كلماتي هذه أول مرة أسطرها ليقرأها الناس
ذات مساء
1
كنت أتصفح صحيفتي اليومية والمفضلة عندي
لشد ماأعجبني جرأة كتابها وتحررهم من العادات والتقاليد البغيضة بل ومحاربتهم للتشدد والمتشددين
كنت احتفظ بقصاصات الجريدة في البوم وكنت أدبج المقالات بتعليقاتي القوية والتي لاتقل في قوة هجومها عن أولئك الكتاب الأشاوس
من قال ان الدين كبت للحريات كبت للفكر
من قال ان الدين سيطرة الرجل على المرأة
من قال أن الدين إلزامي لكل الناس ( لكم دينكم ولي دين )
دائما أشعر بالراحة ان تخلصت من الدراسة في الوزارة وانطلقت الى رحاب الجامعة حيث اتسعت مساحة الحرية
واختفت مومياءات المصلى والدين
هذا حرام
وهذا من الكبائر
أف أف ان تذكر تلك الأفواه والوجوه المشوهة يبعث فيني القشعريرة والغثيان
اطلعت تلك الليلة على مقالات متفرقة وقرأت مقالا دينيا عن حد الحرابة وكان الكاتب من أولئك المشوهين
كرهت كل ماكتب وبدون مقدمات ولكن استوقفني تعليق ساخر جميل لأحد القراء قال فيه :
( قبل أن تقطعوا أيديهم وأرجلهم من خلاف _ يقصد قطاع الطرق _ هل فكرتم لماذا لجئوا الى السرقة ثم كيف تقطعون أيديهم وأرجلهم وتطلبون منهم أن يتوبوا
الى متى أحكام بالية من 14 قرنا تبقى حتى زماننا هذا .....
التوقيع مقهور من القضاء )
أعجبني تعليقه وسارعت على الفور لتأييده وكتبت :
( الاخ مقهور من القضاء صاحب تعليق رقم .... :
لافض فوك
أنا أؤيد كلامك وأويد قشع القضاء وعلى الطريق الهيئة
ياناس تعبنا من الرقابة والتدخل في حريات الآخرين
التوقيع: طالبة الحرية )
ذات مساء
2
كنت أتابع فيلما لبطلي المفضل لقد كان قاطع طريق مع شلة من المجرمين
ومن أحداث القصة انه اختطف فتاة كانت مسافرة بسيارتها ( كنت أقول وأنا أراها تقود السيارة العقبى لنا حين يأتي يوم التحرر من الأوغاد )
وقعت قصة حب عنيفة بين البطلين لكنها لم تنته نهاية موفقة حيث أصرت البطلة أن تعاقب خاطفها المغتصب بهجره
يالها من حمقاء
أجمل مافي القصة أن المحكمة لم تحكم على البطل بحد هؤلاء المشوهين الذين يرون التقطيع دون النظر في معاناة هؤلاء
ذات مساء
3
بشرتني والدتي ان والدي قد وافق ان نقضي الإجازة في مدينة ..... وأمرتنا بالاستعداد لان السفر سيكون في الغد
كان من المقرر أن ننطلق صباحا ولكننا تأخرنا لبعض الطوارئ أراد والدي إلغاء السفر أو تأجيله لكننا انطلقنا في وجهه كالعاصفة
كان الوقت عصرا وكنت أودع مدينتي وأتأمل كل شيء حولي أشعلت مسجلي الصغير ذو السماعتين على موسيقى هادئة تضيف الجمال والمتعة والاسترخاء لجو السفر أقبل الليل ونحن في الطريق بدأت سيارتنا تتمايل في الطريق تعب والدي أوقفته والدتي وأبى أن يتوقف لقد كان يخاف التوقف ليلا
طلبت منه ان أكمل عنه القيادة ريثما يأخذ غفوة لقد كنا أربع بنات وولد والولد عمره 10 سنوات
أعطتني والدتي شماغ والدي لأضعه على رأسي فألقيته بهدوء ماأقبح التفرقة
ثم شعرت بالرغبة في قضاء الحاجة فأخذت طريقا جانبيا وابتعدت عن الخط السريع
نزلت من السيارة ووالدي في غفوة ثقيلة وأمي يكاد يلتهمها الرعب وأنا قد أظهرت كل الشجاعة والقوة فما فرق البنت عن الولد
وماهي الا لحظات وثلاثة رجال يهاجموننا
قيدونا وكمموا أفواهنا بسرعة فزع والدي وحاول المقاومة لكنه في كل مرة يتحرك يفاجأ بالركل أو الرفس فتشوا السيارة وأخذوا كل مامعنا من مال
حانت من احدهم التفاتة إلي ولم يكن على وجهي ولا شعري المنسدل أي غطاء حيث سقط أثناء التقييد
ابتسم بخبث وظهرت في عينيه علامة كريهة
أشار الى زميليه وتضاحكوا وأقبلوا نحوي
قال الشاب : بنت بنوت
وحدث شبه تنازع في من يكون ......
