موقع الشيخ بن باز


 

  لتحميل حلقة الرقية الشرعية للشيخ أبو البراء اضغط هنا


ruqya

Icon36 صفحة المرئيات الخاصة بموقع الرقية الشرعية

الموقع الرسمي للشيخ خالد الحبشي | العلاج بالرقية الشرعية من الكتاب والسنة

الأخوة و الأخوات الكرام أعضاء منتدنا الغالي نرحب بكم أجمل ترحيب و أنتم محل إهتمام و تقدير و محبة ..نعتذر عن أي تأخير في الرد على أسئلتكم و إستفساراتكم الكريمة و دائماً يكون حسب الأقدمية من تاريخ الكتابة و أي تأخر في الرد هو لأسباب خارجة عن إرادتنا نظراً للظروف و الإلتزامات المختلفة

 
العودة   منتدى الرقية الشرعية > أقسام المنابر الإسلامية > منبر السيرة النبوية والأسوة المحمدية

الملاحظات

صفحة الرقية الشرعية على الفيس بوك

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع
New Page 2
 
 

قديم 19-01-2015, 04:23 AM   #1
معلومات العضو
وجدْتُني ها هُنا
اشراقة اشراف متجددة

Smile هديه صلى الله عليه وسلم في الإعتكاف

لما كان صلاح القلب واستقامته على طريق سيره إلى الله تعالى ، متوقفا على جمعيته على الله ،

ولم شعثه بإقباله بالكلية على الله تعالى ، فإن شعث القلب لا يلمه إلا الإقبال على الله تعالى ، وكان

فضول الطعام والشراب ، وفضول مخالطة الأنام ، وفضول الكلام ، وفضول المنام ، مما يزيده شعثا ،

ويشتته في كل واد ويقطعه عن سيره إلى الله تعالى ، أو يضعفه أو يعوقه ويوقفه ، اقتضت رحمة

العزيز الرحيم بعباده أن شرع لهم من الصوم ما يذهب فضول الطعام والشراب ، ويستفرغ من القلب

أخلاط الشهوات المعوقة له عن سيره إلى الله تعالى ، وشرعه بقدر المصلحة ، بحيث ينتفع به العبد

في دنياه وأخراه ، ولا يضره ولا يقطعه عن مصالحه العاجلة والآجلة .


وشرع لهم الاعتكاف الذي مقصوده وروحه عكوف القلب على الله تعالى ، وجمعيته عليه ، والخلوة

به ، والانقطاع عن الاشتغال بالخلق ، والاشتغال به وحده سبحانه بحيث يصير ذكره وحبه ،

والإقبال [ ص: 83 ] عليه في محل هموم القلب وخطراته ، فيستولي عليه بدلها ، ويصير الهم كله به ،

والخطرات كلها بذكره ، والتفكر في تحصيل مراضيه وما يقرب منه فيصير أنسه بالله بدلا عن أنسه

بالخلق ، فيعده بذلك لأنسه به يوم الوحشة في القبور حين لا أنيس له ، ولا ما يفرح به سواه ، فهذا

مقصود الاعتكاف الأعظم .


ولما كان هذا المقصود إنما يتم مع الصوم ، شرع الاعتكاف في أفضل أيام الصوم وهو العشر الأخير

من رمضان ، ولم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه اعتكف مفطرا قط ، بل قد قالت

عائشة رضي الله عنها : ( لا اعتكاف إلا بصوم ) .


ولم يذكر الله سبحانه الاعتكاف إلا مع الصوم ، ولا فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا مع الصوم .

فالقول الراجح في الدليل الذي عليه جمهور السلف : أن الصوم شرط في الاعتكاف ، وهو الذي كان

يرجحه شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية .


وأما الكلام ، فإنه شرع للأمة حبس اللسان عن كل ما لا ينفع في الآخرة .


