موقع الشيخ بن باز


 

  لتحميل حلقة الرقية الشرعية للشيخ أبو البراء اضغط هنا


ruqya

Icon36 صفحة المرئيات الخاصة بموقع الرقية الشرعية

الموقع الرسمي للشيخ خالد الحبشي | العلاج بالرقية الشرعية من الكتاب والسنة

الأخوة و الأخوات الكرام أعضاء منتدنا الغالي نرحب بكم أجمل ترحيب و أنتم محل إهتمام و تقدير و محبة ..نعتذر عن أي تأخير في الرد على أسئلتكم و إستفساراتكم الكريمة و دائماً يكون حسب الأقدمية من تاريخ الكتابة و أي تأخر في الرد هو لأسباب خارجة عن إرادتنا نظراً للظروف و الإلتزامات المختلفة

 
العودة   منتدى الرقية الشرعية > أقسام الرقية الشرعية والتعريف بالموسوعة الشرعية في علم الرقى ( متاحة للمشاركة ) > المواضيع العامة المتعلقة بالرقية الشرعية والأمراض الروحية

الملاحظات

صفحة الرقية الشرعية على الفيس بوك

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع
New Page 2
 
 

قديم 16-04-2014, 05:31 AM   #1
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

Arrow ( && الإيضاح والبيان في مسألة حرق الجن والشياطين بالقرآن && ) !!!


،،،،،،

إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله 0

( ياأَيُّهَا الَّذِينءامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )

( سورة آل عمران - الآية 102 )

( يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )

( سورة النساء - الآية 1 )

( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَولا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا )

( سورة الأحزاب - الآية 70 – 71 )

أما بعد :

فإن أحسن الكلام كلام الله سبحانه وتعالى ، وخير الهدي هدي محمد ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار 0

سبق وأن عرضت مسألة تتعلق بـ ( حرق الجن والشياطين بالقرآن ) وقد بينت باختصار شديد ما يتعلق بهذه المسألة ، وحيث أنني في الوقت الحالي أقوم على تأليف كتاب جديد تحت عنوان :

( المسائل المشكلة في العلاج والاستشفاء بالرقية )

والكتاب يبحث في كثير من المسائل المشكلة الخاص بالعلاج والاستشفاء والتي تهم المعالجين بشكل عام ، وقد تعرضت بالتفصيل لهذه المسألة - الباب الثالث : المبحث الثالث والعشرون : تحت عنوان ( حرق الجن والشياطين بالقرآن ، وإليكم التفصيل :

السؤال الذي أوجهه إلى الإخوة الأفاضل : عندما يُقرأ القرآن على شيطان من شياطين الجن ، فيتألم ويصرخ بكل قوة ، والسؤال في هذه الحالة : كيف يحصل ذلك ؟؟؟

ثبت تواتراً ونقلاً عن الجن أنفسهم بأن القرآن وقراءته تؤدي إلى تعذيب الجني وحرقه ، وقد أقسم لنا البعض أنه قد مات من جراء ذلك ، وقد يقول قائل بأن الجن والشياطين يكذبون في الغالب ، وأجيب على ذلك بأن الأمر قد ثبت تواتراً عند أكثر من معالج صاحب علم شرعي حاذق متمرس 0

وقد وقفت على كلام لأبي النضر هاشم بن القاسم حول حرق الجن وتأثير كتاب الله عليهم وقد ذكرته في كتابي الموسوم ( منهج الشرع في علاج المس والصرع ) على النحو التالي :

قال عن بعض الجن ممن كانوا يسكنون داره : ( فأخذت تورا من ماء ، ثم تكلمت فيه بهذا الكلام : بسم الله ، أمسينا بالله الذي ليس منه شيء ممتنع ، وبعزة الله التي لا ترام ولا تضام ، وبسلطان الله المنيع نحتجب ، وبأسمائه الحسنى كلها عائذ من الأبالسة ، ومن شر شياطين الإنس والجن ، ومن شر كل معلن أو مسر ، ومن شر ما يخرج بالليل ويكمن بالنهار ، ويكمن بالليل ويخرج بالنهار ، ومن شر ما خلق وذرأ وبرأ ، ومن شر إبليس وجنوده ، ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم ، أعوذ بالله : بما استعاذ به موسى ، وعيسى ، وإبراهيم الذي وفى ، من شر ما خلق وذرأ وبرأ ، ومن شر إبليس وجنوده ، ومن شر ما يبغي 0 أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ، ( بسم الله الرحمن الرحيم - سورة الصافـات - الآية - 1- 10 - ثم تتبعت به زوايا الدار فرششته ، فصاحوا بي : أحرقتنا نحن نتحول عنك ) ( وهذا الدعاء المذكور في الوابل الصيب من الكلم الطيب لشمس الدين أبي عبد الله محمد بن القيم الجوزية قرأ بعضا منه سماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين – رحمه الله- بحضرة سماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله- وغيره وقال - رحمه الله - : الذي ذكره ابن القيم في الوابل الصيب من الكلم الطيب 000 ولما وصل سماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله - إلى قول : " أحرقتنا أحرقتنا يا أبا النضر نحن نتحول من جوارك 00 قال سماحة العلامة الشيخ " عبد العزيز بن عبد الله بن باز " - رحمه الله - : الحمد لله طيب ، إذا نفع هذا طيب " .. ثم أكمل سماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين – رحمه الله - ثم بعد ذلك قال : سماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله- : في الوابل الصيب ؟ 0

فقال سماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - حفظه الله -: في الوابل الصيب 0
ثم قال : سماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله- " يُجرب ، نفع الله به ، الحمد لله ، الأصل في الأدوية كلها الإباحة ؛ إلا ما حرمه الشرع " 0

ثم قال سماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله - : " جربه بعض
الإخوان ، يقول : سقيته امرأة مجنونة ، ويقول في لحظة خرج الجان أو مات " 0

قال : سماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله- : " كل ما يحصل به الدواء وليس فيه محذور شرعا فالأصل الإباحة، في الأدعية والأدوية ؛ إلا ما حرمه الشارع 000 " أهـ ) ( الشريط الرابع " لقاء مع أخوة في الله " من مجموعة أشرطة وهي ( 10 ) لسماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله - ) 0

قلت : ومع عدم ثبوت الكلام آنف الذكر إلا أن لي وقفات ألخصها بالآتي :

1)- لا يرى بأسا باستخدام الذكر الوارد أعلاه لطرد الجن والشياطين من البيوت المسكونة ، لعدم تعارضه مع حديث المصطفى : " اعرضوا علي رقاكم 000 " مع أن الأولى تركه والاعتماد في ذلك على النصوص الثابتة كقراءة سورة البقرة وآية الكرسي والمعوذتين ونحوه 0

