الأخت المكرمة ( سفانة ) حفظها الله ورعاها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
المسألة فيها خلاف بين أهل العلم ، والصحيح أنه يجوز للحائض والنفساء أن تقرأ القرآن للضرورة وبحائل ، وهذا ما عليه علماء المملكة العربية السعودية كالعلامة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز ، والعلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ، والعلامة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين ، وقد فصلت في هذه المسألة في كتابي تحت عنوان ( فتح الحق المبين في أحكام رقى الصرع والسحر والعين ) ، تحت عنوان ( حكم الرقية على النفساء والحائض ، وحكم الرقية لها ) ، وقد ذكرت بعض الأسئلة التي قد تخطر ببال المرأة في مثل تلك المواضع ، فمنها :
* هل يجوز رقية الحائض والنفساء ؟؟؟
* وهل يجوز رقية الحائض لغيرها من الأخوات المسلمات ؟؟؟
أما بالنسبة للمعالج فلا بد له من توفر الطهارة من الحدث الأكبر ، ولا يجوز له أن يقرأ حرفا واحدا من القرآن وهو على جنابة ، أما بالنسبة للمريض فالأكمل أن يكون طاهرا أيضا ، ولكنه ولدواعي الضرورة فلا يرى بأسا برقية الحائض والنفساء بسبب الإيذاء والضرر الشديد الذي قد ينالها نتيجة ذلك المرض ، وهذا ما ذهب إليه أهل العلم بخصوص هذه المسألة 0
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - : ( وأما قراءة الجنب والحائض للقرآن فللعلماء فيه ثلاثة أقوال :
* قيل : يجوز لهذا ولهذا 0 وهو مذهب أبي حنيفة والمشهور من مذهب الشافعي وأحمد 0
* وقيل : لا يجوز للجنب ، ويجوز للحائض 0 إما مطلقاً ، أو إذا خافت النسيان 0 وهو مذهب مالك 0 وقول في مذهب أحمد وغيره 0 فإن قراءة الحائض القرآن لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه شيء غير الحديث المروي عن اسماعيل بن عياش عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر " لا تقرأ الحائض ولا الجنب من القرآن شيئاً " ( ضعيف الجامع 6364 ) رواه أبو داود وغيره 0 وهو حديث ضعيف باتفاق أهل المعرفة بالحديث 0
واسماعيل بن عياش ما يرويه عن الحجازيين أحاديث ضعيفة ؛ بخلاف روايته عن الشاميين ، ولم يرو هذا عن نافع أحد من الثقات ، ومعلوم أن النساء كن يحضن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكن ينههن عن قراءة القرآن 0 كما لم يكن ينههن عن الذكر والدعاء بل أمر الحيّض أن يخرجن يوم العيد ، فيكبرون بتكبير المسلمين 0 وأمر الحائض أن تقضي المناسك كلها إلا الطواف بالبيت : تلبي وهي حائض ، وكذلك بمزدلفة ومنى ، وغير ذلك من المشاعر 0
فعلم أن الحائض يرخص لها فيما لا يرخص للجنب فيه ؛ لأجل العذر 0 وإن كانت عدتها أغلظ ، فكذلك قراءة القرآن لم ينهها الشارع عن ذلك ) ( مجموع الفتاوى - 21 / 459 ، 460 ) 0
قلت : يتبين من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية -– رحمه الله - جواز قراءة القرآن للحائض دون الجنب ، وهو الراجح من أقوال أهل العلم ، فإن كان يجوز لها قراءة القرآن دون مس المصحف ، فمن باب أولى أن ترقى بالرقية الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة ، خاصة إذا دعت الحاجة لذلك وابتليت بمرض من الأمراض التي تصيب النفس البشرية من صرع أو سحر أو عين ، والله تعالى أعلم 0
سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين - حفظه الله - عن جواز رقية المريض والجنب والحائض فأجاب : ( يشترط لقارئ القرآن الطهارة من الحدث الأكبر ، الذي يوجب الغسل ، كالجنابة والحيض ، وأما المريض فالأكمل أن يكون طاهرا أيضا ، لكن إذا مرضت الحائض وتضررت جازت القراءة عليها زمن الحيض للحاجة ، سواء كان المرض بالمس أو السحر أو العين ) ( الفتاوى الذهبية – ص 34 ) 0
* وهل يجوز أن ترقي المرأة الحائض غيرها من النساء ؟
قال فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين : ( لا بأس برقية المرأة الحائض أو المريضة وكذا النفساء ، وسواء كانت راقية أم مرقية ، أي فيجوز عند الحاجة أن الحائض ترقي غيرها وتقرأ على المريض الآيات المأثورة والأدعية الصحيحة ، وذلك أنه يجوز لها قراءة الآيات التي فيها دعاء وذكر حيث لم تمنع إلا من تلاوة القرآن ، فأما الأوراد والأدعية فلها التقرب بها ولو كانت من القرآن والحديث ، ومتى جاز للحائض أن ترقي غيرها جاز أن يرقيها الراقي ويقرأ عليها من الآيات المأثور استعمالها ، ولا يمنع التأثير كونها في الحال حائضا أو نفساء ) ( فتح الحق المبين في أحكام رقى الصرع والسحر والعين ) 0
هذا ما تيسر لي تحت هذا العنوان ، مع أن أخي وحبيبي ( سعيد بن سعيد ) قد كفاني المؤونة في الإجابة والرد ، فجزاه الله عني وعنكم خير الجزاء ، وأحسن إليه المثوبة والعطاء ، وتقبلي تحيات :
أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0