جواز الرقى المشروعة وكراهة الاسترقاء
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله --- اما بعد
[قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -]:«من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل». مسلم
[قال الإمام]:
سمع جابر بن عبد الله يقول: " أرخص النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في رقية الحية لبني عمرو.
قال أبو الزبير: سمعت جابر بن عبد الله يقول: " لدغت رجلاً منا عقربٌ ونحن جلوس مع رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فقال رجل: يا رسول الله أرقي؟ قال -]:«من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل». "
وفي الحديث استحباب رقية المسلم لأخيه المسلم بما لا بأس به من الرقى، وذلك ما كان معناه مفهوماً مشروعاً، وأما الرقى بما لا يعقل معناه من الألفاظ فغير جائز.
قال المناوي: " وقد تمسك ناس بهذا العموم، فأجازوا كل رقية جُرّبت منفعتها، وإن لم يعقل معناها، لكن دل حديث عوف الماضي أن ما يؤدي إلى شرك يمنع، وما لا يعرف معناه لا يؤمن أن يؤدي إليه، فيمنع احتياطاً ".
قلت: ويؤيد ذلك أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لم يسمح لآل عمرو بن حزم بأن يرقي إلا بعد أن اطلع على صفة الرقية، ورآها مما لا بأس به، بل إن الحديث بروايته الثانية من طريق أبي سفيان نص في المنع مما لا يعرف من الرقى، لأنه - صلى الله عليه وآله وسلم - نهى نهياً عاماًّ أول الأمر، ثم رخص فيما تبين أنه لا بأس به من الرقى، وما لا يعقل معناه منها لا سبيل إلى الحكم عليها بأنه لا بأس بها، فتبقى في عموم المنع. فتأمل.
وأما الاسترقاء، وهو طلب الرقية من الغير، فهو وإن كان جائزاً، فهو مكروه كما يدل عليه حديث " هم الذين لا يسترقون ... ولا يكتوون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون " متفق عليه.
وأما ما وقع من الزيادة في رواية لمسلم: " هم الذين لا يرقون ولا يسترقون ... " فهي زيادة شاذة، ولا مجال لتفصيل القول في ذلك الآن من الناحية الحديثية، وحسبك أنها تنافي ما دل عليه هذا الحديث من استحباب الترقية.
وبالله التوفيق.
مشروعية ترقية المرء غيره بما لا شرك فيه من الرقى
[قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -]:
«ارقيه، وعلميها حفصة، كما علمتيها الكتاب، وفي رواية الكتابة».
وفي الحديث فوائد كثيرة [منها] ... :
مشروعية ترقية المرء لغيره بما لا شرك فيه من الرقى، بخلاف طلب الرقية من غيره فهو مكروه لحديث " سبقك بها عكاشة " وهو معروف مشهور.
من الرقى غير المشروعة
عن عائشة: " أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - دخل عليها وامرأة تعالجها أو ترقيها، فقال: " -]:«عالجيها بكتاب الله».
وفي الحديث مشروعية الترقية بكتاب الله تعالى ونحوه مما ثبت عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - من الرقى و عن الشفاء قالت: دخل علينا النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وأنا عند حفصة فقال لي: «ألا تُعَلِّمين هذه رقية النملة كما علمتيها الكتابة؟».وأما غير ذلك من الرقى فلا تشرع، لاسيما ما كان منها مكتوباً بالحروف المقطعة والرموز المغلقة التي ليس لها معنى سليم ظاهر، كما ترى أنواعا كثيرة منها في الكتاب المسمى بـ " شمس المعارف الكبرى " ونحوه.
الرقى- غير الشرعية- والتمائم والتولة من الشرك
[قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -]:«إن الرقى، والتمائم، والتِوُلة شرك».
" الرقى " هي هنا ما كان فيه الاستعاذة بالجن، أو لا يفهم معناها، مثل كتابة بعض المشايخ من العجم على كتبهم لفظة " يا كبيج " لحفظ الكتب من الأرضة زعموا.
و " التمائم " جمع تميمة، وأصلها خرزات تعلقها العرب على رأس الولد لدفع العين، ثم توسعوا فيها فسموا بها كل عوذة. قلت: ومن ذلك تعليق بعضهم نعل الفرس على باب الدار، أو في صدر المكان!
وتعليق بعض السائقين نعلا في مقدمة السيارة أو مؤخرتها، أو الخرز الأزرق على مرآة السيارة التي تكون أمام السائق من الداخل، كل ذلك من أجل العين زعموا. وهل يدخل في "التمائم " الحجب التي يعلقها بعض الناس على أولادهم أو على أنفسهم إذا كانت من القرآن أو الأدعية الثابتة عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، للسلف في ذلك قولان، أرجحهما المنع .
