كوني مثل هذه إلام أختاه
طفلة تبني ..
بيتا في الجنة ..!
لم تكمل الطفلة عامها الثالث.. تتلعثم بالحروف .. تقف خلف أمها وتشد فستانها قائلة.. أمي لم نبن اليوم قصراً في الجنة..
اعتقدت أنني سمعتها بالخطأ
إلا أن الفتاة كررتها.. ثم وقف إخوتها إلى جانبها وأخذوا يرددون ما قالته أختهم الصغيرة..
رأت الأم الفضول في عيني فابتسمت وقالت لي.. أتحبين أن تشاهدي كيف أبني قصراً في الجنة أنا وأبنائي؟
قلت.. نعم.. ووقفت أراقب ما سيفعلونه..
جلست الأم وجلس أولادها حولها.. أعمارهم تتراوح بين العاشرة إلى الثالثة.. جلسوا جميعهم مستعدين ومتحمسين..
بدأت الأم وبدأوا معها في قراءة سورة الإخلاص..
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴿1﴾ اللَّهُ الصَّمَدُ ﴿2﴾ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ﴿3﴾ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَد ﴿4﴾
ثم كرروها عشر مرات
وعندما انتهوا صرخوا بصوت واحد فرحين.. الحمد لله بنينا بيتاً في الجنة.
سألتهم الأم وماذا تريدون أن تضعوا في هذا القصر؟
رد الأطفال..
نريد كنوزاً يا أمي.. فبدءوا يرددون لا حول ولا قوة إلا بالله.. لا حول ولا قوة إلا بالله..
ثم عادت فسألتهم..؟
من منكم يريد أن يرد عليه الرسولﷺ السلام ويشرب من يده شربة لا يظمأ بعدها أبدا.ً
فشرعوا جميعهم يقولون.. اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد.. كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم إنك حميد مجيد.. وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد.. كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم إنك حميد مجيد.."
وتابعوا بعدها التسبيح والتكبير والتهليل.. ثم انفضوا كلٌ إلى عمله.. من مذاكرة دروس.. واللعب بالمكعبات..
فقلت لها.. كيف فعلتي ذلك؟
قالت..
أبنائي يحبون جلوسي بينهم ويفرحون عندما أجمعهم وأجلس وسطهم فأحببت استغلال ذلك بأن أعلمـهم وأعودهم على ذكر الله
فأحببت أن أنقل لهم هذه الأحاديث وأعلمها لهم بطريقة يمكن لعقلهم الصغير أن يفهمها..
فهم يروون القصور في برامج الأطفال ويتمنون أن يسكنوها.. ويشاهدون أبطال الكرتون وهم يتصارعون للحصول على الكنز.
وقررت أن أحصل لهم عليها بإذن الله.. وتعليمهم الطريقة الحقيقية للوصول إليها..
فلكل كنز خريطة ولكل قصر مفتاح..
هذه الأم ستثاب عندما يردد أحد أبنائها هذه الأذكار حتى بعد مماتها.. فهي لها صدقة جارية.. وﻷوﻻدها أفضل استثمار في الدنيا والآخرة..
ويا له من أسلوب تربوي إسلامي جميل