ذلك من أمور أخرى ، واستمر الحال وبداية الأمر أصبحت الأمور تزداد سوءاً بمعنى أن الآلام قد ازدادت والمعاناة أصبحت أكثر من السابق ، ورويداً رويداً وبعد مضيّ ما يقارب السنتين وانتظامي في العلاج بالرقية الشرعية أصبحتُ أشعر بالفرق الكبير عن السابق ، وبدأت تتلاشى كافة الأعراض والتأثيرات ، إلى أن منّ الله سبحانه وتعالى عليّ بالشفاء ، وعدت إنسانة سوية طبيعية خاصة في تفكيري وتصرفاتي ، وعاد وزني إلى ما كان عليه ، حتى من الناحية الذهنية أصبحت أشعر بفرق كبير عن السابق ، حيث كنت أشعر وكأني أسير كإنسان آلي ، وبعد الرقية والاستشفاء أصبحت أرى الأمور بوضوح كما أنني أستطيع التفكير ، وتسهلت أمور وظيفتي ، وأنا الآن في وظيفة ممتازة وأتحمل مسؤوليات كبيرة وأصبحت صاحبة قرار في عملي وكل ذلك بفضل الله سبحانه وتعالى ومنه وكرمه 0
ولا زلت حتى هذه اللحظة أعاني من بعض التأثيرات والأعراض البسيطة جدا ً، حيث أشعر وكأن أحداً يريد خنقي ، أو صعوبة في القدرة على التنفس ، وكذلك الشعور بآلام بسيطة تتركز في منطقة القدمين وانتفاخ في أصابع القدمين 0
وكل ما ذكرته من أعراض وتأثيرات سواء تلك التي ظهرت مع الرقية الشرعية أو بعدها لا يمكن أن تكون بأي حال من الأحوال أعراض أو تأثيرات طبية ، وأنا أملك يقيناً كاملاً بأن كافة تلك الأعراض والتأثيرات أمر خفي أجهله من الناحية الطبية ، خاصة أنني طبيبة متخصصة أملك كافة المقومات التي تجعلني أحكم على المسألة برمتها 0
وحقيقة الأمر فقد تعلمت الكثير قبل أن يمن الله سبحانه وتعالى عليّ بالشفاء ، ومن ذلك الصبر والاحتساب ، كما تعلمت بأن هناك أمور خفية وأمراض روحية لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يصل إليها الطب بكافة مكتشفاته ومخترعاته ، وأنه يجب على الأطباء بكافة تخصصاتهم العضوية أو النفسية أن يقفوا على حقيقة تلك الأمراض ، بل عليهم أن يستفيدوا من تجارب المتمرسين الحاذقين في هذا العلم ، وأنا على يقين تام بأن ذلك سوف يكسبهم مزيد من سعة الأفق ، وسوف يكون ذلك عون لهم في مجالاتهم الطبية المتنوعة 0
ومما تعلمته من خلال هذه المحنة الصعبة كيف أن الإنسان لا بد أن يعود في تقرير مثل تلك الأمراض إلى النصوص النقلية الصريحة من الكتاب والسنة وأقوال علماء الأمة ، خاصة أن كافة تلك الأمراض جاءت بها الأدلة الصريحة ، وهي خارجة عن نطاق الطب العضوي والنفسي بكافة مخترعاته ومكتشفاته وأمورة الحسية والمعنوية 0
تعلمت كيف يكون العلاج الشرعي لكافة تلك الأمراض ، وكيف يجب على الإنسان أن يلجأ إلى الله سبحانه وتعالى في علاج كافة تلك الأمراض، وكذلك تحري الطرق الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة وأقوال العلماء الأجلاء 0
تعلمت بأن الرقية الشرعية علم له قواعد وأصول ومرتكزات وأنه بحاجة إلى مزيد من الاهتمام والبحث والدراسة لكي يُقَدّم بصورة نقية صافية من الشوائب والرواسب والانحرافات 0
تعلمت أن هناك بعض ممن يدعي الرقية الشرعية وهمه الأوحد استغلال المرضى من الناحية المادية بصور وأساليب ظالمة ، أو اتباع طرق ملتوية أو بدعية أو حب الظهور وكأنما قد ملك مفاتيح هذا العلم ، والواجب على من يتصدر الرقية الشرعية أن يقدم الصورة النقية الطاهرة لهذا العلم وأن يتقي الله سبحانه وتعالى في نفسه أولاً ، وفي المرضى من الجهة الثانية 0
واختم قصتي بنصيحة أقدمها إلى إخوتي وأخواتي في التخصصات الطبية على تنوع مجالاتهم وتخصصاتهم بتقوى الله سبحانه وتعالى أولاً ، ومن ثم الإيمان اليقيني بكافة تلك الأمراض وأعراضها وتأثيراتها ، وأن تؤخذ من أصحاب العلم الشرعي المتمرسين الحاذقين ، وأن تحضى تلك الأمراض الروحية بمزيد من البحث والدراسة الموضوعية التي سوف تثري معلوماتهم العامة وتساعد في إظهار بعض الجوانب الطبية الخفية ، وتكون لهم عوناً بإذن الله عز وجل لفهم هذا الإنسان ومعرفة ما يعتريه من أمراض متنوعة سواء كانت عضوية أو نفسية أو روحية ، والله الهادي إلى سواء السبيل ، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم 0
تلك القصة نقلتها لكم بخط يد هذه الأخت الفاضلة ، فاقرؤوها وتمعنوا في جزئياتها ، وقدموها هدية إلى كل طبيب وطبيبة ، بل إلى كل من أنكر تلك الأمراض وآثارها وتأثيراتها ، سائلاً المولى عز وجل أن يهدي أطباءنا وأن يوفقهم للعمل بكتابه وسنة نبيه ، إنه
تاريخ الاضافة : 14 / 6 / 2003 م