(صفة الرقية وأخطاء الرقاة)...
الشيخ عبد الله البخاري حفظه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ عبد الله البخاري حفظه الله
وقبل البدء فيها أحب الإشارة إلى قضية يعني: كثر السؤال عنها من كثير من الإخوة، وهي تتعلق بموضوع خطير ومهم وظاهرة، وهي ظاهرةٌ قد تكون سيئة إذا استخدمت استخدامًا غير صحيح وفهمت فهمًا خاطئًا، ألا وهي(قضية الاشتغال بالرقية الشرعية)الاشتغال بالرقية الشرعية.
الكلام في هذا الموضوع يا إخوة طويل ويحتاج إلى تفصيل وتفتيت لأنه متشعب، وبيان أخطاء بعض القراء والوسائل التي يستخدمونها أيضًا تحتاج إلى شيء من البيان، ولكن في مثل هذه العجالة نقرر بعض الأمور الأساسية في هذا الباب، حتى لا تختلط المسائل بعضها ببعض.
توسع كثير من الناس وتصدر في الرقية وتوسع في باب الرقية، حتى صار الأمر فيه شيء من الرجم بالغيب، والرمي بأنواع من هذه الأمراض-والعياذ بالله-، بعلم أو بجهل بطريقة غير صحيحة.
الرقية الشرعية أيها الإخوة: -الرقية عمومًا-قد تكون مباحة وتكون محرمة وقد تكون ماذا؟، شركًا، فإذا كانت مشتملة على بعض الأوراد، والأذكار، والطلاسم، ونحوها البدعية أو الشركية صارت شركًا، إذ فيها استعانة بغير الله-عز وجل-، وإذا كانت بالآيات القرآنية وبالأحاديث النبوية الصحيحة الثابتة فهي مباحة أو جائزة، هذا من حيث الأصل.
يتوسع الناس في القراءة فيقرأ على المريض، ثم بعد ذلك تبدأ المرحلة الثانية وهي: مرحلة تشخيص المرض، فإذا به يجزم بأن هذا مسحور، وهذا ممسوس، وهذا معيون، وهذا فيه وهذا فيه بأنواع من الكلمات.
لا نمانع، نقول قد يكون كذلك الأمر قد يكون فيه شيء من ماذا؟، من الصحة، قد يكون بعضهم مسحور وقد يكون بعضهم ممسوس إلى آخره، ولكن القضية هي الجزم، القضية في الجزم مباشرة ما أن ينظر له يقول: هذا معيون، وهذا فيه مس، وهذا مجنون، وهذا فيه سحر، وهكذا رجمًا.
ليس هناك عند هؤلاء الذين يقرؤون ما يدل على صحة تلك الدعوى، أقول: ليس عندهم ما يدل على صحة تلك الدعوى، إلا ما كان من ماذا؟، من قولهم التجربة صحيح؟، ما عندهم غير التجربة ثق.
لفتة أنبه عليها: الآيات القرآنية، قراءة القرآن كله خير، والرقية بالقرآن كله خير، لكن تخصيص آيات معينة فنقول: هذه تنفع في السحر، وهذه تنفع في كذا يحتاج إلى ماذا؟، هذا التخصيص يحتاج إلى ما يدعمه ويرشحه للقول به.
نقرأ الفاتحة، سورة البقرة، آيات وسور جاءت فيها النصوص الشرعية تبين ماذا؟، أنها تستخدم أو أنها يعني: يقرأها العبد في باب ماذا؟، الرقية، يرقي نفسه أو يرقي غيره، ما ورد فيه النص سلمنا، وما لم يرد فيأتي أحدهم فيقول هذه الآيات جربتها فوجدتها نافعة ولا يجوز تعديها.
نقول: لا يمنع، نقرأ هذه ونقرأ غيرها، أما تحديد هذه الآيات لا نتجاوزها ولا ينتفع المسحور أو المعيون إلا بها!، نقول: هذا يحتاج إلى ماذا؟، إلى دليل يرشح هذا القول بهذا الحصر، واضح؟.
التجربة في هذا الباب أيها الإخوة لا يعمل بها، أريد أن أشير إلى هذه النقطة وأحقق فيها الكلام نوعًا ما باختصار، ثم أتكلم في النقطة الثانية ثم نقف عندها-إن شاء الله-.
التجربة لا تصح، التجربة في هذا الباب لا تصح، لا أقول في الآيات، لا بل بعضهم يتوسع فيقرأ ماذا؟، في الملح ويقول أن الملح يحرق الجآن، وإذا بالآخر يقرأ ويستخدم ماذا؟، أنواعًا من الأبخرة، وثالثٌ يستخدم الذئب، ورابعٌ يستخدم ذنب الذئب، وخامسٌ يستخدم قدم الذئب، وسادسٌ وسابعٌ وعاشرٌ و..و..ولا ينتهي، كلهم يقولون وجدنا بالتجربة أن هذا ماذا؟، ينفع، إذًا ما هو الضابط؟.
