💫 جور ستين سنة خير من هرج ساعة 💫
تأمل هذا الكلام العظيم ، قد قرّر العلامة الطرطوشي المالكي(544هـ) هذا الأمر موضحاً حال الرعية بلا إمام أوحالهم مع ضعف الإمام.
فقال رحمه الله:”
✔ومثالُ السلطان القاهر لرعيته، ورعيةٍ بلا سلطان, مثالُ بيتٍ فيه سراجٌ منير وحوله قيامٌ من الناس يُعالجون صنائعهم، فبينما هم كذلك إذْ طفئ السراجُ فقبضوا أيديهم في الوقت, وتعطّل جميعُ ما كانوا فيه, فتحرّك الحيوان الشّرير وتخشخش الهوامُ الخسيس, فدبَّت العقرب من مكمنها, وفسَقَت الفأرة من جُحرها, وخرجت الحية من مَعدِنها، وجاء اللص بحيلته, وهاج البرغوثُ مع حقارته, فتعطّلت المنافع واستطالت فيهم المضار.
✔كذلك السلطان إذا كان قاهراً لرعيته وكانت المنفعة به عامة, وكانت الدماء به في أَهَبها مَحْقُونة, والحُرُمُ في خدورهنَّ مصونة, والأسواق عامرة, والأموال محروسة, والحيوان الفاضل ظاهر, والمرافق حاصلة, والحيوان الشرير من أهل الفسوق, والدعارة خامل, فإذا اختلَّ أمر السلطان دخل الفساد على الجميع,
✔ولو جُعل ظلم السلطان حولاً في كِفّة كان هرجُ الناس ساعة أرجحَ وأعظمَ من ظلم السلطان حولاً, وكيف لا، وفي زوال السلطان أو ضعف شوكته سُوق أهل الشر, ومكسب الأجناد, ونفاق أهل العيارة والسوقة واللصوص والمناهبة.
قال الفضيل(187هـ):
✔جور ستين سنة خير من هرج ساعة.
✔ ولا يتمنّى زوال السلطان إلاّ جاهل مغرور أو فاسق يتمنّى كلَّ محذور”.انتهى كلام الطرطوشي رحمه الله.
✔رحمة الله على الطرطوشي وكأنّه يعيش في عصرنا ويعرف ما حلَّ بنا
✔فإنّك لو طابقت هذا التقرير الذي قرره الطرطوشي على الواقع المعاصر في بعض الدول لوجدته مطابقاً له تماماً, وإنما أدرك ذلك العلماء الربانيون لتمسّكهم بالسنة وفهم سلف الأمة, ومراعاتهم للقواعد الشرعية والمقاصد الجلية المرعية, فتبين لهم ما لم يتبيّن لغيرهم ممّن لم يرفع بالسنة رأساً ولم يُراع قدر فهم السلف الصالح من الصحابة ومن تبعهم بإحسان.