و" التولة " بكسر التاء وفتح الواو، ما يحبب المرأة إلى زوجها من السحر وغيره قال ابن الأثير: " جعله من الشرك لاعتقادهم أن ذلك يؤثر، ويفعل خلاف ما قدره الله تعالى ".
كراهة الاكتواء والاسترقاء
[قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -]:«من اكتوى أو استرقى، فقد برئ من التوكل».
وفيه كراهة الاكتواء، والاسترقاء. أما الأول فلِمَا فيه من التعذيب بالنار، وأما الآخر، فلما فيه من الاحتياج إلى الغير فيما الفائدة فيه مظنونة غير راجحة،
ولذلك كان من صفات الذين يدخلون الجنة بغير حساب أنهم لا يسترقون، ولا يكتوون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون.
لكن هل السبعون ألف الذين يدخلون الجنة بغير حساب كلهم من أهل البقيع
[روي عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -]:
«يا أم قيس! ترين هذه المقبرة؛ يبعث الله منها سبعين ألفاً يوم القيامة على صورة القمر ليلة البدر، يدخلون الجنة بغير حساب، [كأن وجوههم القمر ليلة البدر]. فقام عكاشة فقال: وأنا يا رسول الله؟! قال: وأنت. فقام آخر فقال: وأنا يا رسول الله؟! قال: سبقك بها عكاشة» (منكر)
والحديث منكر؛ لأن المحفوظ أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال في السبعين ألفاً أنهم: "الذين لا يسترقون، ولا يكتوون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون".أخرجه الشيخان.
والظاهر: أنه في عامة أمته - صلى الله عليه وآله وسلم -؛ وليس في الذين يدفنون في البقيع. والله أعلم.
هل الأفضل رقية الإنسان نفسه بنفسه، أم الذهاب إلى القراء وطلب الرقية منهم؟
أن يقرأ المصاب القرآن بنفسه على نفسه، خير له من أن يذهب إلى غيره ويطلب الرقية منه؛ لأن في الحقيقة انكباب كثير من الناس على الذهاب إلى بعض المشائخ لطلب المعالجة منهم، الأمر ليس مشروعاً بمثل هذا التوسع
اذن يرقي نفسه بنفسه أولى من أن يذهب إلى غيره، السبب الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «يدخل الجنة من أمتي يوم القيامة سبعون ألفاً وجوههم كالقمر ليلة البدر بغير حساب ولا عذاب» ثم دخل عليه السلام حجرته، فأخذ أصحابه يتظننون من يكون هؤلاء السبعون ألف، منهم من يقول: نحن المهاجرون الذين هاجرنا في سبيل الله، منهم من يقول: نحن الأنصار الذين ناصرنا رسول الله، منهم من يقول: هم هؤلاء أبناؤنا الذين يأتون من بعدنا يؤمنون بنبينا ولم يروه .. طلع عليهم الرسول عليه السلام قائلاً وهنا الشاهد: «هم الذين لا يسترقون، ولا يكتوون، ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون» فقال أحدهم قال: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم، قال: أنت منهم، قام آخر قال: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم، قال: «سبقك بها عكاشة»،
الشاهد أن هذا الحديث يقول أن من صفات السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، ووجوههم كالقمر ليلة البدر أنهم لا يطلبون الرقية من غيرهم.فذهاب الرجل إلى غيره يقول له: ارقني، ينافي هذه الفضيلة، وهذا الذي نعنيه بأنه غير مشروع أي غير مستحب.
كذلك هناك بعض المعالجات الطبية المادية، والناجحة، والمفيدة، والثابت نفعها بالتجربة ألا وهو الكي وأيد الرسول عليه السلام ذلك في بعض الأحاديث الصحيحة حيث قال: «خير ما تداويتم به» وذكر «وكية نار، وأنهى أمتي عن الكي»
فإذاً ليست كل معالجة ولو كانت ناجحة هي مشروعة شرعاً، منها الكي بالنار، منها الاسترقاء طلب الرقية بالقرآن وبالتعاويذ المشروعة الواردة عن الرسول عليه الصلاة والسلام، لكن من فقه الحديث الآن لماذا كان غير مشروع، بل كان مكروهاً أن يطلب المسلم من أخيه المسلم الرقية بالقرآن أو بالتعاويذ عن الرسول عليه السلام لماذا؟ قال أهل العلم: لأن طلبك الرقية من غيرك علاج غير ناجح غالباً، قد ينجح وقد لا ينجح، إذاً في هذه الحالة يحسن للمسلم أن يتوكل على الله عز وجل،
فإذاً في الأمراض نستطيع أن نقسمها الآن ثلاثة أقسام، وأظن أن هذا أمر لا نقاش فيه: أمراض لها معالجات حاسمة وقاطعة، فهذه المعالجات الواجبة فرض، إذا تركها المريض يكون آثماً ويكون مذنباً، أمراض أخرى لها معالجات يترجح نفعها فهنا يأتي قوله عليه السلام: «تداووا عباد الله فإن الله لم ينزل داء إلا وأنزل له دواء علمه من علمه، وجهله من جهله» فيشرع هنا الأخذ بهذا العلاج الذي يترجح فائدته ولكن لا يجب إلا إذا كان من النوع الأول القاطع الحاسم.