ما هو الضابط في القضية إذا كانت كل هذه تنفع؟، ما الفرق بينه وبين المشعوذ الذي يقول: جربت هذا البخور فوجدته نافع، وجربت هذا الأمر فوجدته نافع، وجربت ذلك فوجدته نافع، صحيح؟، ألا يقولون كذلكم المشعوذون، والكهان؟، أما يقولون جربنا هذا وجدناه نافع؟، يقولون.
إذًا: إذا علمنا ذلك باب التجربة في هذا المكان أو في هذا الموطن لا يسلم بها أبدًا، لأن مجرد الانتفاع فيما هو ظاهر لهذا العبد لا يدل على ماذا؟، على صحة هذه التجربة، والتجربة الأصل فيها أن تكون في عالم المحسوسات-مشاهد-، واضح؟، اسمها ماذا؟، تجربة، اسمها تجربة قابلة للصحة وقابلة للرد.
عدم صحة التجربة في هذا الباب من وجوه، وأعظمها أن عالم الجن عالم غيب، عالم غيب ونحن عالم شهادة، عالم شهادة، قال الله-عز في علاه-: (...إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ...)(الأعراف/28).
إذًا: كيف تتحقق من صدق هذه التجربة؟، قل لي بربك!، هذا يرتبط بالنقطة الأخرى أو الثانية وهي: قراءة بعضهم على بعض المرضى فيتكلم على لسان هذا المريض الجآن، صحيح؟، قد يتكلم، فإذا تكلم قال: أنا اسمي فلان جئت من مكان كذا، وتبدأ المحادثة التي لا تنتهي، كيف دخلت؟، دخلت لأجل كذا، أُخْرُج، ما أَخْرُج، افعل كذا، جرب معه الملح إذًا خرج خلاص، إذًا هذا يفيد، فإذا بهذا القارئ يتعلق بهذا الأمر ويقول جربه في أحد الجن ونفع، وبعد ذلك تبدأ المسيرة-مسيرة التجربة-، واحد تلو الآخر وهذا خطأ، هل يجوز تصديق الجن؟، هذه قضية مبنية على هذه، هذه القول بها مبني على هذا.
يا إخوة: لا شك عالم الجن عالم غيبي، وعالم لشدة كونه من الأمور المغيبات عن الأنظار والإدراك الإنسان شغوف بمعرفته، أليس كذلك؟، كل غريب يعني: أي أمر غريب النفس تستشرف لمعرفة ما وراء ذلك وما فيه، هكذا طبع البشر، فكما أنك تبحث وتتلذذ لسماع مثل هذه الأخبار هم كذلك يتلذذون في ماذا؟، في مخاطبة الإنس وأخذ الحوار معهم ونحو ذلك، كذلك هم عالم كهذا العالم تمامًا.
هل يجوز تصديقهم يا إخوة؟، المسألة تتقرر كالتالي:
الجن الذي دخل في هذا الإنسي غالب الظن أنه ماذا؟، من الكفار، ولا يمنع أن يكون ماذا؟، من فسقة الجن، لأنه كما لا يخفى عليكم أن من الجن كفار ومؤمنين وصالحين وأتقياء وفاسقين وعصاة ونحو ذلك، كما هو الحال في ماذا؟، الإنس سواءً بسواء، فالأصل أو فالغالب أن يكون ماذا؟، كافرًا، ولا مانع من أن يكون مسلمًا ولكنه من فسقة ماذا؟، الجن، من فسقة الجن.
تقول: كيف استنبط ذلك؟، وإذا به يقول: لَمَّا يقرأ عليه القارئ يقول أنا مسلم، يقال لمثل هذا الأخ الذي يقول بمثل هذا الكلام: نرجع إلى القاعدة، لو سلمنا لك جدلًا أنه مسلم، أنه مسلم تنزلًا وجدلًا، هل يحل للمسلم أذية أخيه المسلم؟.
أخرج أبو داوود في السنن: (أن النبي-صلى الله عليه وآله وسلم-قال: لا يحل ترويع المؤمن)لا يحل ترويع المؤمن، فترويع المؤمن من ماذا؟، من المعاصي، من المعاصي بل عده بعض أهل العلم من الكبائر، قد يكون في ترويعه إزهاق لنفسه أليس كذلك؟، فإذا كان الأمر كذلك وهو ترويعه، هذا الجآن الذي دخل في الإنسي هذا ألا يكون قد ارتكب أعظم من ماذا؟، من الترويع!، لا بل قد تعدى الأمر وجعل هذا المسلم المتلبس بهذا الجني، أو متلبس به هذا الجني قد يغيب عن عقله أليس كذلك؟، قد يفعل تصرفات وقد يأتي أمور-والعياذ بالله من المنكرات-والسبب في ذلك تسلط هذا عليه.
