المخدرات و المجتمع
تعريف المخدرات :
"هي كل مادة خام أو مستحضر تحتوي على عناصر مسكنة أو منبهة من شأنها إذا استخدمت في غير الأغراض الطبية المخصصة لها وبقدر الحاجة إليها دون مشورة طبية أن تؤدي إلى حالة من التعود والإدمان عليها مما يضر بالفرد والمجتمع "
وعرفها بعض القانونيين بأنها: "مجموعة المواد التي تؤثر على الجهاز العصبي أو العقل ويحظر تناولها أو زراعتها أو صنعها إلا لأغراض يحددها القانون، وتكون مشروعة بواسطة أشخاص مرخص لهم بذلك "
أضرار المخدرات وخطورتها
لقد فاقت خطورة المخدرات في عصرنا كل وباء وكل مصيبة عرفها الإنسان فهي تنتشر كالنار في الهشيم وتسري في الناشئة سريان الوباء المعدي بل هي أخطر من أنفلونزا الخنازير وغيرها من الأمراض المعدية لأن ضررها يصيب الأفراد فيهلكهم والأسرة فيفككها ويدمرها والمجتمع فيضعغه ويزلزله وينخر في مفاصله، ويصيب مقاتله حتى يهوي أمام أضعف هبة ريح تصيبه، وهي فوق ذلك كبيرة من كبائر الذنوب وفسق ومعصية تخل بدين متعاطيها وتضعفه وقد تزيله كالخمر وأعظم من الخمر لما فيها من الصد عن ذكر الله وعن الصلاة وغير ذلك. وفيما يلي أعرض بشيء من التفصيل بعض أضرار وأخطار المخدرات.
أولاً: أضرار المخدرات العقلية والنفسية والخلقية:
تفقد المخدرات عقل متعاطيها وتغطيه، وهو أشرف شيء كرم الله به الآدمي فهو بذلك ينزل نفسه منزلة البهائم وتشبه بالمجانين في تصرفاتهم مع ما ينتاب المدمن من نوبات صرع كثيرة لفقده أي قدرة على ملكية زمام نفسه بل يصبح عبداً للعقار وتعتري المتعاطي للمخدرات آفات عصبية عرضية وإضرابية ناجمة عن التهاب السحايا أو التهاب الدماغ وبالجملة فإن المتعاطي للمخدرات يصبح جسداً فاقداً لإرادة الحياة والنجاة محشواً بعاهات نفسية تفقده كل كرامة أو اعتبار، وتحمله على الأفعال الدنيئة والتصرفات القبيحة كالجبن والكذب والاستهانة بالقيم الأخلاقية والمثل العليا.
وقد تذهب به المخدرات إلى مستوى أحط من الحيوان، وقد يعتدي على أحب الناس إليه أو يفجر بالمحارم بل قد يبيع عرضه بشمة هروين.
وتحيط بمتعاطي المخدرات الآفات النفسية من كآبة وقلق وضيق وحيرة وتردد وكثرة الشكوى، وتقلب المزاج، وضعف الفهم، وفقد الذاكرة، وقلة التركيز وغير ذلك من العاهات والآفات والعقد .