وأما فضول المنام ، فإنه شرع لهم من قيام الليل ما هو من أفضل السهر وأحمده عاقبة ، وهو السهر

المتوسط الذي ينفع القلب والبدن ، ولا يعوق عن مصلحة العبد ، ومدار رياضة أرباب الرياضات والسلوك

على هذه الأركان [ ص: 84 ] الأربعة ، وأسعدهم بها من سلك فيها المنهاج النبوي المحمدي ، ولم ينحرف

انحراف الغالين ، ولا قصر تقصير المفرطين ، وقد ذكرنا هديه صلى الله عليه وسلم في صيامه وقيامه

وكلامه ، فلنذكر هديه في اعتكافه .


كان صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله عز وجل ، وتركه مرة ،

فقضاه في شوال .

واعتكف مرة في العشر الأول ، ثم الأوسط ، ثم العشر الأخير يلتمس ليلة القدر ، ثم تبين له أنها في

العشر الأخير ، فداوم على اعتكافه حتى لحق بربه عز وجل .


وكان يأمر بخباء فيضرب له في المسجد يخلو فيه بربه عز وجل .

وكان إذا أراد الاعتكاف صلى الفجر ثم دخله ، فأمر به مرة ، فضرب فأمر أزواجه بأخبيتهن ، فضربت

، فلما صلى الفجر نظر فرأى تلك الأخبية ، فأمر بخبائه فقوض ، وترك الاعتكاف في شهر رمضان حتى

اعتكف في العشر الأول من شوال .


وكان يعتكف كل سنة عشرة أيام ، فلما كان في العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوما ، وكان

يعارضه جبريل بالقرآن كل سنة مرة ، فلما كان ذلك العام [ ص: 85 ] عارضه به مرتين وكان يعرض

عليه القرآن أيضا في كل سنة مرة فعرض عليه تلك السنة مرتين .


وكان إذا اعتكف دخل قبته وحده ، وكان لا يدخل بيته في حال اعتكافه إلا لحاجة الإنسان ، وكان

يخرج رأسه من المسجد إلى بيت عائشة ، فترجله ، وتغسله وهو في المسجد وهي حائض ، وكانت

بعض أزواجه تزوره وهو معتكف . فإذا قامت تذهب قام معها يقلبها ، وكان ذلك ليلا ، ولم يباشر امرأة

من نسائه وهو معتكف لا بقبلة ولا غيرها ، وكان إذا اعتكف طرح له فراشه ، ووضع له سريره في معتكفه

، وكان إذا خرج لحاجته مر بالمريض وهو على طريقه ، فلا يعرج عليه ولا يسأل عنه . واعتكف مرة

في قبة تركية ، وجعل على سدتها حصيرا ، كل [ ص: 86 ] هذا تحصيلا لمقصود الاعتكاف وروحه

، عكس ما يفعله الجهال من اتخاذ المعتكف موضع عشرة ومجلبة للزائرين ، وأخذهم بأطراف الأحاديث

بينهم ، فهذا لون ، والاعتكاف النبوي لون . والله الموفق .



~ زاد المعاد ..

الإمام شمس الدين أبي عبد الله ابن القيم الجوزية ..

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 19-01-2015, 09:54 AM   #2
معلومات العضو
الغردينيا
مراقبة عامة لمنتدى الرقية الشرعية

افتراضي

بارك الله فيك أختي على الطرح القيم
أسعدك الله وحفظك

 

 

 

 


 

توقيع  الغردينيا
 
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 20-01-2015, 09:02 AM   #3
معلومات العضو
حكيـــمة
مشرفة عامة لمنتدى الرقية الشرعية

افتراضي

جزاك الله خيرا على هذا الموضوع القيم من الإمام ابن القيم

بارك الله فيك

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 20-01-2015, 11:11 AM   #5
معلومات العضو
وجدْتُني ها هُنا
اشراقة اشراف متجددة

افتراضي

وجزاك خير يا حكيمة على اهتمامك الدائم بمواضيع الاعضاء .. والمرور عليهم .. ♥

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 30-03-2016, 11:39 PM   #8
معلومات العضو
رشيد التلمساني
مراقب عام و مشرف الساحات الإسلامية

افتراضي

بارك الله فيك و جزاك خيرا على هذا الطرح القيم

 

 

 

 


 

توقيع  رشيد التلمساني
 لا حول و لا قوة إلا بالله
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


بحث عن:


الساعة الآن 04:11 PM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com