إذًا: على أقل أحواله أن يكون هذا الجآن بفعله هذا ماذا؟، فاسقًا، أليس كذلك؟، أنتم معي في الترتيب هذا؟، أقل أحواله أن يكون ماذا؟، فاسقًا، وإذا كان الأمر كذلك فما هو المطلوب من المسلم إن جاءه فاسق بنبأ؟، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ...)فماذا؟، (..فَتَبَيَّنُوا..)(الحجرات/6)، وكيف تتبين؟، قل لي كيف تتبين؟، تستطيع؟، ما تستطيع، ما تستطيع أبدًا، لا تستطيع أنك تتبين أن هذا صادق أم كاذب.
فإذا كان الأمر كذلك: جاء حديث أبي هريرة-حديث تمر الصدقة-قوله-صلى الله عليه وآله وسلم-في آخر الحديث ماذا؟: (صدقك وهو كذوب)، وكذوب من صيغة فعول من صيغ المبالغة، فهذا الأصل فيه أنه قد يصدق لكن متى تدري أنه صدق؟، وكيف تعلم؟، فكان بهذا الأمر ماذا؟، فاسقًا ولا يمكن التثبت من أمره، وهكذا قل ما شئت.
إذا تبين هذا وتقرر نرجع إلى تلك المسألة التي سبقت وهو: بناء كثير من القراء الأقوال التي يقولونها على محادثة حدثت بينه وبين الجآن، أليس كذلك؟، هذا الحال يا إخوة، تتحدث فيخبره أنه فعل كذا وقال كذا و..و..و..و..و..إلى آخره، فيبني عليه هذا القارئ لجهله بهذه الحقائق الشرعية أن هذا الإنسان فعل كذا، وسبب دخول الجآن كذا ويجزم، والمشكلة أنه بنا هذا الكلام على خبر فاسق، وهل يصح أخذ الناس بالظنة؟، ما يصح.
لا بل تجد بعضهم يتألى ويزيد فيقول: أنا مرسل من كذا وهو فلان من الناس مسحور، فإذا به يسأله: من أرسلك ومن الساحر؟، يقول: أخوه، أبوه، عمه أليس كذلك؟، فيرمي ببعض هذه التهم على بعض الأقارب فتتمزق الأرحام وتنقطع الأواصر بسبب ماذا؟، هذا الرجم بالغيب، لا أقول لا مانع قد يكون، لكن لا تجزم ولا تقل بمثل هذا الكلام.
أصلًا المحادثة معه أنت بأي حق عندما تتكلم مع هذا الجن وتستمر معه في المحادثة، بأي وجه حق لك شرعًا أن تبقي هذا الجني في داخل هذا الإنسي يؤذيه ولو دقائق؟، من الذي أباح لك؟، أليس في بقاءه في جسده أذية لهذا المؤمن؟، ها يا إخوة، من الذي أباح لك أن تأخذ وتعطي معه من الحديث؟، فيبقى في جسده هذه الفترة ربع ساعة نصف ساعة، ما الدليل؟، لا دليل.
إذًا: نعلم خطأ وغلط هذه الطريقة، الجن هل هم حدثاء الآن ولَّا من عهد المصطفى-صلى الله عليه وسلم ومن قبل؟، من قبل، هل استخدمت هذه الطريقة المحادثة: (أخرج عدو الله) ما زاد، (أخرج عدو الله)وما زاد، إذًا: الاسترسال في هذه القضية دلالة على ماذا؟، على جهل صاحب هذا الفعل-والعياذ بالله-.
أيضًا: ترى بعضهم عندما يقرأ فيتعلق بمثل كلام هذا الجني يسترسل في القضية مرة وأخرى وإذا به يقول له: أخرج، أَخْرج لا تخرج، من أين أخرج؟، يقول: أخرج من أصبعه أو من أذنه ولَّا خذ ما شئت، قال: لأ لا تقل له أن يخرج من عينه ولا من أنفه لأنه إذا خرج منها سيفقعها أو مو كده؟، يقولون مثل هذا الكلام، إذا خرج منها سيفعل وسيفعل وسيفعل، ما الذي أدراك أنه سيفعل؟.
أنا أسأل: هل الجن استأذنه لَمَّا دخل كيف دخل؟، ألا يحتمل أن يكون دخل من أنفه ومن أذنه ومن عينه، صحيح؟، لماذا إذًا لم يُوَرِّث مثلما هو متخيل؟، واضح؟.
يقول: قرأ عليه فانتفضت قدمه، قال: خرج، وما الذي أدراك أنه خرج؟، قال: قرأت عليه ولم يصرع، وهذا خلل أيضًا، بعضهم يظن أنه بالضرورة أنه إن قرأ عليه أنه يصرع، هذا ليس بلازم، بعضهم قد يقول: قرأت عليه ولما صُرع وخنقته فما تكلم على لسانه، إذًا ليس فيه ماذا؟، جان لأنه لم يتكلم هذا الجآن على لسان هذا المريض، أليس كذلك؟.
يستدل بهذه الحالة على أن هذا المريض ليس فيه ماذا؟، جان، إذًا ماذا فيه؟، فيه حالة نفسية مثلًا، لا يلزم بالضرورة أن يكون كل ممسوس أن الجن هذا يتكلم، قد يكون هذا الجني أخرس، أليس في الإنس خرس لا يتكلمون؟، ما المانع في الجن؟، واضح؟.
