فما من لذّة الاّ و عوّض الله بها أضعافا في جنته لسكّانها....
فخمر الدنيا لذة ثمّ مرض و بينهما فعل مسلوب العقل,فتراه يرتكب خوارم المرؤة في كتابه...في شرعه....
فيقل ما يستحي العقلاء من ذكره....فلا خير في لذّة تأخذ بصاحبها الى ديوان المجانين!!!
و كذا مع بقية الملذّات و ما أكثرها....
غارت الحور...فأين خطّابها!!!
رأيتها كنقاء الثلج بل كصفاء السماء ....
كانت كالقمر ليلة البدران بل كالشمس في وسط النهار...
نمتُ متأخراً فرأيتُ ما يعجز المرء عن وصفه!!!ووالله لو خيّرت بين البقاء و العودة لأخترت البقاء...
و لو علمت أن رؤيا كمثل هذه تنتظرني لنمتّ باكرا...
رأيتُ ما تنكره عيون الاخرين و سمعتُ ما يستحيله آذان السامعين....
إنها من صنع الله....أنشأها انشاء.....
رأتْ كريمتيّ ما يتمنّاه المجاهد على فرسه و العابد في محرابه!!!
رأيتُ الواناً فكانت دنياي و بألوانها لا تعدوا الابيض و الاسود!!!
ظننتُ انّ عيناي أصابها بياض كبياض يعقوب على يوسف يوم فراقه!!!!
لم تألف عيناي مثل ما رأتْ في عالم الأرواح....رأتْ جمالاً يُكسّر القلم عندما يخطّ محاسنه!!!
رأيتُ حورية لم أهيّأ لرؤيتها....ظننتها لي فمكّثت النظر فيها و صعدتّه مراراً و بقي في الأعلى فلم يقوى للنزول الى الأسفل....
لم أر غير وجهها الحسن,فكان حسناً بمدّ حروف الحاء و السن و النون...
لم أغضّ الطرف إذ غضّه وقتها ما لا يستطيعه انسان!!!!!
لحظة نعيم أنستني مخاض الأيام بلياليها....
هل رأيتَ بؤسا قط...لسان حالي...لا والله....
وجهها المشرق...لا يدركه بصرك القاصر...فلو مكثتَ عمر ابليس في التأمل في وجهها ما ارتويت أبداً...
تلذذتْ كريمتيّ فكان الذّة من أعلى الرأس الى أخمص القدم....
و بينما أعيش لحظة ما لم تره عيني و لم تتخيله جائتني ما لم تسمعه أذني و لم يُتخيّل لها...
غنّت أغنية عذبُ صوتها أنساني حروف حلقها....
فكأن الموسيقى وأوتاراها أحاطت بيّ من كل جانب....
لولا حدثَ ذلك يقظة لضاع صاحبكم و كان في عداد من رُفع عنه القلم...
مهما نوّعتُ في ذكر محاسنها فيبقى العنوان العريض (حورية فوق ذا الوصف بكثيبر)
لو رأيتَ أخي القارئ ما رأيتُ لطلقتَ زوجتك و نفرتَ حيث النفير و متَّ مقطوع الأوصال ممشّط بأمشاط من حديدِ جزاء نظرة واحدة ....
أسأل الله أن يجعلها لي خالصة....فقد أعطاني في رؤياي هذه ما لا استطيع شكره....
فهل ستبقى الرؤيا رؤيا أو يقلّب الله القلوب و يبدّل أصحابها...قثبت قلبي على دينك...