بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , مالك يوم الدين
اللهم صلّ وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه اجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أذّن مجاملة فتغيّر مسار حياته
سمعت عن شاب طالما اشتكى منه أبوه في موضوع تقصيره عن أداء صلاة الجماعة في المسجد، والشاب على قدر كبير من الأخلاق، وذو حياء إلا أنه لا يصلي، وهذا مكمن الحيرة لدى والده، وأضاف إلى تقصيره في الصلاة أموراً أخرى لا ترضي الله - تعالى -كالتدخين،، وسماع الأغاني..حتى إنك لترأف بحال والده الذي يتحدث عن ابنه بأنه طيّب في تعامله وبرّه، لكنه لا يكاد يعرف المسجد، وبينما الوالد ذات يوم مع جلساء له في إحدى المناسبات ذكر تلك الحالة باحثاً عن حل، إذ طرح عليه أحد الحاضرين حلاّ قد يكون مستحيلاً في البداية، لكنه قطف ثمرته في النهاية، وكان سبب هداية لهذا الشاب، لقد اقترح عليه أن يخلف مؤذن الحي الذي سيغيب عن المسجد لأداء مناسك الحج
وقال:
هي فرصة أن يؤذن عن المؤذن طيلة غيابه حتى يعود، فضحك والد الشاب على هذا المقترح
وقال:
أقول لك إنه لا يصلي في المسجد وتقول: دعه يؤذن، يا أخي: ليته يصلي فقط، هذا من المحال، وضحك بعض الحاضرين على المقترح أيضاً
قال صاحب المقترح:
دعني أتدبر الأمر مع ابنك لأنني من جيرانكم وأعرف طبيعته، وقد نحتاج إلى وقفتك متى ما أخبرتك بذلك
قال الأب:
حباً وكرامة، وعسى أن تصلح حاله، ذهب صاحب المقترح إلى الشاب وبأسلوبه الجميل وبيانه الرائع وقبل ذلك بتوفيق الله - تعالى - لان الشاب لهذا المقترح وجامل بعض الشئ بعد صعوبات وعقبات لم تكن عسيرة، وتولى الأذان طيلة غياب المؤذن،
وهنا قال الشاب:
أحسست بشئ عظيم، وسكينة لا مثيل لها، وطمأنينة في قلبي، وأنس وسعادة لم أجدها في حياتي يوم أن عشت في ربوع بيت الله - تعالى - بين الأذان والإقامة، من أذان إلى صلاة النوافل إلى قراءة كتاب الله - تعالى - الذي لم أفتحه إلا قبل سنوات في المدرسة فقط، إلى ذكر وتسبيح و******ة ما بعدها ******ة، وأحسست بأن غيوم الضيق التي كنت أشعر بها انزاحت عنّي، وتمنّيت أن يتأخر المؤذن في سفره حتى أستمتع بهذه اللذّة العظيمة، وأصبح قلبه فيما بعد معلقاً في المساجد، ولذا لا ينبغي أن نيأس من صلاح الناس واستقامتهم على أيّ حال كانوا، فالهداية بيد الله - تعالى -، وما علينا إلا أن نبذل الأسباب،
فهل اجتهدنا في بذل الأسباب للناس عموماً ولأحبّ الناس إلينا خصوصاً ؟