أمور من انقاد وراءها وسار خلفها يتوه، بعضهم يغالي في القراءة فيخنق من الوجنتين من هنا حتى يغيب، فإذا بهذا المريض يهذي، يقول: إذًا هذا الذي يتكلم على لسانه مَن؟، الجني، ويبدأ.
يا إخوة: أيما إنسان إن خنقته من هذه الأماكن-من العرقين هذين-، أي إنسان لا بد وأن يصرع، لا بد لأنه عبارة عن حبس للدم لماذا؟، من الصعود إلى المخ، تحبسه، وهذا معروف يستخدمه كثير في الخنق وفي غيره فماذا؟، فيصرع، وهذا الذي يفعل هذا الفعل يستدل بحديث، أو بعضهم يستدل وأنا أعرف بعضهم لا يعرف الحديث أصلًا الاستدلال به.
لكن يخرج لبعضهم أنهم استدلوا بهذا: (إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم فضيقوا عليه)، لكن ما الذي أدراك لماذا تخنق من هنا؟، اخنق من بطنه، اخنق من قدمه، اخنق من يديه، لماذا تخصص هذا المكان؟، و أيما إنسان لو خنق من هذين المكانين لماذا؟، لَنْصَرَع، ولا يعلم هذا المسكين أنه بحبس الدم من صعوده إلى المخ قد يسبب في ماذا؟، في موت بعض الخلايا كما يقال في المخ، فمن يضمن؟.
آحاد من الناس الذين تصدروا لمثل هذه الفعلة قرؤوا على آخرين وخنقوهم وضربوهم وخَرَّقوهم بالإبر، وقالوا: أنه إذا كان هذا فيه جان يخرج هنا دم أسود، ومات أحد الأشخاص أعرفه مات، ولَمَّا شُرِّحْ وجد أن الموت سببه ماذا؟، هذا التعذيب الذي لُبِّسَ باسم القراءة من هذا الجاهل الأحمق-عفا الله عنه-، واضح؟.
أيما إنسان، ولا شك أن الإنسان حين الصرع أو حين الإغماء يهذي، أليس كذلك؟، أضرب لك مثالًا: انظر عند من ترتفع عنده الحمى ترتفع عنده درجة الحرارة، معروف أن ارتفاع درجة الحرارة يورث ماذا؟، الإغماء، يهذي هذا المريض، يخرج كلمات الذي لا يعرفه يقول: هذا فيه شيء، هل معنى هذا انه ممسوس؟.
طرائق غير صحيحة، الخنق، الضرب، يضرب بكل ما آتاه الله من قوة وكأن القضية قضية انتقام، وتصفية حسابات ويقول: هذا لا يتأثر يتأثَرُ الجني، لا شك قد يكون كذلك الأمر ولكن ليس بالضرورة، مما يدل على أن هذا المسكين تأثر تجده عند انتهاء تلك العملية والمعركة قد ازرق واحمر واسود واخضر آلام من جميع الجهات، ويدعي ذاك أن هذا الضرب إنما وقع على ماذا؟، على الجن.
يا إخوة: قضايا حقيقة عبث بعقول الناس، أسألكم بالله ألا يسع هؤلاء الأدعياء الذين تصدروا لمثل هذا الأمر أن يستغنوا عن مثل هذه الطرائق ويكتفوا بالرقية الشرعية من كتاب الله وسنة رسوله-صلى الله عليه وسلم-؟، يسعهم ولا ما يسع؟، ويكتفي بالقرآن وبالسنة الصحيحة، لماذا نتطور ونواكب العصر ونستخدم طرائق جديدة؟، إذا بالآخر يأتي بذئب فيقول، يدخل الذئب على الناس ويقول من ينصرع هذا إذًا فيه ماذا؟، فيه جان لأن الذئب يأكل الجن.
هذا حق يا إخوة، نعم هو مضحك لا شك ولا ريب، ولكن هذا الموجود يستخفون عقول الناس، قد يكون يا أخي هذا الذي يصرع يُصرع خوفًا، أليس كذلك؟.
تأتي لزيد من الناس بأسد أو بذئب أو بنمر أو نحو ذلك من الحيوانات المفترسة ولا تريد أن يصرع!، يصرع، قلوب الناس تختلف قوة وصلابة أليس كذلك؟، فهل هذا المسكين الذي أغمي عليه معنى هذا أنه مريض؟، (خُذُوهُ فَغُلُّوهُ) (الحاقة/30)، ثم ماذا؟، تبدأ العملية الأخرى وهي الضرب والمضروب ويدخل في عالم آخر.
وأيضًا أيها الإخوة: هذا من ضمن جملة الأخطاء التي يقع فيها بعض من تصدر لمثل هذا الأمر، من الأخطاء التفرغ لماذا؟، للرقية، يتفرغ لا شغله ولا مشغلة، لا عمل وإنما يتفرغ بكامل ما عنده لماذا؟، لرقية الناس صباحًا مساءًا، هل هذا الفعل من هدي من سلف؟، لو استقرأت التاريخ لن تجد واحدًا من أئمة الإسلام المشهورين أو المعروفين ومن علماء الملة من تفرغ لهذا الفعل، فرغ نفسه أبدًا لن تجد.