يأتي العلاج الثالث مرجوح نفعه، فهنا يأتي التوكل، من هذه المرجوحية قضية طلبك من أخيك المسلم أن يرقيك، أو يدعي لك أو ما شابه لك، فهذا وإن كان جائزاً لكنه جائز مرجوح،
هل رَقَى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -؟ وما هي الآيات التي يُرقى بها الإنسان؟
أما أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - رقى فهذا صحيح، رقى بآيات من القرآن، أما ما هي الرقية؟ فلم نقف على نص للرقية التي رقى الرسول عليه السلام بها، ولكن القرآن كما وصفه الله عز وجل في القرآن نفسِه هو شفاء لما في الصدور، فأي شيء وبخاصة مما هو معروف بأن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - رقى أو رُقي به مثل المعوذتين و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ** و ** الفلق والناس** فهذه معوذات معروفة، فبها يرقي الراقي وبغيرها من الآيات الكريمات التي لها صلة بالاستعانة بالله عز وجل على إخراج ذلك الجني من الإنسي المصروع.
إذاً باختصار صح أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم –
قرأ على بعض الناس واستخرج الجن منهم،
أما ما هو الذي قرأ ورقى به فالله أعلم، لكن معلوم في السنة الصحيحة أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - عندما سحره لبيد اليهودي وبقي في فراشه شهوراً مريضاً، حتى جاءه في مرضه شخصان ولنقل بصراحة الواقعة ملكان أحدهما عند رأسه والآخر عند رجله
فقال أحدهما وهما يسمعان النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وهو في فراشه قال أحدهما للآخر: ما بالرجل؟ قال: مطبوب، أي مسحور، قال: من طبّه، من سحره؟ قال: لبيد هذا اليهودي، بم سحره؟ بمشط ومشاط في بئر
فالمقصود أنه عليه السلام فهم هذه المخاطبة التي جرت بين الملكين فقال لعائشة: هل علمت بأن الله عز وجل أرسل إلي ملكين؟ وذكر القصة هذه، فأمر علياً بأن يذهب إلى تلك البئر فاستخرج الشيء ملفوف بشعر للرسول عليه السلام ومشط مجرد ما ** هذا، وكان الرسول عليه السلام قرأ على نفسه المعوذات التي ذكرناها آنفاً هو عليه السلام كأنما نُشط من عقال، فُك عنه بهذه المعوذتين
بفك السحر، فالمعوذات هذه الشاهد منها أنها معروفة وأنها خير ما يُرقى بها المريض كذلك الفاتحة وفي ذلك قصة معروفة في صحيح البخاري،
لكن هل نثبت الرقية بالتجربة إذا كانت خالية من الشرك
بمعنى: هل عمل الرقية أمر توقيفي أو اجتهادي، يعني: هل إذا جربنا طريقة معينة خالية من الشرك: «ارقوا ما لم يكن شركاً» ... من هذا النص، يجوز هذا أم لا يجوز؟
يرا علماؤنا في حدود ما قَيَّدْ أنه يجوز إذا لم يكن هناك يعني: أي شيء مما يخالف الشريعة كأن يتوهم أن هناك أسراراً خفيةً، أو يتوهم أن يكون هناك أضرار أيضاً غير ملموسة، فبالشرط وبالقيد الذي ذكر ما فى ذلك بأساً.
