( لا شكّ أن المخلوقات غير العاقلة والجمادات أصبحت أكثر عاطفة من الإنسان.....)
هكذا فكّرت ..عندما عدت للمنتدى بعد غياب ووجدته على وفائه لأصدقائه
هكذا فكّرت .. عندما عدت لمكتبي بعد غياب ووجدت الأشياء على وفائها
بغضّ النظر عن تعاقب كثير من البشر الذين اختلفوا واختلف منسوب وفائهم ونبلهم
فالاختلاف يحدث في الأشخاص ..والأشياء تبقى على وفائها .
وهكذا أفكّر الآن ... وأنا أقرأ قصة المرأة التي قامت بعمليات تجميل كثيرة لتصبح لها ملامح قطتها.
لم أفكّر بالأسباب التي تدفع حوّاء اليوم الى القيام بعمليات التجميل والتشبّه بالممثلات وعارضات الأزياء فكل هذا بعيدا عن المفهوم الديني والأخلاقي أصبح مفهوما ،
بل فكّرت بتلك المرأة التي لم تختر التشبّه ب جوليا روبيرز أو أنجلينا جولي ولا ب نانسي أو هيفاء.
جذور المأساة .....أن المرأة نذرت مشاعرها ورغباتها وعاطفتها ..رهنا لقطّة ، استعاضت فيها عن الرجل الذي من المؤكّد خيّب آمالها .
تلك المرأة فعلت ما تشعر أنه صواب ،ربما ، للفت الأنظار ، وربما نكاية بالرجل الذي طعنها وغدر فيها ، فهي لا تأبه أن تعجبه بشكلها ، وإنّما .. أن تعلن انتماءها للإحسان والطيبة والوفاء والإخلاص ، لتتوحّد مع مخلوقات بريئة .
فالقطط مخلوقات وديعة ... تتذكّر الإحسان وتتمتّع بالوفاء ..
تجلس في حضنك ان كنت مريضا.. وتداعبك ان كنت تشعر بالملل ،
تبادلك المحبة والمشاعر الحنونة ... وفي خريرها تسمع أعذب كلمات الحب والدفء
ولا تفكّر بالانتقام مهما أسأت إليها ، بل تكتفي ان تبتعد بأقصى سرعة عن مواطن الخطر والإيذاء مستعيذة بالله من غدر البشر ،
وقد تعود الى مواطن تركتها بحثا عن المحبة والوفاء ، وليس بحثا عن الانتقام ، الذي لا يجلب لصاحبه الاّ ما تجلبه المياه المالحة لشخص يموت عطشا ، والقطط لا تشرب المياه المالحة .
والقطط ....أيضا....مخلوقات ذكية ، تختلف عن غباء النحلة التي تستشيط غضبا ، فتنشب ابرتها لتسمم من تشعر أنه يهدّد أمانها
ثم تفقد إبرتها ، مصدر قوتها ، وتعيش بحالة شلل دائم .
القطة لا تستطيع ردّ عضّة كلب غادرة بنفس طريقته ، فلو طبّقنا مبدأ العين بالعين لأضحى العالم بلا عيون ..والقطة لا تريد ان تفقد عيونها ....ولا تستطيع أن تشتكي على الكلب اللصّ ليُحاسب على قطعة اللحم التي سرقها منها ... وانما قد تتحول الى قطة شرسة تنشب مخالبها في لحمه إن تعرضت للخيانة أو تعرض صغارها للإيذاء .
تشبه المرأة القطة في حاجتها الى الحنان والمحبة والإحسان
تشبه المرأة القطة في قدرتها على لعق جراحها ومداواة جروحها بنفسها
تشبه المرأة القطة ..في شراستها عندما ينعدم الإحسان والضمير ونبل التعامل ...
تشبه المرأة القطة ..في تحملها للمسؤولية وخوفها على ابنائها وتضحيتها من أجلهم ....
تشبه المرأة القطة ..في كونها عندما تتنمّر .. تصبح خارج السيطرة والإقناع
وربما المرأة في عصرنا الحاضر ..أصبحت تشعر أن القطط تُعامل بطريقة أحسن من الطريقة التي تُعامل بها
فتوحّدت معها في سوق القطط لتأمن أذى البشر ....
لا زلت لم أعرف بعد الكائن الذي يفضحه لسانه وقلمه فيعترف فورا ويدوّن كل ما يشعر به لحظة توحي له الصور والكلمات ....لأتضامن معه .... أنا شخصيا !
التعديل الأخير تم بواسطة فاديا ; 10-04-2012 الساعة 09:21 AM.
شكرا مشرفتنا مساء الحياة على الطرح الجميل
وأعتقد أن ما دفع هده الفتاة إلى التشبه بالقطة ( هو الفراغ الديني وعدم الشعور بالإنتماء الأسري ) في ظل مجتمع غير مسلم ,,, اللهم أدم علينا نعمـــة الإسلام