الحمد لله حبيب قلوب الصادقين الحمد لله ملاذ المستضعفين المفتقرين
علينا أن نؤمن بأن الله على كل شيء قدير
****************************
بسم الله وبالله والصلاة على خير الأنام محمد وعلى آله الأطهار والحمد لله رب العالمين
إن مشكلة الإنسان ومشكلة الفكر الديني أنه لم يميز بين التدين والإيمان ، فالتدين هو الموقف الإبتدائي بالدخول الى ساحة الشريعة وبالقبول بالأطروحة الإلهية وبالإقرار بالعبودية لله سبحانه والإقرار بالآخرة والجزاء والنبوة والكتاب وغيرها من متطلبات التدين .. أما الإيمان فهو مستوى أعلى وأعمق وهو موقف حقيقي في وجدان الإنسان من الخالق سبحانه ، موقف يعبر عن الثقة العظيمة بقدرة الخالق وبرحمته وبكرمه وبعظمته سبحانه ..
والساحة العالمية لا تعاني من قلة التدين ، فالتدين بكل أشكاله وفي مختلف الملل والمذاهب موجود وبكثرة إلا أن الأزمة الحقيقية في العالم وفي كل الأوساط الدينية هي أزمة الإيمان الحقيقي بالله ، الإيمان الذي يؤمن بقدرة الله وقوة الله وهيمنة الله وحكمة الله ومشيئة الله سبحانه ..
لذلك فإن الذي يريد أن يرتقي من مستوى التدين الشكلي السائد الى مستوى الإيمان الصادق والحقيقي عليه أن يقوي إيمانه بربه وإيمانه بقدرة الله على أن يفعل كل شيء ، وإيمانه بأن الله سبحانه ممسك بكل شيء وبيده ملكوت كل شيء ..
هنا يكون المطلب واضحاً منا جميعاً وهو أن نثق بأن الأمور كلها بيد الله سبحانه وأنه يفعل ما يريد ، فلا توجد أي قوة على الأرض مهما كانت كبيرة تستطيع أن تعيق مشروع إلهي أو ثورة إيمانية مباركة من الله جل جلاله ، فلم يستطع نمرود أن يعيق ثورة إبراهيم (ع) ، ولم يستطع فرعون أن يعيق ثورة موسى (ع) ، ولم تستطع قوى الكهنوت وقوى السلطة مجتمعةً أن تعيق ثورة عيسى (ع) ، ولم تستطع قوى المعارضة الصنمية أن تعيق حركة رسول الله (ص) ..
وفي زماننا شهدنا بأم أعيننا كيف تمكنت ثورة إيمانية من أن تكتسح المجتمع بأكمله رغم وجود طاغية مستبد وظالم ونظام قهري وقمعي لم يستطع أحد أن يقف بوجهه، إلا أن الله سبحانه القادر على كل شيء عندما ينصر حركة ولي أو ثورة إيمان فلن يستطيع أحد أن يمنعها أو يعيقها ..
ومهما كانت الظروف تبدو غير مناسبة على الإطلاق لنشوء ثورة إيمانية وصحوة أخلاقية مع الله ومنهج هداية ومشروع إصلاح فإن الله سبحانه قادر على أن يجعل ذلك موجوداً في الساحة وهو عليه هين ولا شيء يستطيع أن يمنع هذه الحركة الربانية ..
إذاً علينا أن نؤمن أن الباطل مهما كان كبيراً ومهما كان ممسكاً بالواقع ، فإنه لا قيمة له على الإطلاق ولا يستطيع أن يمنع المشروع الإلهي أو يعيقه أو يؤخره ، وإذا صار لدينا هذا الإيمان راسخاً ، أصبحنا قادرين على العمل في الثورة الإلهية مهما كانت الظروف الواقعية مخالفة أو معاكسة لمنهج الثورة الإلهية .. فالإيمان بقدرة الله سبحانه هو الحل وهو مصدر القوة الحقيقية لنا وهو الذي يفتح الطريق الى العمل مهما كان الواقع .
إن الله سبحانه قادر على أن يُظهر وليه وينصره ويأتي إليه بشعوب الأرض مهما كانت الظروف غير مناسبة ومهما كان الباطل يبدو أنه قوي فالله هو الأقوى وهو القادر على كل شيء ويفعل ما يريد.
والحمد لله رب العالمين