و هل تجوز الرقية بوضع آيات من القرآن على موضع الألم؟
هذا ليس مشروعاً، الرقية هي أن يتلو القرآن على نفسه أو على موضع مرضه ما جاء في القرآن أو في بعض الأدعية الصحيحة عن الرسول عليه السلام، أما أن يستعمل حجاباً فهذا من المحدثات، وبعض العلماء المتقدمين يعتبرونه تميمة، ولو كان من كلام الله عز وجل، فكل ما يعلق فهو تميمة، لكن فرق بين أن يكون هذا المعلق كلام لله عز وجل أو دعاء من رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، وبين أن يكون من الكلام الغير مفهوم الذي قد يكون شركاً وقد يكون ضلالاً، فهذا هو الفرق، لكن في النتيجة كله تميمة، إلا أنه بعض الشر أهون من بعض، فلا يجوز إلا الرقية، أما تعليق آية أو حديث في مكان ما من الإنسان أو من الدار أو ما شابه ذلك فهذا من محدثات الأمور.
هل تجوز الرقية بكتابة آيات ثم بلّها والاستحمام بمائها؟
، لا يوجد رقية إلا بالتلاوة .. السنة: لا رقية إلا بالتلاوة، أما الكتابة ومحو الكتابة بالماء فهذا قول لبعض العلماء ولكن لم نجد له أثراً في السنة.
ضرورة اهتمام الإنسان بالمعوذات دائماً
يجب على كل مسلم أولاً تعبداً، وثانياً تطبباً أن يستعيذ بالله عز وجل بالكلمة المنقولة عن الرسول عليه السلام بالنقل الصحيح أن يقول إما: «بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم»،
وإما أن يقول: «أعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق»
فإنه لن يضره شيء في ذلك اليوم، هذا الحديث يرويه الإمام أحمد في مسنده، وأصحاب "السنن" في سننهم من طريق أبان بن عثمان بن عفان، عثمان بن عفان معروف أشهر من نار على علم أحد الخلفاء الراشدين، الخليفة الثالث، ابنه أبان من ثقات التابعين وحفاظهم كان في مجلس لما حدَّث بهذا الحديث فنظر إليه أحد الجالسين نظرة لها معنى فهمها المحدث أبان، المحدث أبان مصاب بيده بالفالج، فالجالس الذي نظر تلك النظرة التي لها معنى خاص، وفهمها أبان، قال له: يا بني- ذكر معنى ما يأتي وهو-:
إذا نزل القدر عمي البصر، أنا أنسيت أن أتعوذ هذا التعوذ في ذلك اليوم،فأصبت بالفالج.
ولذلك ينبغي للمسلم أن يجعل ديدنه وقاعدته التي لا يمكن أن تنسى إلا إذا نسي الطعام والشراب وهو أحوج ما يكون إليه، هذا لا يمكن، وعلى هذا ينبغي أن يكون حريصاً على مثل هذه التعاويذ. أما إذا وقعت الواقعة، فليس لها من دون الله كاشفة.
التميمة من الشرك
[قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -]:" من علَّق تميمة فقد أشرك ".
التميمة: خرزات كانت العرب تعلقها على أولادهم يتقون بها العين في زعمهم فأبطلها الإسلام قلت: ولا تزال هذه الضلالة فاشية بين البدو والفلاحين وبعض المدنيين ومثلها الخرزات التي يضعها بعض السائقين أمامهم في السيارة يعلقونها على المرآة!
وبعضهم يعلق نعلا في مقدمة السيارة أو في مؤخرتها! وغيرهم يعلقون نعل فرس في واجهة الدار أو الدكان! كل ذلك لدفع العين زعموا، وغير ذلك مما عم وطم بسبب الجهل بالتوحيد، وما ينافيه من الشركيات والوثنيات التي ما بعثت الرسل وأنُزلت الكتب إلا من أجل إبطالها والقضاء عليها، فإلى الله المشتكى من جهل المسلمين اليوم، وبُعدِهم عن الدين.
من شرك الجاهلية: تقليد الأوتار
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «الخيل معقود في نواصيها الخير والنيل إلى يوم القيامة، وأهلها معانون عليها، فامسحوا بنواصيها، وادعوا لها بالبركة، وقلدوها، ولا تقلدوها الأوتار.(صحيح لغيره).
أي: قلدوها طلب أعداء الدين والدفاع عن المسلمين، ولا تقلدوها طلب أوتار الجاهلية التي كانت بينكم.
و «الأوتار» جمع «وتر» وهو الدم وطلب الثأر، يريد: اجعلوا ذلك لازماً لها في أعناقها لزوم القلائد للأعناق، «وقيل: أراد بـ «الأوتار» جمع وتر: القوس. أي لا تجعلوا في أعنقاقها الأوتار فتختنق وقيل: إنما نهاهم عنها لأنهم كانوا يعتقدون أن تقليد الخيل بالأوتار يدفع عنها العين والأذى، فتكون العوذة لها، فنهاهم».
والحمد لله رب العالمين