حكم كتابة(ص)أو(صلعم)بدلاً من صلى الله عليه وسلم
فهذا بعض كلام أهل العلم رحمهم الله تعالي في كتابة حرف (ص) أو (صلعم) بعد اسم النبي صلى الله عليه وسلم،وقد اختلفوا في ذلك:
أما الشيخ الألباني رحمه الله يرى جواز كتابة (ص) خلافا لكتابة(صلعم):
س/ما حكم كتابة الحرف ( ص ) بعد لفظة النبي صلى الله عليه وسلم في الكتاب.؟
ج/رأى أن هذا من الإختصار و(كلمه غير واضحة ) لا مانع من ذلك،بخلاف ما يفعله بعضهم قديما (صلعم) إختصار أوسع،أكثر حرفا من (ص) لأن ذلك أُوهم أنها كلمة،وبعض العامة والجهلة لا يفقهها،وأما (ص) فأصبحت رمزا للصلاة على النبي صلي الله عليه وسلم، لذلك أنا ما أرى مانعا من إستعمال هذه اللفظة لأنها لا يُسئ فهمها".إ.ه(سلسلة الهدى والنور رقم الشريط: 165).
وأما الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالي يرى بكراهة ذلك
س/ ما حكم كتابة حرف ( ص ) أو ( صلعم ) رمزاً للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم .؟
ج/كل هذا حرمان ، يُحرمه العبد، أولاً:إذا كتب صلى الله عليه وسلم فقد كتب دعآء يُكتب له به عشر حسنات،وإذا رمز لم يحصل علي هذا الدعآء،ثم إذا رمز (ص) وجآء إنسان يقرأ ولا يعلم علم المصطلح ماذا يقول؟ يقول:قال النبي (ص) هذا غلط عظيم،أو يقول:قال النبي (صلعم) فيجعل (صلعم) اسما من أسمآء الرسول.
علي كل حال العلمآء كره ذلك،وقالوا:إما أن يكتب صلى الله عليه وسلم أو عليه الصلاة والسلام وإما أن يدعها،والقارئ هو الذي يصلي،وأما أن يكتب رمز (ص) أو (صلعم) فهذا مكروه".ا.ه (سلسلة لقآء الباب المفتوح رقم الشريط:185 الوجه ب).
وأما الشيخ ابن باز رحمه الله تعالي فيقول بعدم جواز وتارة يقول بالكراهة الشديدة وتارة يقول لاينبغي ,
س/ما حكم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عند كتابة اسمه بحرف الصاد ؟
ج/لا يصح، ما يحط (ص) يكتب اللهم صلى على محمد، أما أن يجعل (ص) لا يصح هذا كسل وعجز". (شرح كتاب الموطأ رقم الشريط:8).
س/ما حكم اختصار اسم الرسول صلى الله عليه وسلم مثل (صلعم) ؟
ما ينبغي هذا لمن كتب اسم النبي صلى الله عليه وسلم أو نطق به،أن يصلى صلاة كاملة (صلى الله عليه وسلم)ولا(صلعم)ولا(ص)فقط،الكسل لاينبغي بل السنة والمشروع أن يكتب الصلاة صريحة (صلى الله عليه وسلم)أو(عليه الصلاة والسلام)لأن الله قال:"إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا "ْ{سورة الأحزب**ويقول النبي صلى الله عليه وسلم:"من صلى على واحدة صلى الله عليه بها عشرا"وجآء عنه صلى الله عليه وسلم أن جبرئيل أخبره:"أن من صلى على واحدة صلى الله عليه بها عشر،ومن سلم عليه واحدة،سلم الله عليه بها عشرا".
الحسنة بعشرة أمثالها،لاينبغى للمؤمن أن يكسل ولا للمؤمنة أن تكسل عند الكتابة أو عند النطق باسمه(صلى الله عليه وسلم)،عليه الصلاة والسلام خطا ولفظا،أما الإشارة ب(ص)أو(صلعم)هذا لاينبغى".(نور على الدرب رقم الشريط:98).
س/هل يجوز عند كتابة الحديث وخاصة عند كلمة الرسول صلى الله عليه وسلم أن نكتب حرف (ص) أو (صلعم) إشارة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وهل نحرك الشفتين عند كتابة كلمة صلى الله عليه وسلم؟
ج/الواجب أن يكتب صلى الله عليه وسلم، أما (ص) أو (صلعم) لا يجوز غلط، لكن يكتب بعد اسمه صلى الله عليه وسلم،ويكتبها والأفضل أن ينطق بذلك أيضا يجمع بين الأمرين، صلى الله عليه وسلم".(نور علي الدرب رقم الشريط:928).
س/ نجد من يكتب بدلاً من صلى الله عليه وسلم الحرف(ص) أو (صلعم) فهل هذا جائز؟
ج/هذا لا ينبغي، قد نبهنا عليه غير مرة ونبه عليه العلماء،فلا ينبغي ذلك،فأقل أحواله الكراهة الشديدة، بل يكتب الصلاة على النبي كاملة يقول: -صلى الله عليه وسلم- فلا يجعل (ص) ولا (صلعم) كل هذا لا ينبغي، ولهذا جاء في الحديث عنه- صلى الله عليه وسلم - قال: (من صلَّى علي واحدة صلى الله عليه بها عشراً) ومن كتبها كتابة يحرم هذا الخير، فينبغي لمن كتب شيئاً من ذلك أن يكتب كاملاً،أن يكتب الصلاة كاملة- صلى الله عليه وسلم -.".(نور علي الدرب رقم الشريط:338).
