السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
هل يكفي بأن يكون الإيمان في القلب فقط
سؤل الشيخ الفوزان حفظه الله
السؤال__
ماقولكم لمن إذا قيل له أتق الله في نفسك من بعض المعاصي مثل حلق اللحية وشرب الدخان وإسبال الثياب يقول :
( الإيمان في القلب وليس الإيمان في تربية اللحية وترك الدخان ولا في إسبال الثياب )
ويقول : ( إن الله لا ينظر الى أجسامكم __ يقصد اللحية والدخال وإسبال الثياب __ ولكن ينظر الى قلوبكم ؟
الجواب : __
ما يقوله بعض الجهال أو المغالطين وهي كلمة حق يراد بها باطل
لأن قائلها يريد تبرير ما هو عليه من المعاصي لأنه يزعم أنه الإيمان الذي في القلب يغني عن عمل الطاعات وترك المحرمات وهذه مغالطة مكشوفة
فإن الإيمان ليس في القلب فقط بل الإيمان كما عرفه أهل السنة والجماعة :_
( قول باللسان وإعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح )
قال الإمام الحسن البصري _ رحمه الله _ ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني ولكنه ما وقر في القلب وصدقته الأعمال
وعمل المعاصي وترك الطاعات دليل على أنه ليس في القلب إيمان أو إنه إيمان ناقص
والله تعالى يقول : _ [ يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا ] ( ال عمران _ 130 )
[ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ] ( المائدة _ 35 )
[ يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم ] ( المائدة _ 95 )
[ إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات ] ( البقرة _ 277 )
[ من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا ] ( البقرة _ 62 )
فإيمان لا يسمى إيمانا كاملا إلا مع العمل الصالح وترك المعاصي
ويقول الله تعالى : _ [ والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ] ( العصر )
[ يا أيها الذين آمنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول ] ( النساء _ 59 )
[ يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ]( الأنفال _ 24 )
فلا يكفي العمل الظاهر بدون إيمان في القلب _ لأن هذه صفة المنافقين الذين هم في الدرك الأسفل من النار
ولا يكفي الإيمان باللسان وعمل بالجوارح _ لأن هذا مذهب المرتجئة من الجهمية وغيرهم _ وهو مذهب باطل
بل لابد من الإيمان بالقلب والقول باللسان والعمل بالجوارح
وفعل المعاصي دليل على ضعف الإيمان الذي في القلب ونقصه
لأن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية