الذين ارتقوا إلى الأثير
---
القصة 333 من المجموعة القصصية: قصص ألعاب العباقرة
---
يكتبها : السعيد ابراهيم الفقي
---
تعارف أربعة من المترجمين المبدعين الدوليين من خلال الشبكة العنكبوتية:
سنغافوري وانجليزي و تركي و ياباني، واستطاع كل واحد منهم أن يعلم الآخرين لغته الأم،
فصار كل واحد منهم يجيد أربع لغات، وكان لكل واحد منهم هواياته ومهاراته وقناعاته
وابداعاته الخاصة والمختلفة عن الآخرين.
وذات اجتماع لهم عبر الاسكاي بيSkype قرروا تدشين "جمعية الأثير للأدباء والمبدعين"
ثم تلاها منتدى عملاق موثق وغرفة صوتية وغرفة مرئية في البالتوك Pal talk ،
وتطور الأمر فانتخبوا من بين الخمسين الف عضو بالجمعية: لجنة الحكماء
ولجنة النقاد ولجنة المراقبين ولجنة المشرفين ولجان الجودة ولجنة الأساتذة.
وذات اجتماع بين المؤسسين قرروا أن يعيشوا في مكان واحد
بحيث تكون بيوتهم متجاورة على محيط دائرة ،
واختار كل واحد منهم لون بيته الذي يفضل فكان الأزرق والأصفر والأحمر والأخضر.
وكان لكل واحد منهم نباته المفضل الذي يهوى زراعته حول بيته واختلفت النباتات اختلافا كليا:
التوت والتفاح والمانجو والتين، والعجيب أن كل مترجم منهم يربي حيوانا أليفا
يختلف عن حيوانات الآخرين: العصافير و الخيول و الحمام و القطط،
والعجب العجاب أن كل واحد منهم له مشروبه الخاص جدا الذي لايغيره:
الحليب والقهوة و الشاي والنعناع، أما الإبداع فقد اختلف وتنوع: القصة القصيرة جدا
و الشعر و القصة القصيرة و الرواية، تنوعوا في الفنون واختلفوا في كل شيء
لكنهم اجتمعوا في الإبهار: الإبداع الجمعي، والتخاطر، وتوارد الأفكار والخواطر..
فمن كان يكتب القصة القصيرة جدا جمع كل قصصه وكيف وولف أحداثها
حتى صارت رواية شعرية ومن كان يكتب القصة القصيرة طور فنه لتصير سطوره
أمواجا تمتطي بحور الشعر أما الروائي فقد برع في رواية الشعر
ومن كان يكتب الشعر برع في الشعرالقصصي ولقب بصاحب الملاحم.
واكتمل لهم الإبداع، فتحكموا في أدواته، فطوروها، وابتدعوا جديدها،
ولانت لهم الحروف والكلمات فشكلوا منها قصورا وروايات،
وعشقتهم العبارات، فبنوا منها ملاحم وأهرامات.
وتخصبت الأرض حولهم، بعد أن كانت صحراء جرداء، فنبتت الأعشاب الربانية،
وتعانقت أشجار الزيتون واللوزمع أشجار التين والتفاح.
وتلونت دائرتهم السكنية بزهور التوت و التفاح و المانجو و التين ليقتات منها نحل العسل البري ليبدع عسلا مصفى.
---
Ξ انتهت القصة