أنا فتاة أبلغ من العمر 26 عاما ـ جميلة ومثقفة ـ وقد أكملت دراستي، ولكن ـ للأسف ـ لم أجد عملا مناسبا وقد تقدم لي العديد من الشباب، ولكن لم أجد الشخص المناسب ذا الخلق والدين، وعائلتي تخاف علي كثيرا من الحسد والعين والسحر، وأختي الكبرى كانت دائما تريد أن تأخذني معها لأشخاص يفكون السحر وكنت أرفض وبشدة، ولكن هذه المرة أخبرتني أنها تريد الذهاب لامرأة تفك السحر وقالت إنها تريدني أن أرافقها فقط دون الدخول وقد ذهبنا اليوم، ولكن كانت الأمطار غزيرة فدخلت مكرهة ـ وليتني لم أدخل ـ رأيت نساء يتقيأن وأخرى تصرخ، فدخلنا إلى غرفة فارغة وأتتنا المرأة التي تفك السحر وقالت لأختي أشياء كثيرة صحيحة وأنها مسحورة ويجب أن تتوضأ بماء به عرق سوس ل7 أيام ثم تعود إليها كي تشرب ماء ثم تتقيأ كل السحر ـ أوراقا ودودا وشعرا ـ ثم قالت لي إنها سوف ترى لي أنا البخت، فسكت ولم أرفض وأخبرتني بأشياء حقيقية عني وعن عائلتي ثم أخبرتني أنني مسحورة حتى لا أتزوج، وإن تزوجت فإن زوجي لن يستطيع مجامعتي وسوف أبقي عذراء، وإن استطعت أن أجامعه فلن أنجب إلا بفك السحر، وعند عودتي إلى المنزل كنت أفكر وازدادت حيرتي عندما تذكرت أنني في صغري قامت عمتي بجرح ركبتي 7 مرات و قامت بتقديم 7 حبات زبيب فيها دم من ركبتي حتى آكلها وأمرتني أن أقول أشياء نسيتها وذلك حتى لا يستطيع أي شاب التمكن مني وأنا خائفة اليوم أن أتزوج وأقوم بإحراج زوجي ليلة البناء، أرجوكم ساعدوني حتى أتخلص من سحر التصفيح دون اللجوء لأحد، فأنا أريد معالجة نفسي بنفسي، وكيف أكفر عن ذهابي إلى هذه المرأة؟ علما بأنني عند عودتي صليت وقرأت القرآن حتى يذهب عني الخوف الذي شعرت به حين رأيت تلك الأشياء الكريهة والمفزعة في منزل هذه المرأة.
أرجوكم ساعدوني في أقرب وقت، فأنا لا أثق بغيركم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذه المرأة التي ذهبتم إليها من أهل السحر والدجل والشعوذة, وقد ظهر هذا جليا من خلال ما أمرت به أختك من هذه البدع والخرافات ثم من ادعائها معرفة الغيب وهذا ـ والعياذ بالله ـ من الضلال المبين, والذهاب إلى السحرة والمشعوذين وأصحاب الأبراج ومن يدعي معرفة الغيب محرم في دين الله، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوماً.
رواه أحمد ومسلم.
ويقول ـ أيضاً ـ صلى الله عليه وسلم: من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد. رواه أحمد.
ومن خاف الحسد أو العين فعليه بالرقية الشرعية المبينة في الفتويين رقم:7151, ورقم: 4310.
وراجعي الفتوى رقم: 71777، ففيها كفارة الذهاب إلى السحرة والمشعوذين.
وأما ما فعلته بك عمتك مما يسمى: بـالتصفيح ـ فهو أيضا من السحر والشعوذة، كما بيناه في الفتوى رقم: 51734.
وحل السحر إنما يكون بالرقية الشرعية المبينة في الفتاوى التالية أرقامها: 5433, 116797, 2244.
ويمكنك اللجوء للمتخصصين بالعلاج بالرقية الشرعية من أهل العلم والديانة, ولكن لا يجوز لك ـ بحال ـ أن تذهبي للسحرة ولو لفك السحر فهذا محرم، كما بيناه في الفتوى رقم: 10981.
والواجب عليك أن تتوبي إلى الله سبحانه من ذهابك لهذه المرأة وعليك أن تأمري أختك بوجوب التوبة من هذه المنكرات وكذلك عمتك، فإن نصحهما واجب عليك.
هذا مع التنبيه على أن مجرد ذهابك مع أختك إلى هذه الساحرة يعتبر أمرا محرما، لأن إنكار المنكر واجب بحسب الوسع والطاقة وأضعف الإيمان تغييره بالقلب ولا يتحقق إلا بهجر العاصي والابتعاد عنه ـ إذا أصر على معصيته ـ خصوصا وقت مواقعته للمنكر وفعله للمعصية, وقد بينا معنى إنكار المنكر بالقلب في الفتوى رقم: 1048.
والله أعلم.
http://fatwa.islamweb.net/fatwa/inde...waId&Id=130670