إن حسن الظن بالله تعالى ركيزة مهمة من ركائز الإيمان، وأصل عظيم من أصول العقيدة الإسلاميةان من حققه واعتصم به نال السعادة في الدنيا وكان من أهل النجاة في الآخرة، ومن أخل به أو فقده كان من أهل شقاوة في الدنيا ومن أهل الخسارة في الآخرة، وإن حسن الظن بالله مبدأ كل خير يكسبه العبد كما أن سوء الظن بالله مبدأ كل شر يكتسبه، وهو أمر أوجبه الله تعالى علينا ورسوله فقال صلى الله عليه وسلم : (لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله» (رواه مسلم)
ومن الاحاديث التي حثت على حسن ظن العبد بربه هي:
عن ابي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يقول الله : انا عند ظن عبدي بي ، وانا معه حيث يذكرني ).
عن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :لا يموتن احدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عزوجل ، فإن قوما قد أرادهم سوء ظنهم بالله ، فقال لهم : ( وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم ارادكم فاصبحتم من الخاسرين )
حدثنا ابو عثمان النهدي ، عن سلمان الفارسي رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله عزوجل مائة رحمة ، فمنها رحمة بها يتراحم الخلق ، وتسعة وتسعون ليوم القيامة .
عن ابي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( ان حسن الظن بالله من حسن العبادة ) . حدثنا سهيل ، اخو حزم القطعي قال : رأيت مالك بن دينار رحمه الله في منامي ، فقلت : يا ابا يحيى ليت شعري ماذا قدمت به على الله عز وجل ؟ قال : ( قدمت بذنوب كثيرة ، محاها عني حسن الظن بالله ) .
حدثني محمد بن الحسين ، قال : حدثنا عمار بن عثمان الحلبي ، قال : حدثني حصين بن القاسم الوزان ، عن عبد الواحد بن زيد رحمه الله ، قال : رأيت حوبشآ في منامي ، فقلت : ابا بشر كيف حالكم ؟ قال : نجونا بعفو الله ، قال : قلت : فما تأمرنا به ؟ قال : عليك بمجالس الذكر ، وحسن الظن بمولاك ، فكفى بهما خيرآ .
قال معاذ بن جبل رضي الله عنه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن شئتم أنبأتكم ما أول ما يقول الله عزوجل للمؤمنين يوم القيامة ، وما أول ما يقولون له إن الله عزوجل يقول للمؤمنين : هل احببتم لقائي ؟ فيقولون : نعم يارب ، فيقول: لم ؟ فيقولون : رجونا عفوك ومغفرتك، فيقول عزوجل : قد وجبت لكم مغفرتي
حدثني ابو عبدالله التميمي ، عن سليمان بن الحكم بن عوانه ، ان رجلآ دعا بعرفات ، فقال : ( لا تعذبنا بالنار بعد ان اسكنت توحيدك قلوبنا ، قال: ثم بكى وقال : ما إخالك تفعل تفعل بعفوك ، ثم بكى وقال : ولئن فعلت فبذنوبنا ، لتجمعن بيننا وبين قوم طال ماعاديناهم فيك )
عن ابي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( قال الله عزوجل : سبقت رحمتي غضبي ).
عن الحكم بن جابر ، قال : قال ابراهيم عليه السلام : ( اللهم لا تشمت من كان يشرك بك بمن كان لا يشرك بك )قال عمر بن ذر رحمه الله : ( ان لي في ربي جل وعز املين : أملا أن لا يعذبني في النار فإن عذبني لم يخلدني فيها مع من اشرك به )
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قال : قدم على النبي صلى الله عليه وسلم بسبي وإذا إمرأة من السبي يتحلب ثديها ، كلما وجدت صبيا في السبي أخذته فألصقته ببطنها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار ؟ ، قالوا : لا والله وهي تقدر على ان لا تطرحه ، فقال : والله ، الله ارحم بعباده من هذه المراة بولدها )
عن ابي هريرة ، ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع بجنته احد ، ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من جنته احد ) .
حدثنا ثابت ، عن أنس : ( ان رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على شاب وهو في الموت ، فقال : كيف تجدك ؟ قال : ارجو الله يارسول الله وأخاف ذنوبي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلا اعطاه الله مايرجو ، وأمنه مما يخاف ) .
عن ابي ذر ، رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه عزوجل ، قال : ( ابن آدم انك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا ابالي ، ولو لقيتني بقراب الارض خطايا لقيتك بقرابها مغفرة ولو عملت من الخطايا حتى تبلغ عنان السماء مالم تشرك بي شيئآ ، ثم استغفرتني ، لغفرت لك ولا أبالي )
ابو ايهم النجار