ناعمة الحقول أو المريمية (السالمية) هو النبات الذي يستحق أن يشرب يوميا وليس الشاي نظرا لما يمتاز به من مزايا صحية ولسهولة تناوله وكذلك لرائحته العطرية
الاسم العلمي: Salvia officinalis
المريمية من الأعشاب العطرية التي تمتاز برائحتها الزكية، وتنبت المريمية في الجو الجاف نسبيا ومناخ معتدل، وتكون أوراقها على شكل رمحي بلون فضي إلى رمادي داكن على السطح العلوي، بينما تكون بلون فضي فاتح على السطح السفلي. ولون المريمية لون بارد يشبه لون الشويلاء (الشيبة) وهي الألوان الجميلة التي تدل على المزاج الهادئ والطبع البارد. وتسمى في المغرب بالسالمية ربما لأن هذا الاسم مؤخوذ من الاسم اللاتيني Salvia ، وهو اقرب في النطق، ولا يوجد أي اشتقاق عربي يمكن أن يؤخذ منه مصطلح السالمية. ونلاحظ أن الأسماء بالفرنسية sauge وبالأنجليزية sage لا تقترب كثيرا في النطق من السالمية.
من المزايا الصحية لهذا النبات الذي يعتبر النبات التوأم للنعناع نظرا لانتمائه لنفس الفصيلة Labiatae، نجد قوته في ضبط الهرمونات وتسكين الألم، وحفظ الجهاز الهضمي وتنشيط الجهاز العصبي، كما له قوة كابحة للتأكسد داخل الجسم. ويحتوي هذا النبات على زيوت طيارة وفلافونويدات (أبيجين دايوسميتين والليوتيولين) وحمضيات فنولية منها حمض الروزمرينيك.
القوة المضادة للأكسدة
نظرا لوجود فينولات وفلافونويدات في المريمية فهي نبات مضاد للأكسدة، بمعنى أنه يمنع تأكسد الكوليستيرول، ويزيل الجذور الحرة من القولون، ويخفف من حموضة الدم acidosis، وتلعب مكونات المريمية دور المضاد للالتهابات بمستوى كل العقاقير التي تستعمل لهذا الغرض، وتحتوي المريمية على أنزيمات كذلك للأكسدة ومنها SOD superoxide dismutase والبيروكسيديز. ونعلم أن اجتماع الفلافونويدات مع حمض الفينوليك والأنزيمات الكابحة للأكسدة يعطي قوة كبيرة لتثبيت كل الاستقلابات المتعلقة بلأوكسايجن داخل الجسم، من حيث تتوقف كل الحوادث التي تحطم الخلايا والتي تستعمل الأوكسايجن. ولذلك يستحسن استهلاك المريمية ضمن النظام الغذائي، وليس كعشب للتداوي، للذين يشتكون من آلام المفاصل والريوماتويدات بالإضافة إلى المصابين بالربو وتصلب الشرايين.
تنشيط وظيفة الجهاز العصبي
تعتبر المريمية من أقوى النباتات التي تساعد الجهاز العصبي على التحمل، وعدم الإصابة بالأرق والعياء، وتحسن الذاكرة بكونها تبقي النشاط الفايزيولوجي للخلايا العصبية في أحسن حال، وتحبس المكونات التي تشوش على الذاكرة. ولا يعرف الناس أهمية المريمية بالنسبة للأشخاص الذين يعملون بتركيز مرتفع ولمدة طويلة، ولذلك يجب أن يكون شراب المريمية بذل الشاي والقهوة، خصوصا بالنسبة للطلبة والأطفال الذين لا يزالون في طور التحصيل الدراسي، لأنهم يحتاجون إلى كل المكونات التي تساعد على حفظ الذاكرة وتحسين البرمجة والتحصيل، ونلاحظ أن طلاب العلم يفضلون المشروبات الغازية والحلويات على المشروبات الطبيعة، وهو ما يحدث لديهم اضطراب عصبي وعياء الذاكرة ونسيان وعدم الاستيعاب، وربما يكون الأمر سهلا جدا لأن التوقف عن تناول المواد المحتوية على محليات كيماوية مع تناول مشروبات طبيعية مثل المريمية، يجعل التلميذ أو الطالب لا يعمل بجهد كبير من حيث لا يصاب بالعياء ولايصاب بالنسيان.
وتحد المرامية من أثر الأمراض العصبية مثل الألزايمر، نظرا لاحتوائها على مكون كابح لأنزيم acetylcholinesterase (AChE)، ويكون هذا المكون مرتفعا لدى الأشخاص المصابين بمرض الألزايمر، وتلعب المريمية على خفض هذا المكون عبر قوتها في منع تكونه عبر الأنزيم الذي يقوم بتحليله. وهناك مكون آخر يتراكم لدى المصابين بمرض الألزايمر وهو بروتين الأميلويد بيطا Amyloid beta-protein لكن أنزيم AChE يجعل هذا المكون لا يتراكم في الخلايا العصبية لدا المصابين بهذا المرض. وتكون المريمية من النباتات الغذائية الطبية التي تدخل في نظام المصابين بمرض الألزايمر لتحد من انتشاره بسرعة، وكلما تعطل المرض كلما عاش الشخص المصاب بسلام.
تستهلك المريمية على شكل شراب كالشاي، وبدون سكر إذا أمكن الحال، وتحلى بالعسل أو الثمر بالنسبة للأشخاص المصابين بآلام المفاصل، أو ربما تحلى بسكر عادي بكمية ضئيلة إذا استعصى الأمر، لكن فائدة المريمية تكون في غياب تناول بعض الخضر التي نذكرها في الفقرة المخصصة لذلك. وقد تستهلك المرمية كنبات يضاف كذلك إلى الطبيخ كما يضاف المقدونيس والكرفس.
من موقع الدكثور محمد الفايد