2)- يستأنس من خلال الكلام آنف الذكر استخدام رش الماء في الزوايا والأركان مع الأخذ بعين الاعتبار بأن تلك الأسباب أسباب حسية للعلاج دون الاعتقاد بأنها تضر أو تنفع بذاتها إنما بإرادة الله سبحانه وتعالى ، وكذلك يستأنس به على المسألة المذكورة ( تأثير القرآن على الجن والشيطان ) 0

يقول الأستاذ مختار محمد كامل : ( ومن الأمور الهامة أيضاً شرب الماء المقروء عليه والاغتسال به ورشه في أركان المنزل ، وهذا يؤذي الجن المعتدي على الإنسان )( طرد وعلاج الجان بالقرآن والأعشاب – ص 11 ) 0

3)- بالنسبة لأول عشر آيات من سورة الصافات تبين أنها تؤثر تأثيرا قويا ونافعا بإذن الله تعالى على الجن والشياطين فقراءتها تضعفهم وتنال منهم لما تحتويه من آيات ترهيب وتقريع ، ومع ذلك فلا يجوز الاعتقاد بها دون سواها من آيات وسور القرآن العظيم ، فالقرآن كله خير وشفاء والله تعالى أعلم 0

وتحت هذا العنوان أحب أن أقدم للإخوة الأعزاء مبحثاً نقلته في كتابي : ( منهج الشرع في بيان المس والصرع ) حول ( تأثير الشبهات العقلية ) فقلت وبالله التوفيق :

قد يدخل البعض في مناقشة مسائل غيبية بمنظار العقلية أو الواقعية ، وهذا حقيقة هو واقع وديدن المدرسة الإصلاحية التي تتبنى رأي المعتزلة في القضايا الغيبية ، وقد سار هؤلاء على نهج يعتمد على أساس إعطاء العقل أهمية زائدة في بناء الشخصية وفي الجوانب العقائدية ، فيقولون إذا تعارض العقل مع النقل ، فإنه يقدم العقل على النقل ، ومن هنا وقع رواد ومنتسبي هذا المنهج في أخطاء عقائدية لا تكاد تحصى ، ومن رواد هذا المنهج في العصر الحديث ( جمال الدين الأفغاني ) و( محمد عبده )، والأمثلة على اتباع العقلية والواقعية فيما يختص بعالم الجن والشياطين كثيرة جدا إنما أقتصر على الأمثلة التالية :

* يتساءل البعض عن سبب بقاء الجني الصارع قابعا في جسد المريض ملابسا له دون الخروج ومفارقة الجسد قبل القراءة عليه من قبل المعالِج ليريح نفسه من عناء التعذيب والحرق 0

* أليس للجن القدرة على محاربة الكفار والتسلط على رؤوس الكفر والإلحاد ، والعكس من ذلك أن يدخل الشياطين في حرب مع المسلمين وهكذا 0

* كيف يمكن تفسير بعض المسائل المتعلقة بعالم الجن والشياطين كإحضار الأشياء الثقيلة والأشياء العينية المحسوسة كالصندوق والحجر مع أن أصل خلقة مادتهم لطيفة بالنسبة للإنس لا ترى بالعين المجردة 0

* كيف يمكن للجن والشياطين أن تتحكم بإخراج أشياء ثقيلة لها وزن وحجم من غرفة مغلقة وكيفية تفسير ذلك 0

وقس على ذلك بعض المسائل المشكلة الأخرى التي قد تراود عقليات كثير من الناس ، وأرد على كل ذلك بما يلي :

1- إن عالم الجن والشياطين يبقى ضمن نطاق العالم الغيبي الذي استأثر الله بعلمه ، ولا يجوز بأي حال من الأحوال أن يقحم الإنسان نفسه الخوض في غمار هذا العالم ، ويكتفي بما قررته النصوص النقلية الصريحة من الكتاب والسنة والتي تحدثت عن بعض حقائق هذا العالم الخفي 0

2- الأولى والأتقى والأسلم الابتعاد عن التفكير في القضايا العقلية المتعلقة بعالم الجن والشياطين ، فصحابة رسول الله توقفوا في السؤال عن هذه المسائل ولم يخوضوا أو يبحثوا فيها ، وكذلك فعل التابعون والسلف وعلماء الأمة الأجلاء 0

3- لا بد من الإيمان اليقيني ببعض المسائل الغيبية التي جاءت النصوص النقلية بتأكيدها ومنها دخول الجني بدن الإنسي ، وأما القول عن سبب عدم مفارقة الجني الصارع الملابس للجسد قبل القراءة عليه وتعرضه للتعذيب والحرق ، فيبقى هذا الأمر ضمن نطاق الأمور الغيبية الخاصة بناموس ونظام هذا العالم ، مع التأكيد على أن لعالم الجن والشياطين قدرات وإمكانات معينة لا يستطيعون تجاوزها وتخطيها ، ولو كان غير ذلك لخرج ذلك الشيطان الذي كان متلبسا بالصحابي الجليل عثمان بن العاص – رضي الله عنه – قبل أن يحضر بين يدي رسول الله ، والحديث قد ذكر في كتابي الموسوم ( منهج الشرع في بيان المس والصرع ) تحت عنوان ( أدلة صرع الجن للإنس من السنة المطهرة ) فليراجع 0

4- وأما الإشكالات الخاصة بإحضار الأشياء الثقيلة ونقلها من مكان إلى مكان مع أن أصل مادتهم لطيفة لا ترى بالنسبة للإنس بالعين المجردة ، أو نقل الأشياء العينية من حجرة مغلقة ونحوه ، فكل ذلك يبقى ضمن النطاق الغيبي الذي لا يجوز الخوض فيه أو البحث عنه ، ويجب التوقف في بحث هذه المسائل المشكلة ، وقصة العفريت مع سليمان شاهدة على ذلك ، حيث تعهد بإحضار عرش بلقيس ملكة سبأ بزمن لا يكاد يدركه العقل ، والسؤال في هذه الحادثة هو : هل يمكن إعطاء تعليل لهذه الكيفية ، كيف يمكن حصول ذلك وأن يأتي بالعرش بهذه السرعة ؟ أسئلة كثيرة ليس لها إجابات منطقية عقلية ، ومن أجل ذلك توقف الصحابة في بحث هذه المسائل لأنها تعتبر من علم الغيب ، وقد كانوا أحرص الناس على التوقف في المسائل التي لا فائدة من ورائها ولا يتحقق من بحثها أي مصلحة شرعية ، وكان جل حرصهم التزود بالعلم الشرعي النافع الذي يؤهلهم لحمل الأمانة وتبليغ الرسالة 0