وقال أيضا رحمه الله تعالى:"وبما أن الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - مشروعة في الصلوات في التشهد ، ومشروعة في الخطب والأدعية والإستغفار ، وبعد الأذان ، وعند دخول المسجد والخروج منه ، وعند ذكره وفي مواضع أخرى : فهي تتأكد عند كتابة اسمه في كتاب أو مؤلف أو رسالة أو مقال أو نحو ذلك .
والمشروع أن تكتب كاملةً تحقيقًا لما أمرنا الله تعالى به ، وليتذكرها القارئ عند مروره عليها ، ولا ينبغي عند الكتابة الاقتصار في الصلاة على رسول الله على كلمة " ص " أو " صلعم " وما أشبهها من الرموز التي قد يستعملها بعض الكتبة والمؤلفين ، لما في ذلك من مخالفة أمر الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز بقوله : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) .الأحزاب : 56 .
مع أنه لا يتم بها المقصود وتنعدم الأفضلية الموجودة في كتابة " صلى الله عليه وسلم " كاملة . وقد لا ينتبه لها القارئ أو لا يفهم المراد بها ، علمًا بأن الرمز لها قد كرهه أهل العلم وحذروا منه .
فقد قال ابن الصلاح في كتابه : " علوم الحديث " المعروف بـ : " مقدمة ابن الصلاح " في النوع الخامس والعشرين من كتابه : " في كتابة الحديث وكيفية ضبط الكتاب وتقييده " قال ما نصه : ( التاسع : أن يحافظ على كتابة الصلاة والتسليم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند ذكره ، ولا يسأم من تكرير ذلك عند تكرره فإن ذلك من أكبر الفوائد التي يتعجلها طلبة الحديث وكتبته ، ومن أغفل ذلك فقد حرم حظًا عظيمًا . وقد رأينا لأهل ذلك منامات صالحة ، وما يكتبه من ذلك فهو دعاء يثبته لا كلام يرويه فلذلك لا يتقيد فيه بالرواية . ولا يقتصر فيه على ما في الأصل .
وهكذا الأمر في الثناء على الله سبحانه عند ذكر اسمه نحو - عز وجل - وتبارك وتعالى ، وما ضاهى ذلك.
إلى أن قال : ( ثم ليتجنب في إثباتها نقصين : أحدهما : أن يكتبها منقوصةً صورةً رامزًا إليها بحرفين أو نحو ذلك ، والثاني : أن يكتبها منقوصةً معنىً بألا يكتب : وسلم .
وروي عن حمزة الكناني - رحمه الله تعالى - أنه كان يقول : ( كنت أكتب الحديث ، وكنت أكتب عند ذكر النبي " صلى الله عليه " ، ولا أكتب " وسلم " ، فرأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام فقال لي : ما لك لا تتم الصلاة عليَّ !؟ قال : فما كتبت بعد ذلك " صلى الله عليه " إلا كتبت : وسلم .
إلى أن قال ابن الصلاح : ( قلت : ويكره - أيضًا - الإقتصار على قوله : " عليه السلام " والله أعلم ) . انتهى المقصود من كلامه - رحمه الله تعالى - ملخصًا .
وقال العلامة السخاوي - رحمه الله تعالى - في كتابه : " فتح المغيث شرح ألفية الحديث للعراقي " ما نصه : ( واجتنب أيها الكاتب الرمز لها - أي : الصلاة والسلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في خطك بأن تقتصر منها على حرفين ونحو ذلك فتكون منقوصة - صورة - كما يفعله الكتاني ، والجهلة من أبناء العجم غالبًا وعوام الطلبة ، فيكتبون بدلاً من صلى الله عليه وسلم " ص " أو " صم " أو " صلعم " ، فذلك لما فيه من نقص الأجر لنقص الكتابة خلاف الأولى .
وقال السيوطي - رحمه الله تعالى - في كتابه : " تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي " : ( ويكره الإقتصار على الصلاة أو التسليم هنا ، وفي كل موضع شرعت فيه الصلاة ؛ كما في شرح مسلم وغيره لقوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) . [ الأحزاب : 56 ] .
إلى أن قال : ( ويكره الرمز إليهما في الكتابة بحرف أو حرفين كمن يكتب " صلعم " بل يكتبهما بكمالها ) . انتهى المقصود من كلامه - رحمه الله تعالى - ملخصًا .
هذا ووصيتي لكل مسلم وقارئ وكاتب : أن يلتمس الأفضل ، ويبحث عما فيه زيادة أجره وثوابه ، ويبتعد عما يبطله أو ينقصه .
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا جميعا لما فيه رضاه ، إنه جواد كريم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه" .
" مجموع فتاوى ورسائل الإمام بن باز " : (2/397 – 399(.(منقول من شبكة سحاب).
وهذا كلام الشيخ صالح السحيمي حفظه الله تعالي بعد أن أجاب علي سؤال/ هل يُشرع سلامي على النبي صلى الله عليه وسلم كلما مررت بالقبر الشريف؛ خاصة أن هذه الأيام ليس فيها زحام؟ ونبه علي هذا الأمر:"
ج/وأُحذِّركَ من أمرين:
الأمر الأول: الصيغ المبالغ فيها؛ التي اخترعها بعض غلاة المتصوفة في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
والأمر الثاني: ضدها، وهي طريقة البخلاء، الذي يكتفون بحرف الصاد، أو بكلمة "صلعم"؛ يعني يبخل حتى أن يكتب كلمة: "صلى الله عليه وسلم".
فاحذر من الطريقتين؛ فكلتاهما مخالفتان لهدي النبي صلى الله عليه وسلم."( التحذير من نشر الأكاذيب عبر الجوالات).