حياكِ الله اختي الفاضلة موميش
وفيما يتعلق بسؤالك وهو :
لماذا يختلف تفسير الحلم من مفسر الى آخر ؟؟
الإجابة :
قد يختلف التعبير من معبر الى آخر وذلك لأن المعبرون بتأويلهم للرؤى وهم على درجات متفاوته في القوه والضعف وفي ظني ان السبب يرجع الى الأسباب التاليه :
اولها :- الذكاء والفطنه والفراسه لدى المعبر ، فكلما استطاع المعبرالربط بين الرمز والقرينه واغفال حشوها كان اكثر دقه في التأويل ولا شك ان من يجمعها مع الدراسه فهو نور على نور
ثانيا :- التوفيق من الله والسداد فبعضهم يوفق والبعض الآخر لا يوفق وإن اجتهد وهي من الله واضرب مثالا انا اعرف معبر رؤى مشهور جدا اتاه شخص اعمى في الحقيقه وقال له
( رأيت اني اقود سياره وانا مبصر أي ارى)
فقال له الشيخ ستبصر بإذن الله .فقصها اخوه على معبر آخر اقل منه بكثير في التأويل والشهره فقال المعبر الآخر ( لن يبصر ولكن سيقضي اموره وحاجاته كأنه مبصر)
وفعلا تحقق تفسير الشيخ الثاني ولا يعني هذا انه افضل من الشيخ الأول
ولكن التوفيق والسداد بيد الله .
ثالثا :- صعوبة معرفة حال الرائي تكون حائلا في دقة التعبير بعكس القدامى يأتي الى المفسر فيراه ويرى حاله وقصة ابن سيرين مشهوره في رؤية حال شخصين لهما الرؤيه نفسها فعبرها على وجهين
حكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين، فقال: رأيت كأنّي أؤذن،قال: تحج هذا العام.
وأتاه آخر، فقال: رأيت كأنّي أؤذن؟ قال: تقطع يدك في سرقة.
قيل له كيف فرقت بينهما؟ قال: رأيت للأول سيماء حسنة، فأولت (وأذن في الناس بالحج )
ورأيت للثاني سيماً غير صالحة،فأولت ( فأذن مؤذن أيتها العير إنكم لسارقون )
فما بالك فيمن يأتي ويعبر رؤاه عن طريق الهاتف مثلا او عن طريق منتدى لتعبير الرؤى فتجد الرائي يضع الرؤيا وكثيرا منهم من لا يضع معلومات تخص الرائي قد تفيده في التعبير ..
لذا قد يخطأ المعبر في التعبير ولا يصح تعبيره بسب ما ذكرناه آنفا .
رابعا :- تقوى المعبر لله كلما كان المعبر أكثر تقاً كان اكثر اصابه في تفسيره والواقع يشهد لذلك .
( ومن يتق الله يجعل له مخرجا).
وكان شيخ الأسلام ابن تيمية قدس الله روحه اذا اتته المسأله استغفر الف مره حتى يفتح الله عليه .
خامسا :- الأستعجال بعض المعبرون يعجل بتفسير الرؤيا ولكن يجب ان يعرف وجهها،ومخرجها، وقدرها، ويسأل صاحبها عن نفسه وحاله، وقومه، وصناعته، ومعيشته، ولا يدع شيئاً مما يستدل به على علم إلا وسأله عنه كما كان ابن سيرين يعمل فبعدها يجتهد فيها ويسأل الله العون ويفسر سيجد انه يوفق بإذن الله .
لذا كثيرا من يضع الرائي مجموعة من الرؤى ويطلب المعبر ات يعبرها له ولضيق الوقت ولكثرة الرؤى قد يستعجل المعبر في تعبير الرؤى ويعبرها مستعجلا ولا يعطي الرؤيا حقها
ولا يوفق في التعبير .
وفيما يتعلق بسؤالك الثاني
والذي يقول :
انه قد يلجأ الرائي الى تعبير رؤيته عند اكثر من معبر اذا لم يقتنع في التعبير الأول ؟؟؟
الإجابة :
ان الرؤيا قد تحتمل اكثر من وجه فلو عبرها المعبر الأول على وجه تحتمله الرؤيا تقع ولو عبرها المعبر الآخر على وجه آخر تحتمله الرؤيا مخالف للمعبر الأول تقع ولكنها لأول معبر اذا اصاب وإلا فهي لمن اصاب بعده.