بعد كل ما ذكرت أعود كي أبين بعض النقاط الهامة المتعلقة بهذا الموضوع بشكل عام وهي على النحو التالي :

أولاً : الغيب المتعلق بعالم الجن والشياطين :

الأولى عدم الخوض في المسائل المتعلقة بالغيب حتى لو كان الأمر يختص بعالم الجن والشياطين ، لأن ذلك ليس من الغيب المطلق ، ولكن يبقى خفي عن الإنسان وأغلب مصادر التلقي عنه تكون بواسطة الجن والشياطين وقد نعتهم رسول الله بالكذب كما ثبت من حديث أبو هريرة – رضي الله عنه – فقال له عليه الصلاة والسلام : ( أما أنه قد صدقك وهو كذوب ) أي أن سمته وصفته هو الاستمرار في الكذب 0

ثانياً : الاستئناس بقول علماء الأمة وأهل التخصص ومواقع الفتوى :

عند الحديث في هذه المسألة يؤخذ فيها من باب الاستئناس بأقوال علماء الأمة كما بين ذلك العلامة الشيخ " عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله -، والعلامة الشيخ " عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين " – رحمه الله -، والأولى والأتقى والأسلم ما ذكرته في النقطة السابقة 0

طالعتنا مجلة الدعوة الصادرة يوم الخميس الموافق 15 صفر سنة 1416 للهجرة في عددها ( 1499 ) بمقالة لفضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين - حفظه الله - بعنوان ( لقد أنكرت ما كنت تمارسه وتجرأت على العلماء ) يقول فيها :

( وأن هذا هو الموت الذي كتب عليها وأما الجن والشياطين والملائكة فلا شك أيضا أنهم يموتون بكيفية لا يعلمها إلا الله تعالى وحيث أن هذه الروح بهذه الخلقة فإن الله تعالى قد يسلط بعضها على البشر فتلابسه وتغلب على روحه وتتمكن من التغلب على جسده أو تجري في عروقه دون تغلب على روحه ، فالشيطان الرجيم يجري من ابن آدم مجرى الدم ويصل إلى كل جزء وعرق منه وقد يتغلب على قلبه فيملؤه بالأوهام والتخيلات والوساوس المحيرة ولا ينخنس إلا بذكر الله والاستعاذة منه وأما شياطين الجن فقد يسلطهم الله على بعض الأشخاص وذلك هو الجنون والصرع والمس الذي يحصل لبعض الأفراد بحيث أنه يصرع في اليوم مرارا فتراه يقوم ويسقط كما أشار الله تعالى إلى ذلك بقوله : ( لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِى يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ )( سورة البقرة – الآية 275 ) والغالب أنه يحصل بتسليط السحرة والكهنة الذين يتقربون إلى الشياطين بما تحب حتى يتملكوا كثيرا من الجن فإذا عمل الساحر العمل الشيطاني سلط بعض من تحت تصرفه على ذلك الفرد فلابسه فيصعب تخليصه إلا بالقراءة والتعويذات والتحصن بذكر الله تعالى ، وقد يتمكن الجني من الإنسي فلا يخرج حتى يقتل ذلك الإنسان وقد يتمكن من بعض الأفراد فيعالج بالضرب والإيلام والتهديد حتى يخرج ويشاهد خروجه من أحد الأصابع بحيث ينغمس في الأرض ثم ينجذب من الجسد ، وكثيرا ما يموت تحت الضرب أو تحت القراءة ويحترق بالأدعية والأوراد التي تشتد عليه حتى يموت ويشاهد أنه يجتمع في جزء من البدن كورم يسير يجرح فيخرج قطعة دم وكل هذا معلوم بالمشاهدة والعيان لا ينكره إلا جاهل أو معاند ) 0

ويسترسل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين – رحمه الله – في تعقيبه على الشيخ القارئ علي بن مشرف العمري فيقول :

( فحوادث الصرع موجودة بالعشرات أو المئات والقراء المعالجون بالقرآن يشاهدون من ذلك الشيء الكثير حتى أن المصروع متى خرج القارئ سقط على جنبه من الفزع وحتى أن الجان يتكلم على لسان المصروع قبل أن يبدأ القارئ متعوذا منه خائفا من قراءته ، ولا سيما إذا كان القارئ من أهل الورع والعلم والصلاح فلا يتحمل الجان البقاء أمامه بل يكاد أن يحترق من رؤيته قبل قراءته ويعطي العهود ألا يعود إليه ما دام هذا القارئ في الوجود ، وبعد أن يخرج يفيق المصروع وكأنه قد استيقظ من نوم ولا يحس بما حصل له من الضرب أو التهديد ونحوه 0

وبعد ذلك نقول أن على الإنسان التحصن من شر الجن وشياطينهم وذلك بكثرة الأوراد والأدعية المأثورة فإنها تطرد الشياطين وتحفظ المسلم من شرهم ، وهكذا بالاستعاذة من شرهم كما قال تعالى : ( وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنْ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )( سورة الأعراف – الآية 200 ) وهكذا بالحسنات والأعمال الصالحة وهكذا بإخراج آلات اللهو والأغاني والصور والأفلام الخليعة فإنها تجذب الشياطين التي تألف الأماكن المستقذرة ومتى تحصن المسلم بذلك حماه الله تعالى وحفظه والله أعلم ، وصلى الله على محمد وآله وسلم )( المنهج اليقين في بيان أخطاء معالجي معالجي الصرع والسحر والعين – ص 204 – 208 ) 0

سئل مركز الفتوى في موقف ( إسلام ويب ) السؤال التالي : جزاكم الله خيرا على فتح هذا الباب أمامنا. نسأل الله أن يفتح جميع أبواب الجنة لكم وأبواب الخير بالدنيا 0

