1
دعوة يابانية عبقرية
====
في العام 1906، انتصرت اليابان على روسيا في معركة (تسوشيما) انتصارا ساحقا،
وكان رئيس وزراء اليابان الكونت (كاتسورا)، وكان امبراطور اليابان (الماكيدو)،
وبعد الإنتصار المدو على الروس، رأى اليابانيون أن معتقداتهم لاتتفق مع تطورهم الحضاري والأدبي،
فقرروا البحث عن معتقدات راقية تتماهى وتتوافق مع حضارتهم،
فأرسلوا رسائل رسمية إلى حكومات العالم والهيئات العلمية والفلسفية والعقدية، ليرسلوا العلماء والفلاسفة ووالمشرعين والمنظرين وكل أصحاب الديانات ليتحدثوا عن معتقداتهم ودياناتهم في مؤتمر ضخم، حافل، حاشد، عام، يحضره عامة اليابانيين وصفوتهم .. لماذا؟ ..
ليختار اليابانيون الدين الذي يناسب حضارتهم، ليكون دينا رسميا للإمبراطورية اليابانية.
---- أؤكد هنا أن هذه الفكرة وهذا القرار كان إشراقة فطرية .. لمعت في الأفق الإنساني----
====
2
====
في تاريخ الأمة .. رجل بألف .. ورجل بألف ألف
قرأ الخبر .. كما قرأه كل العرب .. بل كما قرأه العالم أجمع .. في الجرائد والمجلات .. رجل مسلم يقيم في صعيد مصر العتيد، اسمه علي أحمد علي الجرجاوي، فهرع إلى علماء الأزهر، ليحفزهم ويدفعهم إلى السباق، بل إلى الفرصة، لكنه قوبل بالتسويف والأعذار ، بل والركون، فنادى الأمة في جريدته (الإرشاد) بأعلى صوته، لكن أهل مالطة ساعتها لم يفقهوا النداء، فباع كل مايمتلك ساعتها، خمسة أفدنة، وقرر أن يلتحق بالسباق وحده.
وبدأ الرحلة وحده، رحلة شاقة، مفرداتها:
جهد، تحمل، همة، معاناة، جهاد، صبر، احتساب ..
.... وعلى قدر أهل العزم تؤتى العزائم ....
من الإسكندرية مصر إلى يوكوهاما اليابان .. ورحلة دعوة في محطات المكان والزمان
3
====
الرحلة
الإسكندرية .. ايطاليا .. عدن .. بومباي الهند .. كولومبو .. سيلان سيريلانكا .. سنغافورة .. هونج كونج .. سايجون الصين .. يوكوهاما اليابان ..
)كل الالأماكن السابقة محطات دعوة)
4
====
لقاء في الميناء
وهناك، في ميناء يوكوهاما، التقى برجال يحملون نفس الغاية ويتسلحون بنفس الهمة ويبتغون وجه الله:
شيخ هندي من كلكتا، شيخ بربري من القيروانة تونس، شيخ صيني من تركستان الشرقية، شيخ قوقازي من روسيا، .... وبعثة السلطان عبدالحميد .. وفد العلماء الأتراك ..
اجتمعوا وتوحدوا وتوافقوا ..
التقوا بالإمبراطور الياباني، وأوصلوا رسالتهم، ونالوا إعجابه ورضاه عن ديانتهم ومعتقدهم، معتقد التوحيد، وشريعة محمد صلى الله عليه وسلم، وتمنى الإمبراطور أن توافق الحكومة اليابانية على دين الإسلام ، دين رسمي للإمبراطورية اليابانية.
بعدها، شقوا طريقهم إلى الشارع الياباني، فأسلم على أيديهم الآلاف، من اليابانيين.
وأسسوا الجمعية الإسلامية اليابانية.
.... تخيل معي .. الجزاء على النية .. وحجمه ..
تفرق الشعب الياباني .. بين الديانات .. والمعتقدات .. فلم تقرر الحكومة اليابانية .. دينا معينا ..
ورجع .. علي الجرجاوي إلى مصر .. منتصرا بالجزاء .. ان شاء الله .. ليخط كتابه .. الرحلة اليابانية ..
رحمه الله .. وغفر له .. وأثابه ..
وواصل الدعوة .. حتى توفاه الله
....
يااااه .. يا .. يابان !!!!