إن أسوأ ما يمكن ان نلحقه من أذى لأنفسنا هو عدم احتفاظنا بوعودنا للآخرين
لأن هذا سيجعل قيمتنا الانسانية امام الغير متدنية ، ونحن نعرف هذا
نعرف ان المنافق هو الذي إن وعد أخلف
ونشعر بهذا الصراع بداخلنا عندما لا نفي بوعودنا ونتهرب منها ، ونعرف اننا أشخاص سيئون
فكيف يستطيع الانسان ان يعيش مع فكرة انه انسان سيء ان لم يكن مقتنع بها ؟
أحيانا تكون نظرة الانسان الى نفسه وقيمته مشوهة ، فهو يعرف انه لن يفي بوعوده التي ضربها ، ويعرف ان هذا ما يفعله لأنه يعرف حقيقة نفسه وان اخفاها عن الغير ويحاول ان يخدعهم بإعطاء وعود يعرف تماما انها لن تتحقق
انه يريد ان يحصل على اعجاب الغير من خلال ما يعرف انه لا يستطيع تحقيقه من فضائل الأمور
لا نفي بوعودنا ، لأننا لا نفهم انفسنا ولا نعرفها جيدا ، ولا نعرف حدود طاقاتنا وحقيقة ما نقدر عليه وما لا نقدر
فلا مانع من ان نعتذر عن امر على ان نستمر في اعطاء وعود وهمية لا نستطيع انجازها
ان الوعود امر يعكسنا ، يعكس قيمتنا ومصداقيتنا
اننا حين نبر بوعودنا ، نشعر اننا كبارا ، نشعر اننا ثقة ، يسود داخلنا السلام حول حقيقة انفسنا
نشعر بجمال التكامل العاطفي بداخلنا ...اننا أشخاص جيدون
تتغير نظرتنا الى انفسنا ونثبت مصداقيتنا ، ونصبح اناس محترمين مقبولين من الغير
فإن طلب احد منا شيئا ، علينا ان ندرك اولا هل نستطيع ان نقوم به ؟
والأهم هل نريد ان نقوم بهذا المعروف ؟
قبل اعطاء كلمة والتي هي كالرصاصة التي لن تتوجه الاّ الى قيمة من أعطى الوعود
ليس من الضروري ان نظهر ما لا نستطيع ان نقوم به ، لمجرد ان نلفت النظر ونحصل على الاعجاب
فإننا ان لم نفي بما تعهدنا به سنحصل على احتقار الناس وازدرائهم بدل أعجابهم
فإعجاب الناس يتأتى بمدى مصداقيتنا
وقدرنا يتحقق بمدى ثقة الناس بنا
ونحصل على الراحة والايمان بأنفسنا بالسلام الداخلي والبعد عن النزاع القائم بين ما نستطيع فعله ، وما نريد ان نظهره
وليس في الاستمرار في إعطاء وعود مكسورة مرتبطة بنظرتنا المشوهة عن انفسنا