منذ أسبوع بعثت لكم بسؤال، ولكن لم يصلني الرد نسأل الله الخير، وبهذه الفترة تراجعت صحتي وزاد الصداع الحمد لله، وبالرغم من عدم موافقتي تم إجباري من زوجي وضغط كبير من أختي علي لأذهب بصحبتهم إلى أحد الشيوخ، وذهبت على الرغم من عدم قناعتي هناك خبرناه أنني غير مقتنعة فحكى لي أنه يعالج بالرقية الشرعية وبالقرآن، وبعد حوار دار بيننا قبل العلاج ليقنعني قال أنه ليس حراما يستعين المعالج بالجن المسلم وأنا قلت إنه حرام، سألني عن الدليل حكيت له الآية " فزادوهم رهقا " فحكا لي الآية التي تليها تحكي أنها تقصد الجن الكافر غير المسلم، وبصراحة أنا كنت غير مقتنعة بكلامه، ولم أرتح، وكرر علي إذا أنا غير مقتنعة أنه لا يريد يكمل، وبالفعل عدة مرات أحكي لزوجي أريد أرجع للبيت، لكن زوجي هداه الله لم يوافق وأجبرني على البقاء هناك سألني الشاب " الشيخ" عن الأعراض التي أشكو منها، فأجابه زوجي وأختي مثلا الآلام بالقدمين، فحكيت له أنا أنه بسبب أني وقعت والآلام أسفل الظهر فهي معي منذ سنين وأخبرته أنه بسبب تكرار الحمل والولادة والإجهاض وهذا طبيعي، والصداع حكيت أنه بسبب الضغوطات اليومية والإجهاد فهو أخبر أنها علامات سحر، فأنا قلت له ماذا يثبت و كان واضحا أنه ينصت لأحد وكأنه يستمع للجن حتى كان مشغل سيجارة دخان، وأنا طلبت منه أنه ما يدخن بوجودي لأني أتضايق من الدخان فكيف شيخ ويدخن ما أعرف وبعد ما وضعنا بغرفه وشغل المسجل على آيات الحرق كما يدعي كان يطلع من الغرفة كثيرا ويأخذ زوجي أيضا معه وأحضر شابا ثانيا معه، خبرني أنه يريد أن يخنقني وما أخاف لأنه قاصد بالخنق للجن الذي بداخلي ويريد أن يشكني بدبوس بأصابع رجلي الإبهام ليخرج من هناك وارتاح، وأنا رفضت وقلت إن هذا دجل في دجل وأحضر عصي فقلت هذا دجل، وأنا هكذا ما تقبل صلاتي وترجيت زوجي يرجعني للبيت قلت نحن هكذا نكفر لكن رفض أحضروا مياه وزيت وملح، وقرأ عليهم ونفث فيهم ووضع عشبة السدر حسب ادعائه ووضع الملح بالكأس والمياه، وشربوني مسكتني أختي وزوجي غصبا شربوني لأني رافضة الأمر وغير مقتنعة فيه وحتى قبلها أعطوني ملعقة عسل قال مقروء عليها لما وضعتها بفمي كان طعم زنجبيل فيها وحبة البركة وبعد عناء أقنعوني انه سيقرأ فقط علي، وبالفعل غافلني وخنقني وبالآخر حكى أنه في جني عاشق وصار له فترة طويلة في وما يحدث لي بسبب هذا، وأعطاني ماء لأشربها وزيتا لأدهن به، وأنا رافضة الأمر 0

دلوني على الخير جزاكم الله خيرا، أنا ما أريد أروح لأحد وزوجي أجبرني، فهل أعاقب على ذهابي لهناك ؟ وهل حقا ما فعل بأن الجن يخنق هكذا؟ وما هي الأدلة الشرعية التي تثبت دجلهم وأن مساعدة الجن لهم مرفوضة حتى لو كان مسلما؟ وما العمل بهذه الحالة؟ أسال الله أن يرزقكم نجاح الدارين. رجاء لا تهملوا رسالتي ؟؟؟

الجواب : ( الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد :

فنسأل الله لنا ولك العافية 0 وأما سؤالك السابق فلعله أجيب عليه في الفتوى رقم: 122620، وإذا لم يكن كذلك فأرسلي لنا رقم السؤال، وسيأتيك الجواب إن شاء الله، ونفيدك أنه لا مؤاخذة على العبد فيما أكره عليه وقد قدمنا في الفتوى رقم: 7369، والفتوى رقم: 54502، أنه لا تجوز الاستعانة بالجن؛ لأن الجن أهل كذب وخداع، ويصعب التأكد من كون المستعان به منهم مسلما 0

وليعلم أن الرقية الشرعية تطرد الجان، وإذا تؤكد من وجود الجني فيمكن إحراقه بقراءة آيات الرقية عليه، وإذا تؤكد من كون الراقي مستقيما ومعروفا باتباع السنة وصحة الاعتقاد فيشرع طلب الرقية منه، ولكن الراقي المذكور لا تنطبق عليه هذه الشروط فيما يبدو 0
وننصحكم بمراجعة الأطباء للتأكد من المرض هل هو عضوي أم لا، وإذا كانت هناك أرواح خبيثة فراجعوا بعض المختصين في الرقية الشرعية ممن عرفوا بالتقيد بالضوابط الشرعية، وعلى رأسها سلامة المعتقد ونقاء المنهج والتزام التقوى في كل ما يأتون أو يدعون ، وراجعي الفتاوى التالية أرقامها : 31155 ، 49554 ، 80694 0
والله أعلم ) ( موقع إسلام ويب – مركز الفتوى – التصنيف : " علاج السحر والنشرة " – تحت عنوان : " يمكن إحراق الجني بقراءة آيات الرقية الشرعية " – رقم الفتوى : 123274 ، بتاريخ : 14 جمادى الآخر 1430 هـ ، الموافق : 8 / 6 / 2009 م ) 0

يقول الأخ ( خالد الحبشي ) : ( تقرأ هذه الآيات بتركيز وترديد مع النفث على الجسد باستمرار وخاصة مكان تركز الألم وممكن تقرأفي الماء والزيت والعسل ونحوه وتستخدم بنية حرق العارض سواء كان عين أو مس أو سحر - هذه الآيات مختصرة وهناك آيات العذاب أيضاً ولكن التركيز على آيات الحرق وترديد ماتحته خط تأثيره شديد وقوي بإذن الله – ثم ساق ثلة من السور والآيات التي تتحدث عن العذاب )( موقع الأخ " خالد الحبشي " – إمام وخطيب جامع السليمان – تحت عنوان : " آيات الحرق " http://www.alroqya.com/book/ayat/harq.htm ) 0

ثالثاً : المغالاة في استخدام هذا الأسلوب :

بعض الإخوة – وفقهم الله للخير فيما ذهبوا إليه – غالوا في المسألة فصالوا وجالوا في تفصيلات دقيقة لم نعهدها في السلف ولا في الخلف ، فحددوا آيات لحرق الجني المسلم أو اليهودي أو النصراني ، بل تعدى ذلك إلى تحديد أعداد بذاتها ، ومن ذلك :


يقول الأخ ( أسامة العوضي ) تحت عنوان : " طرق حرق الجان بالقرآن :

( تقرأ هذه الآيات بتركيز وترديد مع النفث على الجسد باستمرار وخاصة مكان تركز الألم وممكن تقرأ في الماء والزيت والعسل ونحوه وتستخدم بنية حرق العارض سواء كان عين أو مس أو سحر - هذه الآيات مختصرة وهناك آيات العذاب أيضاً ولكن التركيز على آيات الحرق وترديد ما تحته خط تأثيره : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حرق الجن وقتله :