أصرخ أقاوم أنظر الى والدي الذي يحاول الحركة بجميع قواه فيعود أحدهم اليه ليركله ويحكم وثاقه ففقد الوعي وأمي لاأدري اين هي
ما هي الا لحظات حين أراد احدهم إلقائي الى الأرض تذكرت كلمة طالما سمعتها فرددتها بصعوبة بالغة : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ماخلق وإذا بسيارة جيب كبيرة مقبلة قد تعالت أصوات منبهاتها
تركني الرجل فوقعت أرضا فاقدة الوعي لاأدري بعدها ماحدث
استيقظت لاأدري أين أنا ولا أدري ماحدث اذا بي في مستشفى والممرضة بجانبي قلت لها اين انا ثم تذكرت الأحداث وبدأت أصرخ ودموعي تسح سحا
أبكي وأصرخ حضرت الطبيبة أمسكتني وأنا اصرخ بكل قوتي وأرادت إعطائي إبرة مهدئة فضربت يدها ونزلت من السرير أجري فاستوقفتني الممرضات واجتمع الأطباء حولي
وصرخت : لقد اعتدوا علي
أين أبي أين امي
هل قتلوهم
أنا الآن مجنونة
أعطوني الإبرة وقالت لي الطبيبة ياأختي لم يعتد عليك أحد
: انت كاذبة
: أقسم لك بالله أنك سليمة 100 % .. لقد أنقذكم بعض الشباب الطيب وأنت وجميع اهلك بخير
: كاذبة كاذبة
أين امي
أين ابي
أين أخوتي
: كلهم هنا في المستشفى وإذا هدأت سآخذك لزيارتهم جميعا
: الآن خذيني الآن روحي ستخرج من صدري وضعوني على الكرسي المتحرك وأنا أصرخ صراخا مكتوما
: اقتربنا من الوالدة اهدئي حتى لاتزيدي تعبها وأخذتني للحمام وطلبت مني ان أغسل وجهي وأقول : لاحول ولا قوة الا بالله
دخلت على أمي وألقيت بنفسي عليها وانا أبكي وهي تردد في صوت فيه اعياء الحمدلله على السلامة ياهناء
الحمدلله يابنتي على السلامة وتبكي
: أمي هل كلكم بخير
: نعم والحمدلله
: دكتورة أريد ان أرى والدي
: حسنا سآخذك الى والدك وعلى الطريق ستسلمين على إخوتك الصغار
مررت على إخوتي انطلق أخي ماجد إلي واحتضنني بكل قوته وهو يبكي بصوت عال : الحمد لله لم تموتي . خفت أسأل عنك ويقولون ماتت
حاولت ان اتركه لرؤية والدي ولكنه رفض أن يبعد يديه المتشبثة بي بكل قوة وهو يرتجف ويبكي
قالت لي الطبيبة : ياليت تقرئين عليه سورة الفاتحة والصمد والمعوذتين حتى يطمئن
بدأت في القراءة وأخذتني رعدة شديدة واختناق من شدة البكاء وكلما توقفت قالت لي أكملي فلم استطع قرأت الطبيبة بصوتها الندي الفاتحة وآية الكرسي وبعض السور وشعرت بشيء من الاسترخاء مع تشتت شديد
ثم قال ماجد : هناء لاتقودي السيارة مرة أخرى إنا الرجل وسأكبر وأتعلم القيادة وأساعد أبي
أنا احبك وأخاف عليك ثم احتضنني بكل قوته
استأذنت من ماجد واخواتي الصغيرات لزيارة ابي
أخذتني الطبيبة كانت منقبة وانا كاشفة كل شيء ليس علي الا لباس المستشفى
كنت اسمع صوتها وهي تدعو لي ولأهلي وتذكر الله
