بسم الله والحمد والصلاة والسلام على رسول الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت زهرة بيضاء يفوح شذاها فيعطر أرجاء المكان وأبتسامتي البريئة تزيد العطر عبقا وكانت تلك النظرة الخجولة التي أتوارى خلفها لإخفي أحمرار وجنتي علامة بارزة للنقاء والطهر _
وكبرت وكبرت معي أحلامي وآمالي بأن أعيش حياة جادة مستقيمة حياة عفيفة نظيفة أقضيها في طاعة الله وفي أصلاح نفسي وتعلم النافع والمفيد
وفجأة !!!!
فارقنني الصديقات وأعتزلنني القريبات ونسينني الرفيقات حتى بدأت أقضي جل وقتي وحيدة
نظرت الى المرآة وسألت نفسي
لما تركنني ؟ !
لما لم يعدن يرغبن بالحديث معي ؟ !
لما يتهامزن علي كلما مررت بهن ؟ !
لما ؟! و لما ؟ ! و لما ؟ !
قررت سؤالهن .
لما تغيرتن علي ؟ !
فردت أحداهن ! بصراحة وبدون زعل ، لأنك ____
معقدة
دهشت من الكلمة ! ! وأستغربت !!
أيعقل أن أكون أنا معقدة ؟!
أخدتني الأفكار وسيطرت علي الظنون وقضت مضجعي الأوهام
وقلت في داخلي
أجل هن على حق _ أنا معقدة_ هن يلعبن ويلهين ويمزحن ويقضين الوقت مع بعضهن
وأنا أقبع في هذه الأفكار القديمة البالية _
لقد أتخدت قراري ولن أتراجع _ سأنعم بالسعادة مثلهن
ومرت بي الأيام وأنا في وهم أعتقد بأنني أسعد وأفرح وأطرد من داخلي العقد
وفي يوم تعرفت على شاب _ حسبت أنه أنتشلني من العتمة الى الضوء _ خرجنا معا تبادلنا الكلمات والأبتسامات تهادينا تسامرنا وقضينا الليالي خلف سماعة الهاتف
تعلقت به _
ومن فرط تعلقي نسيت صلاتي _ و وردي اليومي من القرآن تركته حتى ما كنت أعلم متى آخر مرة قرأته أو في أي آية توقفت_ ضاع كتيب الأذكار الذي كنت حريصة دائما على وضعه بجانب سريري _ آه أين أضع هذه الكتب أصبح وجودها يضايقني _ رميت كل تلك الملابس التي كانت تحجبني عن الحياة_ لم تعد وجنتاي تحمر ولم تعد تفوح مني تلك الرائحة الطيبة__ أشياء كثيرة في حياتي تغيرت
طلبت منه أن يأتي لخطبتي من أهلي __ نظر إلي وقال _ لما أنت هكذا _ من قال لك بأننا سنتزوج نحن أصدقاء فقط _
صرخت بوجهه ولكن ألم تخبرني بأنك تحبني ؟
يامسكينة _ كنت أمزح .
عندها شعرت بأنه قد صفعني ..أيقضني من سبات عميق
تركته ومشيت بحالي أتعثر في خطاي _ وأصيح بداخلي هذا جزائي لأنني عصيت ربي وآثرت ملذات الدنيا الزائلة ونعيمها الفاني على ما هو أبقى وأنقى
ليتني بقيت معقدة
طوبا للمعقدة _طوبا للمعقدة
مما راق لي