أيضًا من الأمور التي ينبغي أن تراعى: أن الذين تصدروا في هذا الباب بعض الذين لا أقول كل ولكن بعض، تصدروا في هذا الباب هم من جهلة علم الشريعة، والمسألة يا إخوة ليست بالسهلة، المسألة تتعلق بالنفوس والأعراض، فالمسألة دين، والدين جاء لحفظ الضروريات الخمس(النفس والمال والعرض والدين والعقل)، فهذا يتعلق بأمور عظيمة، تجد بعضهم لا يحسن في العلم شيئًا، بل بعضهم لا يعرف ما هي شروط الرقية الشرعية، كيف يكون منه ذلك؟.
ما يصح!، ما يصح!، مسائل تتعلق بأعراض الناس، تتعلق بماذا؟، بعقول الناس بأنفس الناس، ينبغي أن يكون متعلمًا، مما ذكر أهل العلم-عليهم رحمة الله-في مسألة الأخذ والتلقي أن يكون معروفًا بالطلب، فما بالك فيمن تصدر وتشيخ في هذا الباب ويأخذون ويصدرون عن قوله؟.
ومن الأخطاء العظام في هذا الباب أيضًا: وحقيقة هذا خطأ في نظري وقوعه من الراقي قد يكون واردًا، لكن وقوعه من الولي لا أدري كيف عمِّي عليه، اختلاء القارئ أو المقرئ بمن؟، بالنساء اللاتي لا يحل لهن-ليس من محارمهن-، يختلي بها ، من الذي أباح لك تلك الخلوة؟، لا تدعي الضرورة فو الله ليست هناك ضرورة تبيح لك أن تختلي بماذا؟، بمرأة لا تحل لك، كذب، كذب ما في ضرورة أبدًا ولا توجد لا من قريب ولا من بعيد، أخشى أن يكون إتباع لنزغات الشيطان.
ومن الأخطاء العظام وهي مرتبطة بسابقتها: أن يمس هذا القارئ المرأة التي لا تحل له، ولو كانت محجبة بدعوى أنه ماذا؟، أنه يرقيها، إذا بعضهم يقول: لا بد من وضع اليد على الرأس، وآخر لا بد من وضع اليد على الفم، وثالث لا بد من وضع اليد على الرقبة، ورابع لا بد من وضع اليد على البطن، وهكذا كل يدَّعي طرائق، بدعوى أن في هذه الأماكن يتميز، هناك من قال أوسع من ذلك، أقول: كلهم يدعون أن في هذه الأماكن يتميز في حين القراءة وجود الجآن.
والله يا إخوة لعب بأعراض الناس ورب السماء، كيف لهذا المسلم الذي يغار على عرضه في خارج هذا المكان مثلًا مكان الرقية، في الشارع أو في أي مكان يحفظ أهله من ماذا؟، من سهام الذئاب، ثم إذا به يأتي بها صيدة سهلة وينظر ويرى هذا المسكين ما يفعله هذا الدعي بدعوى الجن!.
إن كنت ولا بد فاعلًا يا أيها القارئ اقرأ ولا تمس، لأنه ليس لك أن تمس هذه المرأة التي لا تحل لك ولا يجوز، وما الدليل على الجواز؟، تقرأ؟، صرعت؟، إذًا لماذا تختلي بها إذا كانت صرعت؟، لماذا لا يمسكها زوجها أو وليها، صحيح؟، أنت مهمتك ما هي؟، قراءة فقط، في أمر آخر عندك؟، ما يوجد شيء آخر، لماذا نتعدى؟.
وبعضهم يشترط كشف الوجه، وبعضهم يشترط كشف الساق، وبعضهم وبَعضهم وبعضهم، طرائق ما أنزل الله بها من سلطان يضحكون على عقول المسلمين المساكين بدعوى أن هذه الرقية تقتضي أنا جربت ووجدت يقول لك التجربة خير برهان، ويطلقوا مثل هذه العبارات الجائرة غير الصحيحة في هذا الموطن.
لا تصح إن ترك الكتاب والسنة اعرف أنه على خطأ، وإن تعدى إلى مثل هذه الأخطاء وتوغل فاعلم أنه متوغل في الشر، كتاب وسنة صحيحة فقط، ومن ادعى غير ذلك فاعلم أنه مخالف.
إذا علمنا هذا أيها الإخوة علمنا وظهر لنا حقيقة هذا الأمر وحقيقة بعض المنتسبين إليه وما يفعلونه من الرجم بالغيب.