قد لا يجد المعالج حيلة لتخليص المريض من شيطانه وعتق رقبته منه إلا بقتل العارض وحرقه ولكن هناك عدة امور يجب العمل بها قبل الشروع في ذلك 0


أولاً يجب أن يقيم الحجة على الجن فقتل الجن غير جائز وحرام كما ذكر ذلك ابن تيمية في الفتاوى الكبرى حتى ولو كان معتدياً لأنه قد يعتدي على غفلة وجهل 0


فيجب أن تبين للجن حكم من تلبس بالمسلم وحكم عمله إن كان من خدام السحر وتذكره بالوقوف بين يدي الله ودعوته إلى التوبة وترك المريض 0


ثانياً لا يحرق الجن إلا بعد أخذ العهد عليه بعدم العوده إلى المريض ويستحب أن يكون ذلك ثلاث مرات 0


فإذا أخذ العهد أول مره ثم رجع ذكرناه بما اخذنا عليه ودعوناه إلى الحق فإن فاء وأخذ العهد ثانية أعطيناه وكذلك في الثالثة فإذا عاد أحرقناه 0


وكذلك لأن للجن أهلاً وعشيرة وقد يأتي أحدهم يريد الفتك بالمريض وأهله لقتلك ولده او أخاه فإذا أخبرته بالعهد واعلمته أنه نكث العهد فسوف ينسحب بأمان وإن أبى وأراد الفتك بك أو بالمريض فسوف ينصرك الله عليه لأنك عادل وهو ظالم 0


ثالثاً تحصين المعالج نفسه والمريض وأهله ومن كان حاضراً وذلك حتى لا يتسبب في أذى للمريض فإن فعل ذلك قام بحرق الجن 0
ثم استرسل الأخ ( أسامة العوضي ) في المسألة فبين بأن هناك حرق عام وحرق خاص ، وبين طرق الحرق لكل نوع ، وبين بأن هناك ألوان من الجن ولكل لون وديانة نوع خاص من الحرق ، كما بين بأن هناك حرق لخادم السحر من النوع السفلي والعلوي 0
ثم يعقب بعد ذلك فيقول : مقتبس من واقع التجربة الشخصية مع الإستفادة من علم بعض المشائخ وفقهم الله وجزاهم خير الجزاء ) 0

قلت وبالله التوفيق : لم أشأ الخوض في تلك التفصيلات التي أشار إليها الأخ – وفقه الله لكل خير – حتى لا تترسخ عند البعض ، ويعتقد بأن ذلك من صميم هذا العلم ، والذي أراه بأن ذلك من التوسع غير المحمود الذي قد يقود البعض لما لا يحمد عقباه 0

يقول صاحب موقع ( لقط المرجان ) تحت عنوان ( تعذيب الجن وحرقه ) ما نصه :

( قد يحتاج الراقي إلى رقية المريض بنية التعذيب والحرق في بعض الحالات، ومن المعلوم بالتجربة أنه يوجد صنف الجن لا يتوقف عن تعذيب الممسوس إلا بعد رقية مطولة وبنية الحرق ، والجن والله أعلم على اختلاف أصنافهم ومراتبهم ودياناتهم يقترنون بالإنسان ولكن من خلال المتابعة لكثير من الحالات تبين أن غالبية الشياطين التي تقترن بالإنس من اليهود والذين أشركوا ، يقول الله سبحانه تعالى : ( لَتَجِدَنّ أَشَدّ النّاسِ عَدَاوَةً لّلّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالّذِينَ أَشْرَكُواْ ) 0 والشيطان المقترن بالإنسان يتأثر كثيراً بما يلي :

1)- عند الدعاء عليه 0
2)- قراءة الآيات التي تحاكي في مضمونها سبب دخوله في جسد المصاب ( سحر، حسد ، عشق ، ظلم ) 0
3)- قراءة الآيات التي تحاكي في مضمونها أثر فعله في المصاب . فلو كان الجني يؤثر على المصاب بالتفريق تقرأ عليه آيات التأليف ، إذا كان الجني يؤثر على المصاب بالضيق تقرأ عليه آيات الإنشراح .. الخ 0
4)- قراءة الآيات التي تمثل خِلقَته ( طائر ، كلب ، حية ) انظر باب تذكرة الإخوان 0
5)- قراءة الآيات التي تخاطب الشياطين والظالمين والمجرمين وما أعده الله لهم من عذاب النار والأغلال والسلاسل والزقوم 0
6)- رشه بالماء المقروء عليه الرقية وقت الرقية ، ويتأثر الشيطان من الماء وقت الرقية ولو لم يقرأ على الماء خصوصا إذا كان الماء بارداً ، وتأثره وقت الرقية أشد بسبب حضوره الكلي أو الجزئي 0
7)- أغلب الجن تتأثر عند التعيين في الدعاء ، فلو كان سحراً وحدد في الدعاء نوع السحر ومكان السحر وبلد الساحر لتأثر الجني ، ولو كان التلبس بسبب الحسد وعُين سبب الحسد في الدعاء لتأثر الجني 0
8)- قراءة الآيات التي تذكر ديانته ومعتقده 0

ويمكن معرفة ديانة ومعتقد الجان المقترن من خلال المعطيات والأحلام والرقية ، فالذي به جن مسلم يقول لك إنني كثيراً ما استيقظ قبيل الفجر أو كثيراً ما اسمع الآذان أو يقول لك إني كثيراً ما احلم أنني اقرأ القرآن أو يقول لك إنني أتعب عندما أسمع الغناء أو أتضايق عندما أكون مع إنسان به جن كافر 000 الخ ، والذي به جن نصراني أو يهودي أو كافر تجده في نفور عن الطاعات ويحلم بالكنائس ويسمع أصوات النواقيس ويرى الصلبان والقساوسة ، أو يرى رجالاً على رؤوسهم قبعات ولهم شعور طويلة وظفائر تدله أنهم يهود ، وغالب من به جن كافر تراوده شكوك في عقيدته ووساوس في صلاته ، وينزعج عندما يسمع الآيات التي تخاطب الكفار من اليهود أو النصارى ، جاء في سنن أبي داوود عن ابنِ عَبّاسٍ أنه قال: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقَالَ: يَا رَسُولَ الله إِنّ أَحَدَنَا يَجِدُ في نَفْسِهِ يُعَرّضُ بالشّيْءِ لأنْ يَكُونَ حُمَمَةَ أَحَبّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَتَكَلّمَ بِهِ. فقَال: الله أَكْبَرُ الله أَكْبَرُ الله أَكْبَرُ الْحَمْدُ لله الّذِي رَدّ كَيْدَهُ إِلى الْوَسْوَسةِ. قالَ ابنُ قُدَامَةَ: رَدّ أَمْرَهُ مكَانَ رَدّ كَيْدَهُ 0