وحينما وصلنا لأحد الأجنحة دخلت بي مكان منعزل وقالت المكان هنا خاص ويحتاج لباس معين لان المرضى هنا ضعيفي المناعة وبالطبع الوالد بخير لكن لم نجد له سرير الا هنا والدخول تقريبا ممنوع لكني سأجعلك ترين الوالد ثم تهاتفينه بالهاتف من غرفتك
أطليت براسي من النافذة ورأيت أبي تحت الأجهزة فسقطت أرضا فالتقفتني الطبيبة وممرضتين لاأدري من أين جاءا نظرت الى الطبيبة لقد كانت تتحدث باستبشار وطلاقة
قلت : ماهذه الأجهزة
هل حالته خطيرة
: إطلاقا ولكن فقط لتعديل ضغط الدم المرتفع
: أريد ان اكلمه من الهاتف
: بكل سرور
: عندها اطمأننت قليلا
ذهبنا الى أحد الأجنحة وإذا بها تدخلني غرفة وأجد فيها والدتي وإخوتي وبعض قريباتي حضرن للاطمئنان علينا محملين بالورود والهدايا للجميع
ووجوههم تعلوها ابتسامات تغالب الدموع والجميع يذكر الله ويحمده
قامت الوالدة لتصلي
ياألله أنا لم أصلي من ساعة الحادث
طلبت من الطبيبة ان اصلي فابتسمت كانت قد كشفت وجهها بيننا فقد كنا جميع نساء
أخذتني الممرضة فتوضأت وسألت أي صلاة الآن قالت النسوة العصر
كبرت للصلاة ورن جهاز هاتف قريب سمعت بعض الهمس
وحين أنهيت صلاتي قالت الطبيبة : لقد كان والدك على الخط وأنت تصلين وسيتصل في وقت قريب لأنه بحاجة للراحة ولم أشأ ان اجعله ينتظر
أطرقت برأسي ثم شعرت بنعاس شديد ولم اعد اشعر بشيء
مر الوقت بطيئا ولم استطع التحدث الى والدي
قالوا لي يحتاج لراحة شديدة ومنومات حتى لايتأثر والأفضل له ألا يستيقظ كثيرا
خرجنا من المستشفى وحضرت لزيارتنا احدى قريباتنا المتدينات وجلست تحدثنا حديثا جميلا عن سعة فضل الله
حضر أعمامي الثلاثة وأخوالي وجلسوا معي طويلا وهم يحاولون الترفيه عني بكل الطرق
عمي أحمد أقرب أعمامي لي وأصغرهم سنا كان اكثرهم في الزيارات وكان يأخذنا لنتمشى في اماكن قريبة
كان يرفه عنا بكل الطرق
وذات مســـــــــاء
4
جاءني عمي احمد واستأذن ودخل غرفتي واحتضنني وبكى
: هل مات والدي ؟
: الحمدلله على قضائه وقدره
: قتله المجرمون
أين الدولة من هؤلاء
أين الشرطة
لاتقل ان روح والدي وصحة أمي وصحتي ذهبت هدرا
: من قال ذلك لقد أمسكتهم الشرطة وسيقاضون باذن الله وسيطبق عليهم حد الحرابة
: ماذا ؟ أووووووووووووه ؟؟
أنا السبب أنا السبب
يارب لماذا
لماذا تحاسب والدي بخطيئتي
: اهدئي ياهناء
وشرع عمي في قراءة القرآن
هناء انت قوية حاولي ان تتماسكي من اجل والدتك وإخوتك
لقد مضى والدك لرب كريم ونرجو له الجنة
ان حياة شهداء المؤمنين أفضل من الدنيا وما حوت
وإنا لنرجو لوالدك مراتب الشهداء ان شاء الله لقد مات دون ا ا ا ا دون ا ا ا
دون ماله
: تقصد دون عرضه !!