من القصص التي تحضرني من سخرية هذا الجآن بهذا القارئ يقول: إذا أردت أن تعرف الجن قد خرج اجعل تحت هذا المريض كوبًا من الماء، واقرأ فإذا خرج ينسكب الماء، انظر يستدل بخروج المريض بماذا؟، بانسكاب الماء، طيب ممكن هذا الجن يمد يده أو رجله فيطرحه!، صحيح؟، إيش يمنع؟، أنا اسأل ما المانع؟، وارد هذا الاحتمال؟، إذًا هذا القول غير صحيح.
وآخر يقول: إذا أردت أن تخرج الجان فبخر الحبة السوداء.
وثالث يقول: إذا أردت أن تخرج الجان فائتني بجوارك بأنواع من العلب-علب كأس زجاج-يقرأ يقرأ يقول: خلاص حبسته وأدخلته هنا خلاص، وخذ.
وآخر يدعي يقول: أنا أقرأ، أقرأ وأمعن النظر في هذا المكان أو في هذا المكان من الساعد، وأحدق النظر حتى يجتمع في هذا الموطن الدم من حيث النظر فيحمر هو يقول، الآن أنا أستمع إليه، قال: فبعد أن يجتمع معنى هذا الاجتماع وهذا الاحمرار أنني جمعت الجن وحشرته في هذا المكان، فبعد ذلك آتي بالموس، تعرفون الموس؟، السكين، فأقطع هذا المكان فأقتله، قلت: يموت؟!، قال: نعم، يموت؟!، قال: نعم.
قلت له: من الذي أباح لك قتل هذا الجن؟، بأي وجه حق؟، ما الذي ارتكبه حتى يستحق أن يقتل؟، هل هو قتل نفس؟، لا شك أن الأحكام الشرعية تنطبق على الجميع لأن النبي-صلى الله عليه وسلم-جاء رسول للعالمين أليس كذلك؟.
لكن ما الذي فعله هذا حتى يستحق أنه يقتل؟، وهذا من الجهل أليس كذلك؟، أن يعاقب المخالف أو المخطئ بأكثر مما فعل، فتقتل وتسجن وتحبس وكأنك ماذا؟، آتاك الله ما لم يؤتِ سليمان.
قال-صلى الله عليه وآله وسلم-في الحديث الصحيح، وكان يومًا يصلي في أصحابه، قال: (لقد عرض عليَّ الشيطان آنفًا في صلاتي فقبضته حتى سال برد لعابه بين أصابعي لولا أني تذكرت دعوة أخي سليمان لجعلته) ماذا؟، (لربطته في سارية من سواري المسجد يلعب به صبيان المدينة)[1]، النبي-صلى الله عليه وسلم-خير الخلق ما فعل وأنت تقتل وتضرب وتحبس وتسجن، واضح؟.
وخذ من هذه الترهات والدعاوى التي لا تنتهي ولا تنقضي، كل ذلك استخفاف بعقول الناس وبدعوى أن الجن عالم لا يعرفه إلا ذلكم الشخص، لا شك هم عالم حق ويجب الإيمان به وبوجوده وأنهم فعلًا يتلبسون لا شك، لكن لا نعطي الأمر ونكذب على الخلق بدعوى ماذا؟، أن لا يذهبوا للآخرين ويأتوا عندي.
فالموضوع أيها الإخوة: جد خطير، والأخطاء في هذا الباب لا تتعدد لمن ترك المنهاج الصحيح والطريق الصحيحة والقويمة التي فيها النجاة، لمن كان مريض ولمن أراد أن يرقي، والأصل في الرقية أن يرقي الإنسان نفسه هذا هو الأصل.
سحر النبي-صلى الله عليه وسلم-الحديث في مسلم، فماذا كان منه-عليه الصلاة والسلام-؟، ما دعا أبا بكر ولا دعا عمر وطلب منهم أن يرقوه ولا ذهب إليهم، إنما ماذا؟، أضحى الله-عز وجل-إليه الملكين وتعرفون القصة في المنام، رأى ملكين أحدهما عند رأسه والآخر عند قدميه، فقال أحدهما للآخر: (ما به؟)، قالوا: (مطبوب)، والطَّبْ هو السحر والطِّبْ هو العلاج هذا، قالوا: (من طَبَّهُ؟)، قال: (لبيد بن الأعصم اليهودي)، أين؟، قال: (في مشط ومشاطة في بئر كذا)، فاستيقظ النبي-صلى الله عليه وسلم-فذهب إلى ذلك البئر وأمر الصحابة أن يستخرجوه.
قالت عائشة-رضي الله عنها-في وصف البئر الذي كان فيه هذا السحر، قالت: (كأنه نقاعة الحناء)، السحر موجود لا ننكره، وليعلم أن سحر النبي-صلى الله عليه وسلم-كان في الأمور الدنيوية، أما في جانب العبادة وفي تبليغ أمر الله لم يسحر فيه ولم يأته شيء أبدًا، قالت عائشة: (كان يخيل إليه-صلى الله عليه وسلم-أنه يأت أهله ولم يأتهم)، أو(أنه يفعل الشيء ولم يفعله).
