حصريا (( المقال الاسبوعي)) للدكتورة هالة حماد استشاري الطب النفسي
للاطفال والمراهقين وزميل الكلية الملكية البريطانية للطب النفسي
بعنوان " الاضرار النفسية للعنف المنزلى على الأطفال"
----------------------------------------------------
يعرف العنف المنزلي بأنه الإيذاء الجسدي والعاطفي والجنسي
الذي يتعرض له المرأة أو الرجل من قبل شريك حياته.
لا شك أن العنف المنزلي موجود فى مجتمعاتنا العربية بجميع طبقاتها الإجتماعية سواء المتعلمة
والغير متعلمة ولكن النسبة أكبر فى الريف وللأسف مقبول إجتماعيا فى بعض المناطق الريفية .
ثلاثة أرباع العنف المنزلي يكون أمام الأطفال وحوالي نصف الاطفال الذين يعيشون
فى هذه الأجواء يتعرضون أنفسهم للإساءة المعنوية والضرب .
كيفية تأثر الأطفال
------------------
مؤلم جدا أن يري طفل أحد والديه يتعرض للعنف المنزلي وقد تحدث له إضطرابات نفسية كثيرة
شعر الطفل بقلق شديد وإضطرابات فى النوم مصحوبة بالكوابيس ويتصرف تصرفات أقل من سنه
( مثل التبول اللإرادي ).
يصاب الطفل أيضاً بإضطرابات بعد الصدمة ويسهل إستفزازه ويميل لحل مشاكله بالعنف
أسوة بوالدية ويكون عنده نوبات غضب وألام نفسجمية .
فى بعض الأحيان يرفض الطفل الذهاب للمدرسة لأنه يريد البقاء فى البيت لحماية الأم
ويتدهور أداؤه الدراسي لعدم تركيزه بالمدرسة .
المراهقين الذكور يتعلموا العنف والتمرد ورفض القيود خاصة المدرسية وقد يلجأوا لشرب
الخمر والمخدرات لنسيان ما تعرضوا له فى البيت .
أما المراهقات بيكون الألم والحزن داخلي بينعزلوا عن أصدقائهم ويعانوا من الخوف والإكتئاب
وفقد الثقة بالذات وفي الحالات الشديدة محاولات الإنتحار وإيذاء النفس .
وعندما تكبر هذه المراهقة وتختار شريك حياتها ممكن أن تختار إنسان يسئ لها لأنها تعودت أن
تري والدها هكذا .
وعندما يكبر المراهق من الممكن أن يمارس العنف مع زوجتة لأنه تعلم هذا من والده وبالنسبة
له أصبح شئ مقبول .
يجب أن ننظر للعنف المنزلي بوعي وقلق وأن نرفض من يمارس هذا العنف ويكون هناك
برامج تثقيفية تصل لكل بيت في دولنا العربية تناقش هذه الظاهره وتنادي بوقفها لأن العنف
له تداعيات كبيرة على نفسية أطفالنا ومستقبلهم وبالتالي مستقبلنا كأمة . وإذا كنا نرفض
وجود العنف فى شوارعنا فيجب أن ننادي بعدم وجوده داخل بيوتنا اولا
وهذه مسؤلية المجتمع كله بأفراده وحكوماته .
مقالة منقولة من صفحة فيس بوك دكتورة هالة حماد ( DR.Hala Hammad )