البطولة أن تعرف الله في الرخاء والشدة:
البطولة أن تعرف الله في الشدة، البطولة أن تعرفه معرفةً صحيحة، حينما يأتي البلاء الشديد تقول: يا الله، جميع البشر من كل الأجناس، والألوان، والمعتقدات إذا داهمتهم المصيبة قالوا: يا الله، هذا شيء ثابت ؛ في البحر، في الجو، في البر، في الزلازل، في الأعاصير، في الفيضانات، في الحروب الأهلية، إذا داهمتهُم المصيبة قالوا: يا الله، قال: هذا شأن أي إنسان، لو أنه عاد إلى الله عند المصيبة وحينما كشفها الله عنه بقي على إيمانه وعلى استقامته، الأمر طبيعي جداً ومقبول وهذا إنسان طّيِّب.
ما كل إنسان يأتي إلى الله طوعاً، هناك أشخاصٌ كثيرون جداً، بل إن معظم المؤمنين جاءوه قسراً، موقفٌ جيد وطيب إن جئته طوعاً أو قسراً، ولكن الموقف العجيب، والموقف الغريب، والموقف غير الأخلاقي، أن تأتيه كرهاً عند الشدة، فإذا تفضل الله عليك وأزاح عنك هذه الشدة تنسى، وتعزو هذه النعمة إلى غيره، إلى أشخاص، إلى أنداد، إلى شركاء، هنا المشكلة، إذاً هذه حالة مرضية تصيب الأشخاص البعيدين عن الله عزَّ وجل، حالة مرضية تصيب من تاهوا في درب الحياة:
﴿ وَإِذَا مَسَّ (33) ﴾
الأمراض تأتي بآلام غير مستمرة، يبدو أن الآلام المستمرة لا يحتملها إنسان، (وإذا مس) تماماً أنت كما تمس المكواة، بأقل ضغط ممكن، وبأقل فترة ممكنة، فإذا أردت أنت أن تعرِّف ابنك بأن هذه مدفأة، وأن لها خطراً، ماذا تعمل ؟ تأتي بإصبعه وتمسكها بيدك، وتضعها لأقل من ثانية بسرعةٍ شديدة، كي يشعر أن هذه نار، هذا الموقف اللطيف، الهادف إلى تعريف هذا الابن بأن هذه مدفأة وأنها مؤذية.