🔹 *حكم التداعي لفعل الطاعات في النوازل ولرفع الوباء ؟!*
*انظر ماذا حدث للمسلمين في دمشق والقاهرة عندما قرروا أن يتداعوا للدعاء الجماعي*
-ومثله التداعي للصيام أو السهرات التعبدية من قيام الليل وغيره…-
🔘 قال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله:
(فليس الدعاء برفع الوباء ممنوعاً ولا مصادماً للمقدور من حيث هو أصلاً. *وأما الاجتماع له* -كما في الاستسقاء- *فبدعةٌ!* حدثت في الطاعون الكبير سنة (749 هـ )بدمشق، فقرأت في "جزء المنبجي" بعد إنكاره في جمع الناس في موضع، فصاروا يدعون ويصرخون صراخاً عالياً، وذلك في سنة (764 هـ) لما وقع الطاعون بدمشق؛ فذكر أن ذلك حدث سنة (49 هـ) وخرج الناس إلى الصحراء، ومعظم أكابر البلد، فدعوا واستغاثوا، *فعَظُم الطاعون بعد ذلك، وكثر! وكان قبل دعائهم أخف!!*
قلت: ووقع هذا في زماننا، حين وقع أول الطاعون بالقاهرة في 27 من شهر ربيع الآخر سنة 833 هـ فكان عدد من يموت بها دون الأربعين، فخرجوا إلى الصحراء في 4 جمادى الأولى بعد أن نودي فيهم بصيام ثلاثة أيامٍ -كما في الاستسقاء-، واجتمعوا ودعوا وأقاموا ساعةً ثم رجعوا. فما انسلخ الشهر حتى صار عدد من يموت في كل يومٍ بالقاهرة فوق الألف، ثم تزايد!)* إلى أن قال: (أنه لو كان مشروعاً، ما خفي على السلف، ثم على فقهاء الأمصار، وأتباعهم في الأعصار الماضية! فلم يبلغنا في ذلك خبرٌ ولا أثرٌ عن المحدِّثين، ولا فرعٌ مسطورٌ عن أحدٍ من الفقهاء. وألفاظ الدعاء وصفات الداعي لها خواصٌّ وأسرارٌ، يختص بها كل حادثٍ بما يليق به، *والمُعتَمَدُ في ذلك الاتِّباع! ولا مَدْخَلَ للقياس في ذلك*)
*"حكم التداعي لفعل الطاعات في النوازل والشدائد والملمات صـ 17