من أمور الدنيا، إذا علمنا ذلك علمنا أن الأصل ماذا؟، أن يرقي الإنسان ماذا؟، نفسه، ولا يخفى عليكم أن المسلم مطلوب منه أن يرقي ماذا؟، نفسه، ويستعيذ بالله-عز وجل-ومثاله ذلك، أقرب ذلك قبل النوم يستجمع المرء كفيه ويقرأ المعوذات وقل هو الله أحد ثلاثًا وينفث ما استطاع من جسده، أليس كذلك والحديث صحيح؟، وما المراد من هذا الفعل، أليست رقية؟، يرقي نفسه الإنسان ويستعيذ بالله-عز وجل-من هذا الشيطان الرجيم، وهكذا أقول: هذا الأصل، فلا يتوسع الناس.
ومن أخطاء الناس، أقول: مما يورثه فتح باب الرقية بمثل هذه الصورة في كثير من البلدان، اعتقاد الناس في هؤلاء الأشخاص أنهم ماذا؟، ينفعون أو يضرون، والعياذ بالله اعتقاد يؤدي بصاحبه إلى ماذا؟، الشرك بالله والكفر به-سبحانه وتعالى-، النافع الضار هو الله-عز وجل-.
ومن أخطار تصدر أولئك: الغرور الذي يورثه هذا الفعل، فإذا ذلكم القارئ ينفث فيه إبليس أنه هو ماذا؟، صالحٌ تقيٌ قوي الإيمان، هو الذي توفرت فيه تلكم الشروط التي إذا توفرت في العبد استطاع أن يخرج مثل هذه الأمراض، أليس هذا من الغرور يا إخوة؟، هذا عين الغرور، هذا عين الغرور.
وتحضرني قصة في هذا مما ذكره أحدهم في كتاب من كتبه سئلت عنه، قال: أنه قرأ على رجل ووجد فيه جن اسمه شفيق، هذا الجني اسمه شفيق، وقرأ حتى أسلم أظن، وقال: أن في داخل هذا الممسوس عائلة أب وأم وأخوات وإخوة كلهم مجتمعون في جسد واحد، يقول: بعد أن أسلم، قلت له: اذهب وائتني بأخيك وأبيك و...إلى آخره، فيقول: فيذهب ويأتي، أصوات تتغير، يا إخوة نضحك نحن على بعض نحن، ما هذا الاستخفاف، يذهب!، أين يذهب؟، جسد الإنسان متر في متر فين يذهب؟، يقول: يعني يناديه ويأتي، يناديه من أين؟، استخفاف بالقارئ وبعقول القراء، عيب هذا الكلام عيب!، إلى هذه الدرجة بلغنا أن الناس تستخف بعقولنا، وكتابنا يكتبون مثل هذه الكتابات؟، ما في احترام لعقول القراء؟، وأول وآخر وثاني وثالث شفيق والعائلة!، واضح؟.
وأيضًا مما دب هذا القارئ الغرور أن يقول: أنه قال لي بعض الإخوة أن هناك شاب في حينا ممسوس أو مريض نريدك أن تقرأ عليه، قال: وكان ذلكم الشاب يقف على البرندة، إيش البرندة هذه بلغة أهل مصر؟، البرندة هذه: الشرفة التي ينظر منها على الشارع، هم يسمونها برندة، هكذا كتب هو أنا انقل ما كتب، يقول: وكان هذا الشاب واقف على البرندة، قال: فما أن وصلت إلا وخر صريعًا، للساعة قبل أن يصل إليه، رآه من أول الحي وخر صريعًا بالله ما الذي يقذف في خلد هذا الرجل؟، ألا ينقدح في قلبه الغرور؟، أن هذا عنده من الإيمان وقوة الإيمان ما أهله إلا أن الجن ما أن رأوه حتى يصرعوا، أليس هذا من الغرور؟.
وأحدهم يقول: بينما أنا أسير في حي في شارع في حي مَرَّ بجواري رجل فصرع، فقلت: إذًا هذا ممسوس.
قد يكون مريض يا أخي، واضح؟، ما هذا؟، إطلاق هذه الألفاظ على هواهنها، ورميٌ بغير حجة، وتألي وغرور والعياذ بالله.
أيضًا من أخطاء يعني: وقوع بعض القراء-عفا الله عنهم-في مثل هذه الأخطاء أن الشيطان أو أن هذا الجني يستدرجهم، قد يبدأ المرء بداية صحيحة آية وسنة فإذا به شيئًا فشيئًا يحيد فيخرج عن الصراط، جرب مرة الملح ومرة الحبة السوداء ومرة الخل ومرة كذا فوجدها نافعة فإذا هو يحيد عن الطريق الصحيح وإذا به يستخدم هذه الطرائق.