حرق الجني المسلم : قبل حرق الجني المسلم يجب أن يبين له أن اقترانه بالإنسي ظلم ويبين له والحلال والحرام ويقرأ عليه آيات الظلم والنفاق وما أعد الله لهم من العقاب الشديد ، ومن ثم يمهل ثلاثة أيام أو نحوها لعله أن يتقي الله ويخرج ، فإن أبى يهدد بالحرق ويقرأ عليه آيات الحرق حتى يتعذب ولكن لا تطيل في القراءة حتى لا يموت إن كان ضعيفا ، وبعد القراءة يتوعده المعالج بأنه سوف يستعين بالله ويحرقه حتى الموت إن لم يخرج ، ويمهله ثلاثة أيام أخرى أو نحوها ثم يرجع المصاب ويقرأ عليه فإن وجد المعالج الجني المسلم لا يزال في جسد المريض ، فيستعين بالله ويقرأ عليه قراءة مطوله ( ثلاث ساعات متواصلة أو نحوها ) بنية الحرق ، يكرر عليه الرقية المطولة في أيام متتالية حتى يأذن الله بخروجه أو بهلاكه 0


حرق الجان المسلم يتأثر من آيات العذاب وآيات الإسلام وآيات الوحدانية مثل آية الكرسي ومثل قوله تعالى : ( وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاّ إِلَهَ إِلاّ هُوَ الرّحْمَنُ الرّحِيمُ ) في آل عمران : ( شَهِدَ اللّهُ أَنّهُ لاَ إِلَهَ إِلاّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) ، ويتأثر كثيراً من سورة الرحمن وسورة الجن ، وأول سورة طه ، ويتأثر من قوله تعالى : ( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلا مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمْ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ) ، ويتأثر كثيراً من من الآيات التي تذكر أسماء الله وصفاته 0


ومن علامة حضور الجن المسلم أنه يرفع يده ويشير بها إلى السماء بإصبعه السبابة مع تدوير اليد أو يضم أصابعه إلا السبابة وكأنه يتشهد ، أو أنه يتلفظ ويقول لا إله إلا الله 0


حرق الجني اليهودي : قبل حرق الجني اليهودي ندعوه إلى الإسلام حتى نقيم عليه الحجة، فإن أصر على الكفر يطلب منه الخروج من جسد المصاب، فإن رفض يقرأ عليه آيات العذاب والحرق بقراءة الرقية مرة واحدة ويمهل ثلاثة أيام أو نحوها، يقرأ أو يستمع المصاب في هذه الفترة إلى سورة البقرة والمائدة ، وطه، ويس ، والصافات ، والجن ، في كل يوم ، وبعد ذلك يقرأ على المصاب فإذا كان الجني لا يزال موجداً في جسد المصاب ندعوه إلى الإسلام مرة أخرى فإن أصر على الكفر يؤمر بالخروج من جسد المصاب ، فان أبى يقرأ عليه قراءة مطولة بنية الحرق ، فان لم يخرج تكرر هذه الطريقة حتى يهلك الجني ، وينبغي على المعالج أن يقرأ مع آيات العذاب والحرق الآيات التي تخاطب اليهود كقوله تعالى :


( مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلاَ نَصْرَانِيّاً وَلَكِن كَانَ حَنِيفاً مّسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) 0


( وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنّىَ يُؤْفَكُونَ )


( وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَآءُ وَلَيَزِيدَنّ كثيراً مّنْهُم مّآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رّبّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَآءَ إِلَىَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلّمَآ أَوْقَدُواْ نَاراً لّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأرْضِ فَسَاداً وَاللّهُ لاَ يُحِبّ الْمُفْسِدِينَ ) 0


( لَتَجِدَنّ أَشَدّ النّاسِ عَدَاوَةً لّلّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنّ أَقْرَبَهُمْ مّوَدّةً لّلّذِينَ آمَنُواْ الّذِينَ قَالُوَاْ إِنّا نَصَارَىَ ذَلِكَ بِأَنّ مِنْهُمْ قِسّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ ) 0


ونحوها من الآيات 0


حرق الجني النصراني : يحرق الجني النصراني بنفس الطريقة والأسلوب السابق ، مع اختلاف في قراءة السور والآيات ، فالمصاب يقرأ أو يستمع إلى سورة البقرة، وآل عمران ، والمائدة ، ومريم ، والصافات ، في كل يوم ، وينبغي على المعالج أن يكرر قراءة آيات العذاب والآيات التي تخاطب النصارى وآيات الألوهية والوحدانية مثل آية الكرسي وكقوله تعالى : ( وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاّ إِلَهَ إِلاّ هُوَ الرّحْمَنُ الرّحِيمُ ) ، وقوله : ( يَصَاحِبَيِ السّجْنِ أَأَرْبَابٌ مّتّفَرّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهّارُ ) ، وكذلك الآيات التي تكفر النصارى مثل قوله تعالى : ( لَقَدْ كَفَرَ الّذِينَ قَالُوَاْ إِنّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِيَ إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبّي وَرَبّكُمْ إِنّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنّةَ وَمَأْوَاهُ النّارُ وَمَا لِلظّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ ) ، مثل هذه الآيات ونحوها تؤثر على الجني النصراني تأثيرا شديدا 0

ومن علامات حضور الجن النصراني أنه يقبض إصبعيه البنصر والوسطى ويشير بالخنصر والإبهام والذي يليه وكأنه يقول الإله الرب ، والإله الابن ، وروح القدس تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا ، أو يقبض يَديه ويرسم صورة الصليب بوضع ساعده الأيمن متقاطعا مع ساعد يده اليسرى 0


فإذا كان سبب التلبس السحر فيتعامل مع الجني كما ذكر في باب السحر وكذلك الحسد ، أما إذا كان سبب الاقتران أي سبب غير السحر والحسد فيخير الجني بين الخروج أو الحرق ، وطريقة حرق الجني بتكرار قراءة الرقية بنية الحرق عدة مرات مع التأكيد على قراءة آيات العذاب. وكذلك منعه من الأكل والتضييق عليه باستخدام العلاجات المباحة 0


