إبنتي الفاضلة نور العبادي، ولما الخوف من الحجامة؟ أليست سنة ومن هدي النبي صلى الله عليه وسلم ؟ والله سبحانه وتعالى يقول: وما آتاكم الرسول فخذوه ومانهاكم عنه فانتهوا،ويقول صلى الله عليه وسلم : إن كان في شيء مما تداوون به خير ففي الحجامة ـ السلسلة الصحيحة ـ 760 ، ويقول صلى الله عليه وسلم خير ما تدوايتم به الحجامة ـ السلسلة الصحيحة ـ 1053 ، وقال صلى الله عليه وسلم : ما مرت ليلة أسري بي بملأ من الملائكة إلا كلهم يقول لي: عليك يا محمد بالحجامة ـ السلسلة الصحيحة ـ 2236 ،وفي رواية أخرى يقول صلوات ربي وسلامه عليه : ما مررت ليلة أسري بي بملأ من الملائكة إلا قالوا يا محمد مر أمتك بالحجامة ـ صحيح الجامع ـ 5671 ، ألا تكفي أن تكون وصية من الملأ الأعلى للنبي صلى الله عليه وسلم وأمته ؟ بل أشجعك على عملها باستمرار كلما دعت الحاجة يا ابنتي ولا داعي للخوف ، ولكن أوصيك بالذهاب إلى طبيبة مختصة مرخصة بالحجامة ، تقولين إن الهيموقلوبين لديك 13,9 فهذا بالنسبة لنا جيد لعمل الحجامة، وليست العبرة في الحجامة بكثرة الدم أو بقلته ، ولكن العبرة بما نستهدفه من مواضع صحيحة ، والدم الكثير غير مرغوب في الحجامة إلا إن كان الشخص يعاني زيادة في الدم ، فمثل هذا لا يضر إن زاد عنده خروج الدم في الحجامة ، ولكن بالشكل الصحيح بلا إفراط أو تفريط ، ويمكن له أن يتبرع بالدم فهذا خير له ولصحته ، الحجامة عبارة عن تشطيبات سطحية يتم إستخراج الدم عن طريق الشعيرات الدموية الجلدية ، باستهداف المواضع الصحيحة لتنشيط الدورة الدموية وتحفيز المناعة ، وهي تعمل على بعض المواضع العصبية لإرسال الإشارات الكهروكيميائة ، والتي تؤثر من خلالها على مواضع الجسم المختلفة ، ولها مواضعها الخاصة على الجهاز العصبي المركزي وعلى الجهاز الغدي والجهاز الدوري والجهاز المناعي ، والحجامة تلعب دورا هاما ورئيسيا في عملية الموائمة النفسية، كما تقوم باستخراج الأخلاط الضارة من الجسم وكريات الدم الهرمة التي تعرقل حركة الدم الفتية في الجسم، فيتسبب منها الكثير من الأمراض.
وفقك الله وحفظك ، احترامي وتقديري للأخ الحبيب الأستاذ ابن سينا ، وجميع الأخوة والأخوات الكرام.