: كليهما
جلس معي عمي احمد جلسة طويلة ولم يكد يغادرني الا وقت النوم فقط
بدأت حياتي تتغير
حد الحرابة !!! ؟؟؟
رجعت الى قصاصاتي
وقرأت :
( قبل أن تقطعوا أيديهم وأرجلهم من خلاف _ يقصد قطاع الطرق _ هل فكرتم لماذا لجئوا الى السرقة ثم كيف تقطعون أيديهم وأرجلهم وتطلبون منهم أن يتوبوا
الى متى أحكام بالية من 14 قرنا تبقى حتى زماننا هذا .....
التوقيع مقهور من القضاء )
( الأخ مقهور من القضاء صاحب تعليق رقم .... :
لافض فوك
أنا أؤيد كلامك وأويد قشع القضاء وعلى الطريق الهيئة
ياناس تعبنا من الرقابة والتدخل في حريات الآخرين
التوقيع: طالبة الحرية )
وبدأ شريط الذكريات
الاستهزاء بالدين
السفور
وفجأة تذكرت جزءا من ذلك المساء المرعب
لقد كادوا ينهشونني لولا ان الله ألهمني : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ماخلق
أحسست بقلبي سوف يغادر صدري فزعت الى الوضوء والصلاة كما وصاني عمي أحمد
الهي ياغافر الذنب ياقابل التوب
يارحمن يارحيم
اقبلني فقد علمت ان لاملجأ ولا منجا منك الا إليك
أذنبت فحلمت
تماديت فأمهلت
فاقبلني في حياض التوبة وصفوف التائبين
اللهم اجعل عظيم جرمي في عظيم عفوك إني تبت إليك فاقبلني ولا تجعلني من القانطين واغفر لوالدي مغفرة ترفعه بها الى عليين
غفوت بعد الصلاة: رأيت والدي عليه ثياب بيضاء ويبتسم فاحتضنته
: كيف حالك ياابي
: ..........
: الحمد لله انك لم تمت
: ..................
استيقظت من غفوتي ودموعي تبلل وجهي
جددت وضوئي وصليت ودعوت لوالدي وبكيت
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,,,
الهي لاتعذبنــــــــــــــــــي فاني
مقر بالذي قد كان منـــــــــــــي
ومالي حيلة الا رجائـــــــــــــي
وعفوك ان عفوت وحسن ظني
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,,,,,
لقد أراد الله بي خيرا :
· السيارة الكبيرة التي جعل الله إنقاذنا على يديهم مجموعة من الشباب المتدين المسافرين لأداء العمرة عملوا كل مابإيديهم لإنقاذنا وهم الذين امسكوا بأحد الجناة وسلموه للشرطة وتابعونا مع الإسعاف للمستشفى وتابعوا أحوالنا حتى هذه اللحظة
· عرفت قدر ديني ومقدار تفاهة محاربي الدين والشريعة
· تعلمت ان أقول أذكاري في الصباح والمساء
· الطبيبة التي تحملت الكثير من أجلي كانت في كامل حجابها وسترها
· كانت حالة والدي حرجة من البداية وكان في غيبوبة ولكنهم أخفوا ذلك عني مراعاة لنفسيتي المنهارة ولعل الموت أفضل له من الحياة بعد تلك الذكرى الأليمة ( اللهم ارحمه ..اللهم اغفر له )
· تزوجت من طالب علم من طلاب الشيخ ابن عثيمين عليه رحمة الله
· كبر ماجد وأصبح مكان والدي
· كثير من أحداث القصة لاأذكر ها ولكن رواها من حولي لي وخصوصا تلك التي في المستشفى
· لاتحلو الحيـــــــــــــــــاة الا بالله ومع الله
· شيء مهم : قتل الثلاثة حرابة أراد الله ان يعلمني أنني محتاجة الى شرعه وانه هو الغني الحميد
· أحداث مريرة لو لم تحدث لاستمريت في كفري وضلالي وشقائي ( عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لاتعلمون )
كلماتي هذه أول مرة أسطرها ليقرأها الناس في هذا المنتدى المبارك عل من يقرأ يعلم قدر ربه وقدر شريعته الكاملة الصالحة لكل زمان ومكان
فتقبلوا مني ولاتنسوا موتى المسلمين من صالح دعائكم