فينبغي أن لا يغفل المريض عن التسمية عند الأكل وقول بسم الله أوله وآخره إذا نسي والمحافظة على أذكار الصباح والمساء حتى يحول بين الشياطين في الخارج وبين الجان الذي داخل جسده . عن أُمَيَّةَ بْنِ مَخْشِي كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسًا وَرَجُلٌ يَأْكُلُ فَلَمْ يُسَمِّ حَتَّى لَمْ يَبْقَ مِنْ طَعَامِهِ إِلا لُقْمَةٌ فَلَمَّا رَفَعَهَا إِلَى فِيهِ قَالَ بِسْمِ اللَّهِ أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ فَضَحِكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ قَالَ مَا زَالَ الشَّيْطَانُ يَأْكُلُ مَعَهُ فَلَمَّا ذَكَرَ اسْمَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ اسْتَقَاءَ مَا فِي بَطْنِهِ . رواه أبو داود 0
هذا والله اعلم واحكم 0
ولا تنسونا من الدعاء )( موقع لقط المرجان – الموضوع : " أصناف الجن – وبعض طرق تعذيب الجن والشياطين " – تحت عنوان : " تعذيب الجن وحرقه " http://roqia.khayma.com/PAGE24.HTM )

قلت وبالله التوفيق : مع معرفتي الشخصية بصاحب موقع ( لقط المرجان ) الأخ أبو حمد – حفظه الله - ، أحسبه على خير وصلاح والله حسيبه ، إلا أنني أرى بأن مثل هذا التوسع لا يخدم هذا العلم بأي شكل من الأشكال وبخاصة بأنه ليس كل ما يعلم يقال في هذا العلم 0

رابعاً : هذا الأسلوب يعتمده السحر والمشعوذون :

لو تتبعت كثر من مواقع ( ال******ين ) على الشبكة العنكبوتية وجلهم من السحرة والمشعوذين اللذين يلبسون على الناس تجد جل تركيزهم على هذه المسألة – أعني حرق الجن بالقرآن – ولذلك تجد أن هذا هو الأسلوب الأقرب للسحر والشعوذة والمفترض الابتعاد عنه خشية الشك والريبة من قبل الآخرين 0

خامساً : ليس كل ما يعلم يقال في هذا العلم :

وبخاصة أن هذا الأمر والتركيز على مسألة حرق الجن بالقرآن لا يقدم أو يؤخر في مسألة العلاج والاستشفاء بشكل عام 0

سادساً : قد يقود بعض أهل الاختصاص في هذا العلم لما هو شر من ذلك:

قد يقود ذلك بعض المعالجين في التألي على الله – عز وجل - فيصبح ديدنه وبصفة مستمرة : قتلته ، وحرقته وهكذا دواليك ، وقد يقود ذلك لما هو شر من ذلك على منهج وعقيدة المعالج بشكل عام 0

