وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ والاكتشاف العلمى المذهل
{وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ**
أهم اكتشاف في سنة 1929 كان وقعه كالقنبلة عندما نشر في الأوساط العلمية ,
حتى اللحظة كان الاعتقاد السائد أن المجرات تسير في حركة عشوائية تشابه حركة جزئيات الغازات بعضها في تقارب والبعض الآخر في تباعد
ولكن هذا الاكتشاف قلب ذلك الاعتقاد رأسا على عقب
أن كل هذه الملايين المؤلفة من المجرات في ابتعاد مستمر عن بعضها بسرعات هائلة
قد تصل في بعض الأحيان إلى كسور من سرعة الضوء
لنا فكل المجرات التى نراها حولنا - ما عدا الأندروميدا وبعض المجرات الأخرى القريبة - في ابتعاد مستمر عنا .
ولنا الآن أن نتساءل عن معنى هذا الاكتشاف .
إذا كانت وحدات الكون كلها في ابتعاد مستمر عن بعضها فإن ذلك لا يعنى إلا شيئا واحدا
وهو أن الكون في تمدد حجمي أو اتساع مستمر
( وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ )
الضوء كما نعلم مركب من سبع ألوان
وكل لون منهم له موجة ذات طول وذبذبة معينة
وأقصر موجة أعلى ذبذبة هي موجة اللون الأزرق
وأطولها أوطاها ذبذبة هي موجة اللون الأحمر
وعندما حلل هابل الضوء الصادر من المجرات التي درسها وجد أنه في جميع الحالات - ماعدا في حالة الأندروميدا وبعض المجرات الأخرى القريبة يحدث إنزياح تجاه اللون الأحمر
وكلما زاد مقدار الإنزياح الأحمر زادت بُعدا المجرات عنا
وبعد اكتشاف هذا الأمر ظهرت دلائل كميات كبيرة من الفجوات المظلمة وخلف هذه الفجوات
جاذب هائل يؤدي بنا إلى الانزياح الأحمر
يتمدد الكون ويتسع من نقطة البداية إلى الإشعاع الأحمر ..
قد تبدو الآن معاني الآية الكريمة قريبة إلى أذهاننا
بعد توصل العلم الى حقيقة أن الكون له بداية يتسع منها ويتمدد
( وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ )
إنا بنينا السماوات وإنا لموسعون قول لا يحتمل التأويل ,
السماوات تتسع والكون يتمدد
أن هذه الحقيقة ليست قائمة على نظرية أو إفتراض أو نموذج فحسب
المشاهدات قد أثبتت هذه النظرية
وإتفاق التجارب التي قام بها الكثير من الفلكيون في أزمان
قد جعلت من هذه النظرية حقيقة علمية ,
إذ لم يظهر حتى الآن ما قد يعارضها أو ينال من صحتها
حقيقة اتساع الكون كحقيقة دوران الأرض حول الشمس أو كروية الأرض
: {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْيدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ**
:قال ابن منظور في لسان العرب
{وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الأَيْدِ**
وآدَ يئيد أيداً. إذا اشتدَّ وقوِي.
والتأييد مصدر أيّدته أي قوّيتُه.
{إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ**
**وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْيدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ**
أراد جعلنا بينها وبين الأرض سعَة.
سبق المفسرون للاعجاز العلمى
إنه من دواعي الفخر أن نعلم أن علماء التفسير والعقيدة الإسلامية قد أدركوا ضرورة وجود إمكانية لتوسع الكون،
تهافت التهافت لابن رشد الحفيد
مناظرة بين طروحات أبي حامد الغزالي الذي يتكلم بلسان علماء العقيدة المتكلمين،
وردود أبي الوليد ابن رشد الذي يتكلم بلسان الفلاسفة.
: "هل كان الله قادراً على أن يخلق العالم أكبر مما هو عليه؟
ففيه اعتراف بوجود خلاء خارج العالم كان يمكن أن تقع فيه الزيادة لو أراد الله أن يزيد في حجم العالم عما هو عليه"،
الذي يلتزم موقف الفلاسفة اليونانيين، فإنه يرى أن
"زيادة حجم العالم أو نقصه عما هو عليه مستحيل لأن هذا التجويز إذا قام فلا مبرر لإيقافه عند حد، وإذن فيلزم تجويز زيادات لا نهاية لها".
إنه من الواضح في هذه المناظرة
أنه رغم عدم توفر المعلومات التفصيلية عن فيزياء الكون
أن المتكلمين المسلمين حين اشتدوا إلى أصول العقيدة الإسلامية المستنبطة بشكل صحيح من القرآن
فإنهم توصّلوا إلى فهم مسائل عويصة
مسألة توسع الكون والتي هي قضية مستحدثة في الاستنباط العلمي في القرن العشرين الميلادي،
بينما هذه المناظرة تمت في القرن السادس الميلادي.
{وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ**:
أي: "قد وسّعنا أرجاءها، فرفعناها بغير عمد حتى استقلّت كما هي".
مازلنا و الحقائق العلمية:
في عام 1929 شاهد عالم الفلك الأمريكي "إدوين هابل" بواسطة التلسكوب أن المجرات تتباعد عن بعضها البعض بسرعات هائلة.·
إن حركة ابتعاد المجرات ناتجة عن توسع الفضاء (الكون) وامتداده.
التفسير العلمي:يقول الله تعالى:
{وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْيدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ**
تشير الآية القرآنية الكريمة إلى أن الكون المعبّر عنه بلفظ السماء هو في حالة توسع دائم، يدل على ذلك لفظ
لكن القرآن لم يبين تفاصيل الاتساع وإنما أورده مجملاً،
ولكن ماذا يقول علم الفلك الحديث في هذا الموضوع؟
في عام 1929 أكد العالمان الفلكيان "همسن" و "هابل" نظرية توسع الكون بالمشاهدة، حيث وضع هابل القاعدة المعروفة باسمه وهي
قانون تزايد بُعد المجرات بالنسبة لمجراتنا، وبالنسبة لبعضها البعض،
أمكن حساب عمر الكون التقريبي،
من ألمانيا إلى أميركا حتى يُرِيَه تباعد المجرات والكواكب بواسطة التلسكوب.
وتفسير ظاهرة ابتعاد المجرات
يتمثل في أنه إذا كان هناك مصدر ضوئي من الفضاء الخارجي يبتعد عنا فإن تردد الأمواج الضوئية ينخفض وبالتالي ينزاح نحو اللون الأحمر.
و آخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين