قال تعالى ** وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون **
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمة الله - : فأمر الله سبحانه الرجال والنساء بالغض من الصبر وحفظ الفروج .. , وأمر النساء خصوصاً بالإستتار وأن لا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن ( أزواجهم ) ومن أستثناه الله تعالى في الآية [ التفسير الكبير - 343/5 ]
قال ابن عطية - رحمة الله - : ويظهر لي بحكم ألفاط الآية أن المرأة مأمورة بالأ تبدي وأن تجتهد في الإخفاء لكل ماهو زينة [ المحرر الوجيز - 488/10 ]
قال ابن كثير - رحمة الله - : لا يظهرن شيئا من الزينة للأجانب ، إلا ما لا يمكن إخفاؤه . [ تفسير ابن كثير / ص46]
قال شيخ الأسلام ابن تيمية - رحمة الله - : الفارق بين لباس الرجل والنساء يعود الى ما يصلح للرجال , ومايصلح للنساء وهو مايناسب مايؤمر به الرجال ومايتمر به النساء ; فالنساء مأمرات بالأستتار والأحتجاب , دون التبرج والظهور , ولهذا لم يشرع لها رفع الصوت في الأذان , ولا التلبية , ولا الصعود الى الصفا والمروة ولا التجرد في الإحرام كما يتجرد الرجل [ مجموع الفتاوي - 148/22]
وقال أيضاً : أما المرأة فإنها لم تنه عن شيء من اللباس لأنها مأمورة بالأستتار والأحتجاب فلا يشرع لها ضد ذالك [ مجموع الفتاوي - 149/22]
---
قال تعالى ** ولباس التقوى ذلك خير ** [سورة الأعراف:26]
قال قتادة والسدي : لباس التقوى هو الإيمان . وقال الحسن : هو الحياء لأنه يبعث على التقوى . [ تفسير البغوي - ص223]
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي - رحمة الله - : فإن لباس التقوى يستمر مع العبد ولا يبلى ولا يبيد , وهو جمال القلب والروح واما اللبس الظاهري فغايته أن يستر عورة الظاهرة وفي وقت من الأوقات. [ تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان - 103/2]
قال السيد قطب - رحمة الله - : يستر عورات القلب ويزينه وذالك يستر عورات الجسم ويزينه , وهما متلازمان فعن شعور التقوى لله والحياء منه ينبثق الشعور بإستقباح عري الجسد والحياء منه. [ في ظلال القرآن - 1278/3]
----
قال تعالى ** ياأيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما ** [سورة الأحزاب:59]
قال الشيخ عادل الحمد - حفظة الله - : استدل العلماء بهذا الآية على وجوب ستر المرأة لجميع بدنها , وأخذوا من ذالك من أمرهُ سبحانه وتعالى لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم وبناته ونساء المؤمنين بإدناء الجلابيب عليهن والجلباب كما مر بنا هو اللباس الذي يغطي البدن. [ تربية المرأة على الستر / ص27]
قال الإمام البقاعي : ** يدنين ** أي : يقربن ** عليهن ** أي: على وجوههن وجميع ابدانهن , فلا يدعن شيئاً منها مكشوفا{ من جلابيبهن ** ولا يتبهن بالإماء في لباسهن اذا خرجن لحاجتهن بكشف الشعور ونحوها , ظناً أن ذالك أخفى لهن وأستر . [نظر الدرر - 412/15]
قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي - رحمة الله - : وفي الآية الكريمة قرينة واضحة على أن قولهِ تعالى فيها: ** يدنين عليهن من جلابيبهن ** يدخل في معناه ستر وجوههن بإدناء جلابيبهنٌ عليها , والقرينة المذكورة هي قوله تعالى ** قل لأزواجك ** ووجوب الأحتجاب أزواجه وسترهن وجوههن , لا نزاع فيه بين المسلمين فذكر الأزواج مع البناء ونساء المؤمنين يدل على وجوب ستر الوجوه بإدناء الجلابيب كما ترى [ أضواء البيان - 586/6]
-----
قال النبي صلى الله عليه وسلم ( صنفان من أهل النار لم أرهما. ..... ونساء كاسيات عاريات، مميلات مائلات، رؤسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها. وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ) رواه أحمد ومسلم في الصحيح .
قال المازري : كاسيات يكشفن بعض جسدنهم ويسدلن الخمر من ورائهن فتنكشف صدورهن فهن كاسيات بمنزلة العاريات , إذ كن لا يستر لباسهن جميع اجسادهن. [المعلم بفوائد المسلم - 204/3]
قال الإمام النووي - رحمة الله - : أما الكاسيات ففيه أوجهـه... والثالث: تكشف شيئاً من بدنها إظهاراً لجمالها , فهن كاسيات عاريات. [ شرح صحيح مسلم - 190/17]
قال أبن عبدالبر - رحمة الله - : واما معنى قوله " كاسيات عاريات " فإنهُ أراد اللواتي يلبسن من الثياب الشيء الخفيف الذي يصف ولا يستر. [ التمهيد - 204/12]
قال ابو الوليد الباجي - رحمة الله - : يحتمل عندي والله أعلم أن يكون ذالك لمعنين أحداهما : ... أن يراد به الثوب الرقيق الصفيق الذي لا يستر الأعضاء بل يبدو حجمها. [المنتقى - 311/9]
قال ابو العباس القرطبي - رحمة الله - : وقيل في هاذا قولان أحداهما : أنهن كاسيات بلباس الأثواب الرقائق الرفيعة التي لا تستر منهن حجم عورة , او تبدي من محاسنها ما لا يحل لها أن تبديه , كما تفعل البغايا المشتهرات بالفسق. [ المفهم لمن اشتكل من تلخيص كتاب مسلم - 449/5]
قال ابو عبدالله القرطبي - رحمة الله - : أمر الله سبحانه جميع النساء بالستر وأن ذالك لا يكون إلا بما يصف جلدها إلا اذا كانت مع زوجها فلها أن تلبس ما شاءت لأن له ان يستمتع بها كيف شاء . [ الجامع لأحكام القرآن - 243/14]
قال شيخ الأسلام ابن تيمية - رحمة الله - : وقد فسر قوله " كاسيات عاريات " بأن تكتسي مالا يسترها فهي كاسية وهي في الحقيقة عارية , مثل من تكتسي الثوب الرقيق الذي يصف بشرتها أو الثوب الضيق الذي يبدي تقاطيع خلقها مثل عجيزتها وساعدها ونحو ذالك, وإنما كسوة المرأة ما لا يسترها فهي لا يبدي جسمها ولا حجم أعضائها , لكونه كثيفاً واسعاً. [ مجموع الفتاوي - 146/22]
قال الشيخ أحمد عبد الرحمن البنا - رحمة الله - : ثوب المرأة إما ان يكون كثيفاً أي غليظاً ضيقاً يصف تقاسم جسم المرأة وإما أن يكون رقيقاً يصف لون بشرتها, وكلاهما غير جائز والمطلوب أن يكون ثوب المرأة الظاهر أمام الناس واسعاُ كثيفاً لا يصف جسمها ولا بشرة. [ بلوغ الأماني من أسرار الفتح الرباني - 301/17]
----
جاء في حديث أسامة بن زيد - رضى الله عنه - أنهُ قال : كساني رسول الله صلى الله عليه وسلم قبطية كثيفة كانت مما أهدى له دحية الكلبي فكسوتها إمرأتي, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مالك لا تلبس القبطية؟ فقلت : يا رسول الله كسوتها إمراتي. فقال: ( ما مرها ان تجعل تحتها غلالة, فإني أخاف أن تصف حجم عظمها )
والغلالة هي : ثوب رقيق يلبس تحت ثوب صفيق [ فقه اللغة ص267 للثعالبي ]
قال الدكتور عبدالكريم الزيدان : فهاذا نص صريح في أن المحذور من هذه القبطية كونها تصف حجم الجسم وأعضائه, لا أنها تكشف لونه كما هو الشأن في الثياب الرقيقة. [ المفصل في أحكام المرأة - 331/3]
قال الألباني - رحمة الله - : فقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بأن تجعل المرأة تحت القبطية غلاله ليمنع بها وصف بدنها والأمر يفيد الوجوب كما تقرر في الأصول. [ جلباب المرأة المسلمة 131 ]
قال ابو الوليد الباجي - رحمة الله - : إذا اشدها عليها ظهر عجزها , ومعنى ذالك أنه لضيقه يصف أعضاءها , وعجزها وغيرها مما شرع الله ستره والله أعلم وأحكم. [ المنتقى - 311/9]
قال القرافي : ومن المحرم على النساء دون الرجال الذي يصف من الثياب , لقولهِ عليه السلام: ونساء كاسيات عاريات. [ الذخيرة في فروع المالكية - 389-10]