يقول أحد الإخوة الأفاضل : ( مما يتناقله الرقاة ومرضى الإصابة الروحية فيما بينهم احتراق الجن المتلبس بالبدن إذا ماقُرأت عليه الآيات التي يُطلق عليها آيات الحرق ، وحيث أن الجميع يجهل الكيفية التي يحصل بها الحرق لكونها من الغيبيات التي لايعلم حقيقتها إلا الله تعالى ، إلا أن السواد الأعظم من المعالجين يقرون بوقوع الحرق على الجن ، وهذا الاعتقاد السائد لابد أن له أصولا جعلته يقع في أنفس الرقاة والمرضى كأنه اليقين ، وبعد فِكرٍ وروية كتبت هذا الكلام الذي بين أيديكم 0
* أسباب الإعتقاد بحرق الجن :
1)- عند قراءة الراقي على المريض يصرخ ويستغيث ، ويناشد الراقي أن يرحمه وألاَّ يحرقه ، ونحو هذا من إستغاثة الجن التي يُفهم منها ضمنا أن الآيات التي تُقرأ تؤثر على جسده حرقاً 0
2)- إخبار الجن المتلبس بالجسد أنه كان معه في الجسد أكثر من واحد وأن الحرق قد نال بعضهم أو أفناهم جميعا ولم يبقى إلا هو في هذا الجسد 0
3)- أن يرى المريض في أثناء القراءة عليه الجن على هيئته وهو يحترق 0
4)- شعور المريض بحراره شديده أثناء القراءة عليه 0
5)- سكون المريض فجأة بعد مرحلة من المقاومة والصراخ والبكاء ، فينشأ عن هذا إعتقاد بأن الجن قد احترق 0
6)- الإستناد على أصل اللفظة القرآنية ، فيعتقد البعض أن الآية التي تحتوي على كلمة ( حريق ) أو ) جهنم ) أو ( نار ) أو مايرادف هذه الكلمة ، أن هذه الألفاظ تقع بتأثيرها على الحقيقة على جسد الجن فتحدث فيه الحرق ، ويقال مثل هذا على الآيات التي تشمل معنى ( الصعق ) أو ( القتل ) 0
ورأي في هذه المسألة أن القول باحتراق الجن المتلبس بالبدن أثناء القراءة عليه ظني وليس يقيني ، فخبر الجن بوقوع الحرق على جسده يحتمل الصدق والكذب ، وإخبار المريض عن نفسه بما يراه من احتراق الجن يحتمل الوهم والحقيقة ، وشعور المريض بحرارة البدن يحتمل الحرق وقد يكون تأثرا للعارض بما يُقرأ عليه وهذا التأثر لايصل إلى درجة الحرق 0
أما سكون المريض بعد ثورته فله عدة أوجه :
الأول : أن الجن يفتعل هذا السكون لإيهام القارىء بانتهاء التلبس ، لكنَّ هذا السكون المفتعل لايلبث كثيراً 0
الثاني : وصول العارض إلى درجة شديده من الضعف اللذي لايقدر بعده على شيء ، وقد يستطيع الراقي تمييز الحالة حسب خبرته في هذا الجانب 0
الثالث : خروج الجن من الجسد ، هربا من أثر القراءة عليه 0
الرابع : هلاك الجن ، وهذا الهلاك ليس بالضرورة أن يكون حرقا ، فقد يكون هلك إما بموته أو قتله أو حرقه ، أو بالكيفية التي يعلمها الله سبحانه وتعالى 0
بقي أن نشير إلى أمر هام وهو :
أن الآيات التي أنزلها الله سبحانه وتعالى والتي ورد فيها ذكر النار بتعدد أسمائها ، و الآيات التي تصف مشاهد يوم القيامة ، وسائر الآيات القرآنية التي تبعث على الخوف من مقام الجبار عز وجل ، كلُّ هذه الآيات لم ينزلها الله سبحانه وتعالى لحرق إنس أو جن ، وإنما أنزلت للوقوف عند حدود الله والخوف من مقامه سبحانه وتعالى والإستعداد ليوم يجعل الولدان شيبا ، وإذا سمع الإنس أو الجن تلك الآيات حصل عنده من الخوف والرهبة على قدر مقام الله عز وجل في قلبه ، وهذه الآيات وقعها يتفاوت على الجن فمنهم من يتعظ ومنهم من يصر ويستكبر ومنهم من يطرد أو يهلك والله تعالى أعلم وأحكم 0
وقد لاحظت تشدد بعض الرقاة والمرضى بالنهي عن قراءة الآيات التي تحمل معنى الترهيب ( الحرق أو القتل أو العذاب أو الصعق ) ، وكأن قارئها قد قال زوراً أو غَشى فجوراً ، وأقول أن هذه الآيات هي من كلام الله سبحانه وتعالى نزل بها الروح الأمين على قلب نبينا صلى الله عليه وسلم الذي أُرسل إلى الجن والإنس كافة ، فإن شاء الله سبحانه وتعالى أن يجعل في تلك الآيات كفاية لأذى الجان بهلاكه أو خروجه فالله سبحانه وتعالى يحكم لامعقب لحكمه وهو سريع الحساب ، وعلى الراقي التدرج مع العارض بترغيبه أولا ثم ترهيبه ثانيا بعد إقامة الحجة عليه ، وهذا الفعل له عواقبه المحموده التي يقر بها كل من وفقه الله إلى سبحانه وتعالى إلى هذا المنهج المعتدل 0
إستدلالات في غير موضعها :
يستدل البعض من الرقاة أو المهتمين بعلم الرقية الشرعية ببعض الآيات التي ورد فيها حرق الجن ، لكنهم يضعونها في غير ماأنزلت له ، ويدَّعي بعضهم أن هذه الآيات تثبت أن حرق الجن المتلبس بالبدن يقين وليس بظن، ومن هذه الآيات :
أولا : من سورة الصافات : ( إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ * وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ * لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلإِ الأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ * دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ * إِلا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ ) 0
وهذه الآيات وردت في الشيطان الذي إذا أراد أن يسترق السمع، أتاه شهاب ثاقب فأحرقه ، ولاتحمل أي دلالة على حرق الجن المتلبس بالبدن 0
ثانيا : من سورة الجن وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا * وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا * وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا ) 0
وهذه الآيات وردت أيضا في الجن الذين يسترقون السمع فمن يسترق السمع يجد له شهابا مرصدا له، لا يتخطاه ولا يتعداه، بل يمحقه ويهلكه ، وليس في الآيات دلاله على حرق الجن المتلبس بالبدن 0
ثالثا : من سورة الرحمن : ( سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلانِ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلا بِسُلْطَانٍ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلا تَنْتَصِرَانِ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ) 0
والآيات آنفة الذكر جاءت لتصف مشهدا من مشاهد يوم القيامة ، وهذا نص ماذكر الشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله في تفسيره تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان 0
( يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلا بِسُلْطَانٍ ) 0
أي : إذا جمعهم الله في موقف القيامة، أخبرهم بعجزهم وضعفهم، وكمال سلطانه، ونفوذ مشيئته وقدرته، فقال معجزا لهم : ( يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ ) أي: تجدون منفذا مسلكا تخرجون به عن ملك الله وسلطانه،( فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلا بِسُلْطَانٍ ) أي: لا تخرجون عنه إلا بقوة وتسلط منكم، وكمال قدرة، وأنى لهم ذلك، وهم لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا، ولا موتا ولا حياة ولا نشورا؟! ففي ذلك الموقف لا يتكلم أحد إلا بإذنه، ولا تسمع إلا همسا، وفي ذلك الموقف يستوي الملوك والمماليك، والرؤساء والمرءوسون، والأغنياء والفقراء 0
( يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلا تَنْتَصِرَانِ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ) 0
ثم ذكر ما أعد لهم في ذلك الموقف العظيم فقال : ( يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران * فبأي آلاء ربكما تكذبان ) أي : يرسل عليكما لهب صاف من النار 0
( ونحاس ) وهو اللهب، الذي قد خالطه الدخان، والمعنى أن هذين الأمرين الفظيعين يرسلان عليكما يا معشر الجن والإنس، ويحيطان بكما فلا تنتصران، لا بناصر من أنفسكم، ولا بأحد ينصركم من دون الله .... انتهى كلام ابن سعدي رحمه الله 0
وخلاصة ماأريد قوله في مسألة حرق الجن : إن آيات الله سبحانه وتعالى إذا قُرأت على الجن المتلبس بالبدن أثرت فيه وفيما جعله من أذى في البدن ، وهذا الأثر قد يؤدي إلى طرد الجن من البدن أو إضعافه ضعفا شديدا لايقدر بعده على شيء ، وقد يأذن الله تعالى بهلاكه ، ولانعلم كبشر كيفية هلاك هذا العارض قتلاً أو موتاً أو حرقاً ، فهذا من الغيب الذي لايعلمه إلا الله تعالى ) 0


قلت وبالله التوفيق : نعم لقد أصاب الكاتب كبد الحقيقة ، وكأنما كان يصيب مواجع الألم فيما خطته يداه ، فجزاه الله كل خير عن الإسلام والمسلمين 0

الخلاصة : هذه المسألة لم يثبت فيها دليل صريح صحيح في كتاب الله أو في سنة رسوله ، وقد يستأنس فيها بأقوال علماء ثقات أمثال الشيخ العلامة ( عبدالعزيز بن عبدالله بن باز ) – رحمه الله - ، والشيخ العلامة ( عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين ) – رحمه الله - ، وكون إنها ثبتت لدى كثير من المعالجين الثقات أصحاب العلم الشرعي، إلا أنها تحتمل الخطأ والصواب، والمسلم الحق عليه أن يبتعد عن الخوض في ذلك لأنه أمر مغيب عن الإنسان وذلك أتقى لدينه وأسلم هذا من جهة ومن الجهة الأخرى فهو أقرب لاستخدامه من قبل السحرة والمشعوذين ، وبخاصة أن الخوض في هذه المسألة لن تقدم أو تؤخر بشكل عام في مسائل العلاج والاستشفاء بالرقية ، والله تعالى أعلم 0

هذا ما تيسر لي بخصوص هذه المسألة ، زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0
 

 

 

 


 

توقيع  أبو البراء
 

التعديل الأخير تم بواسطة أبو البراء ; 16-04-2014 الساعة 08:05 PM.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 16-04-2014, 08:28 AM   #2
معلومات العضو
الغردينيا
مراقبة عامة لمنتدى الرقية الشرعية

افتراضي

بارك الله فيك شيخنا الفاضل على الإفادة
وجزاك الله الفردوس الأعلى

 

 

 

 


 

توقيع  الغردينيا
 
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 18-04-2014, 01:10 AM   #3
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي


،،،،،،

وفيكم بارك الله أخيي الفاضلة ومشرفتنا القديرة ( الغرينيا ) وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0
 

 

 

 


 

توقيع  أبو البراء
 
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


بحث عن:


الساعة الآن 01:27 PM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com