سمعت لأحدهم وهو سطَّره أيضًا في كتابه(البديل الإسلامي لفك السحر)قال، هو يقول في محاضرة له مسجلة، يقول: (وجدت شيئًا لم يجده غيري)أو نحو هذه العبارة، (وهو التسمية على الهواء)هذا الهواء الذي تستنشقونه، عنده مكان للرقية، كيف استدل به؟، قال: (النبي-صلى الله عليه وسلم-قال في الحديث:إذا دخل أحدكم على أهله فليسلم، وإذا بدا يتعشى فليسلم)فماذا يقول الشيطان؟، (لا مبيت لكم ولا عشاء)أليس كذلك؟، وإلا لم يسلم دخل وتعشى إلى آخره الحديث)، يسمى تسمية باسم الله يعني: فليسمي، فيقولفوجدت أن التسمية بما أنها تطرد وتجعل الشيطان لا يدخل لا في البيت ولا يشارك في الكل ولا في الشرب، فأصبحت إذا جئت العيادة)كذا يقول عيادة مثل الطبيب، يقول: (أفتحها وأقول بسم رب هذا الهواء)يسمي على الهواء!، يقول: (فما أن يأتي المريض يفتح الباب إلا ويغمى عليه، لأن هذا الهواء مسمى عليه)، طيب ما المانع أن تسمي على هواء هذا الكون وتريح الناس وتستريح؟، صحيح؟، أغاب هذا الفعل عن النبي-صلى الله عليه وسلم-وبصرت أنت به؟!، أما كان النبي-صلى الله عليه وسلم-يستطيع أن يسمي على هذا الهواء فلا يستنشقه إلا مؤمن؟، هذا من التعدي والاعتداء.
وأخبرتكم فيما سبق أن هذا الرجل قال: (وجدت أن من النافع في الرقية أنه إذا رقيت المريض وأوصيه إذا أراد أن يقرأ المعوذات أن يقول: أعوذ برب الفلق من شر ما خلق)يعني يكمل الآية ولكن يحذف كلمة(قُلْ)، ويقولأعوذ برب الناس)يحذف كلمة(قُلْ)، وإذا رقاه قال: (أقول: أعيذك برب الفلق، أعيذك برب الناس)هكذا يحرف الآية في القرآن، فساقته هذه الترهات، قد يكون قد بدأ صحيحًا ما في ما يمنع، فإذا به قال بالكفر، حذف حرف من كتاب الله-عز وجل-متعمدًا أليس هذا والعياذ بالله من الكفر؟، وكلمة من القرآن أقول: قال بالكفر ولم أقول: كافر انتبه!،لا يأتي آتي فيقول: كَفَّرَه، أنا أقول: قال بماذا؟، بالكفر والعياذ بالله.
وهكذا صاحب كتاب(حوار صحفي مع جني مسلم)حوار صحفي! سين وجيم، سؤال جواب، سؤال قال الجن وقال وقلت وقال صحفي، يا أخي يستخفون بعقول الناس يا إخوة، شر البلية نعم ما يضحك، لكن إذا علمنا ذلك علمنا أن النجاة في ماذا؟، في الإتباع الصحيح بما كان عليه النبي-صلى الله عليه سلم-وأصحابه، ليس لنا إن فتحنا هذا الباب إلا أن نجد أصنافًا وألوانًا من ماذا؟، من الخزعبلات والترهات المستخفة بعقول الناس والمتعدية على أموالهم وأعراضهم وعلى عقولهم، ألا فليتق الله من تصدر لمثل هذا الأمر وليسعه أن يلزم البيت، وليس بلازم أن يفتح الباب على مصراعيه.
يقول أحدهم: يا شيخ يعني نحن نقرأ من باب ماذا؟، تعرفون حجتهم؟، يقولون: نحن نقرأ ونتصدر للقراءة حتى لا يذهب الناس إلى ماذا؟، إلى السحرة والكهان!، قل لي بربك الذي لا شك أن الساحر أعظم جرمًا وخطئًا وخطرًا من هذا ولمن أنت شابهت المشعوذ في هذه الفعال أليس كذلك؟، لا شك لو كانت القراءة بالكتاب والسنة فقط يسمع ولا تسر، أسمع القراءة، أسمع الرقية الشرعية، أظهر لهم الحق، ما في بعد كده، أنت ما الذي أمرك الله به؟، لا بد أن تحنق الناس ولا بد أن يخرج على يديك الجن والإنس؟، ما هو شرط!، ليس بشرط، تقرأ إن كان لكن لا تتفرغ، يا أخي هذا التفرغ فيه محاذير كثيرة، يكفيك أنه لم يكن من هدي من سلف، لم يكن من هدي من تقدم، والسحر والسحرة موجودون منذ قديم العهد وقديم العصر.
فالمقصد-بارك الله في الجميع-: أردت التنبيه على هذا لكثرة ما جاء في هذا الباب من أسئلة وإلحاح، هذه إلماحه، قلت لكم الموضوع متشعب ويحتاج إلى تفتيت وإلى تبيان، ولكن لعل في ذلك ذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يوفقني وإياكم لكل خير، وأن ينفعنا بما نقول ونسمع، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
قام بتفريغه: أبو عبيدة منجد بن فضل الحداد
الخميس الموافق: 1/ صفر/ 1432 للهجرة النبوية الشريفة.
لقراءة وتحميل الملف منسق:
(صفة الرقية وأخطاء الرقاة)