وتابعي معي هذه الفتوى
أما بخصوص وقوع الرؤيا بالتعبير :
ففي المسألة أحاديث أشهرها :
1. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( اعْتَبِرُوهَا بِأَسْمَائِهَا ، وَكَنُّوهَا بِكُنَاهَا ، وَالرُّؤْيَا لِأَوَّلِ عَابِرٍ ) .
رواه ابن ماجه ( 3915 ) ، والحديث ضعفه كثيرون ؛ ففي إسناده : يزيد بن أبان الرقاشي ، وهو ضعيف .
2. عَنْ أَبِى رَزِينٍ العُقيلي قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ( الرُّؤْيَا عَلَى رِجْلِ طَائِرٍ مَا لَمْ تُعَبَّرْ فَإِذَا عُبِّرَتْ وَقَعَتْ ) قَالَ : وَأَحْسِبُهُ قَالَ : ( وَلاَ يَقُصُّهَا إِلاَّ عَلَى وَادٍّ أَوْ ذِي رَأْيٍ ) .
رواه الترمذي ( 2278 ) وأبو داود ( 5020 ) وابن ماجه ( 3914 ) ، وحسَّنه ابن حجر في " فتح الباري " ( 12 / 432 ) ، وصححه الألباني في " صحيح الترمذي " .
وقد رأى بعض العلماء أن هذه الأحاديث منكرة المتن – مع ما في أسانيدها من كلام - ، ولذلك ذهبوا إلى تضعيفها ، وأنها مخالفة لحديث أبي بكر الصدَّيق عندما أخطأ في بعض التعبير أمام النبي صلى الله عليه وسلم .
والصواب : أن الحديث الثاني حسن ، أو صحيح ، وأنه ليس في متنه نكارة ، وأن معناه : أن الرؤيا يقع تعبيرها إذا عبَرها من أصاب ، لا من أخطأ .
ومن عظيم فقه البخاري رحمه الله أنه بوَّب على حديث أبي بكر رضي الله قولَه : " باب من لم ير الرؤيا لأول عابر إذا لم يصب " .
وروى الحديث وفيه قول أبي بكر رضي الله عنه : فَأَخْبِرْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ أَصَبْتُ أَمْ أَخْطَأْتُ ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : ( أَصَبْتَ بَعْضاً وَأَخْطَأْتَ بَعْضاً) .
رواه البخاري ( 6639 ) ومسلم ( 2269 ) .
وهذا المعنى هو الذي ذهب إليه جماهير العلماء والشرَّاح .
قال الزمخشري : " ليس المعنى أن كل من عبَرها وقعت على ما عَبَر ، ولكن إذا كان العابر الأول عالماً بشروط العبارة ، فاجتهدَ ، وأَدَّى شرائطها ، ووُفق للصواب ، فهي واقعةٌ على ما قال ، دونَ غيره " انتهى .
" الفائق في غريب الحديث والأثر " (3 /281 ) .
وفي فوائد حديث أبي بكر قال النووي – رحمه الله - : " وأن الرؤيا ليست لأول عابر على الإطلاق ، وإنما ذلك إذا أصاب وجهها " انتهى .
" شرح مسلم " (15 ، 30 ) .
وقال ابن بطَّال – رحمه الله - :
" وقال أبو عبيد وغيره من العلماء : تأويل قوله : ( الرؤيا لأول عابر ) : إذا أصاب الأول وجه العبارة ، وإلا فهي لمن أصابها بعده ، إذ ليس المدار إلا على إصابة الصواب فيما يرى النائم ، ليوصل بذلك إلى مراد الله بما ضربه من الأمثال في المنام ، فإذا اجتهد العابر وأصاب الصواب في معرفة المراد بما ضربه الله في المنام : فلا تفسير إلا تفسيره ، ولا ينبغي أن يسال عنها غيره ، إلا أن يكون الأول قد قصر به تأويله فخالف أصول التأويل ، فللعابر الثاني أن يبين ما جهله ، ويخبر بما عنده ، كما فعل النبي عليه السلام بالصدِّيق فقال : ( أصبت بعضاً وأخطأت بعضاً ) ، ولو كانت الرؤيا لأول عابر سواء أصاب أو أخطأ : ما قال له الرسول صلى الله عليه وسلم : ( وأخطأتَ بعضاً ) " انتهى .
" شرح صحيح البخاري " (9 /560 ، 561 ) .
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب
والله اعلى وعلم