كم هي الأخطاء التي تصدر منك في خلوتك… وكم هي المعاصي التي تتورط فيها حينما تكون وحدك… وتفرح لحظتها وتشعر بالهدوء لأن أحدا لم يراك ولأن أنظار الخلائق لم تتتطلع عليك وترقبُك حتى لا تسقط منزلتك أماهم وتنسى هذه الآية:
{ألم يعلم بأن لله يرى**[العلق:14]
فإن كنت تعلم أنه يراك حق العلم فلم جعلته أهون الناظرين إليك.
** وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ**
مُعجزات مُدهشة ، صار البحر طريقاً , الله يتدخل أحياناً ، وإذا تدخَّل الله تنتهي كل مشاكلنا ، ولكن أنت اطلب منه موجباخ رحمته ، إذا فعلت موجبات رحمته أوجب ذلك أن يتدخَّل الله لصالحك ، وتوجد بعض الشواهد في حياتنا ، شيء لا يُحتمل صرفه الله عزَّ وجل من عنده ؛
** وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ** [البقرة:216]
في هذه الآية عدة حكم وأسرار ومصالح للعبد، فإن العبد إذا علم أن المكروه قد يأتي بالمحبوب، والمحبوب قد يأتي بالمكروه لم يأمن أن توافيه المضرة من جانب المسرة، ولم ييأس أن تأتيه المسرة من جانب المضرة؛ لعدم علمه بالعواقب فإن الله يعلم منها ما لا يعلمه العبد.
[ابن القيم]
أرض وقلب: {والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا**
فشبه سبحانه الوحي الذي أنزله من السماء على القلوب، بالماء الذي أنزله على الأرض بحصول الحياة بهذا وهذا؛ فالمؤمن إذا سمع القرآن وعقله وتدبره؛ بان أثره عليه، فشبه بالبلد الطيب الذي يمرع ويخصب ويحسن أثر المطر عليه؛ فينبت من كل زوج كريم، والمعرض عن الوحي عكسه.
[ابن القيم]
قال تعالى ** أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (*) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ (*) كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (*) ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ** [التكاثر: 1,4]
التكاثر في كل شيء .. فكل من شغله وألهاه التكاثر عن الله والدار الاخرة، فهو داخل فى حكم هذه الآية، فمن الناس من يلهيه التكاثر بالمال والولد ومنهم من يلهيه التكاثر بالجاه أو بالعلم، فيجمعه تكاثرًا وتفاخرًا ..
وتوعد الله سبحانه من ألهاه التكاثر وعيدًا مؤكدًا إذا عاين تكاثره هباءً منثورًا .. وعَلِمَ أن دنياه التي كاثر بها إنما كانت خدعًا وغرورًا، فوجد عاقبة تكاثره عليه لا له وخَسِرَ هنالك تكاثره وبدا له من الله ما لم يكن فى حسابه وصار تكاثره الذي شغله عن الله والدار الآخرة من أعظم أسباب عذابه ..
فَعُذِبَ بتكاثره في دنياه، ثمَّ عُذِبَ به في البرزخ، ثمَّ يُعَذَب به يوم القيامة ..
للخشوع في الصلاة:
إذا هممت بالصلاة فتذكر رؤية الله لك وسمعه لما ستقول وعلمه بما في قلبك ، قال تعالى:
{وتوكل على العزيز الرحيم*الذي يراك حين تقوم*وتقلبك في الساجدين*إنه هو السميع العليم**
[/center]