بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
في صحبة الهدهد
الحمد لله والصلاة على رسوله
وبعــد ،،،
قال تعالى : ** وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِي لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنْ الْغَائِبِينَ * لأعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً أَوْ لأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ * فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ * إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ * وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنْ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ * أَلاَّ يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ * اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ * قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنْ الْكَاذِبِينَ * اذْهَب بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهِ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ * قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلأ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ * إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * أَلاَّ تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ * قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلأ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونِ * قَالُوا نَحْنُ أُوْلُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ * قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ * وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ * فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِي بِمَالٍ فَمَا آتَانِي اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتَاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ * ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ * قَالَ يَا أَيُّهَا المَلأ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ * قَالَ عِفْريتٌ مِنْ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ * قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنْ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ * قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنْ الَّذِينَ لا يَهْتَدُونَ * فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ * وَصَدَّهَا مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ * قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ **
هذه الآيات تحكي لنا قصة هدهد سليمان عليه السلام ، وتروي لنا العجيب من خبره مع هذا النبي العظيم .
وابتداء لا بد أن ندرك أن هذا الهدهد السليماني لم يكن هدهدا من عامة الهداهد وإنما هو هدهد معين خاص ، وقد دل على ذلك أن الله قال : ** مالي لا أرى الهدهد ** (( ولم يقل : مالي لا أرى هدهدا من عرض الهداهد ، فلم يوقع قوله على الهداهد جملة ، ولا على واحد منها غير مقصود إليه ،ولم يذهب إلى الجنس عامة ، ولكنه قــــــــــال : ** الهدهـــد ** فأدخل في الاسم الألف واللام ، فجعله معرفة فدل بذلك القصد على أنه ذلك الهدهد بعينه ، وكذلك غراب نوح ، وحمار عزير ، وذئب أهبان بن أوس ، فقد كان لله فيه وفيها تدبير ، وليجعل ذلك آية لأنبيائه ، وبرهانا لرسله ))
والهدهد في العادة (( نوع من الطير ... في رائحته نتن ، وفوق رسه قزعة سوداء ، وهو أسود البراثن ، أصفر الأجفان ، يقتات الحبوب والدود ، ويرى الماء من بعد ويحس به في باطن الأرض فإذا رفرف على موضع علم أن فيه ماء ، وقال الجاحظ : زعموا أنه هو الذي كان يدل سليمان على مواضع الماء في قعور الأرضين )) ، وقد ذكروا في سبب نتن رائحته أن ذلك عائد إلى أنه يبني بيته من الزِّبل ، أو إلى تلك الجيفة المنتنة في رأسه ، إذ تزعم العرب أن أم الهدهد لما ماتت جعل قبرها على رأسه ، فجعل الله له تلك القنزعة على رأسه ثوابا له على ماكان من بره لأمه ! وقيل : بل هو منتن من نفسه من غير عرضٍ عرَضَ له ، شأنه في ذلك شأن التيوس والحيات وغيرها .
والعرب يضربون المثل بقوة إبصار الهدهد فيقولون : أبصر من هدهد ، كما يقولون : أبصر من غراب وأبصر من عقاب وأبصر من فرس .
مناطق انتشار طائر الهدهد عبر العالم
بعد هذه المعلومات الخاطفة عن جنس الهدهد بشكل عام نرجع إلى هدهدنا السليماني في هذه القصة الفريدة العجيبة ، وسنقف وقفات في مدرسة هذا الهدهد ، وفي قصته مع سليمان في الجملة ، وسنفاجأ حقيقة بمدى ما كان لهذا الهدهد من إيمان وذكاء وأدب .
الوقفة الأولى / الهدهد الإيجابي
لقد شاهد الهدهد إبان طيرانه قوما يعبدون الشمس ، شاهد هذا المنكر العظيم ، فماذا فعل ياترى ؟ إنه لم يقف موقفا سلبيا ، وإنما ذهب وتحرك وتقصى ، وألقى بالنبأ إلى سليمان عليه السلام ، باذلا بذلك كل وسعه في تغيير المنكر ، وضاربا بذلك أروع المثل في الإيجابية العملية .
لقد فعل الهدهد ذلك كله دون تكليف مسبق ، أو تنفيذ لأمر صادر ، وجلب للقيادة المؤمنة خبرا أدى إلى دخول أمة كاملة في الإسلام .
إن هذا لا يعني التسيب والتصرف الفردي ، ولكنه يدل على الإيجابية الهادفة بضوابطها ، دون الخروج على أهداف المجموع .
إن هذه الإيجابية التي تميز بها الهدهد السليماني هي مانفتقده اليوم في كثير من شباب الصحوة اليوم ، فهم ـ إلا من رحم الله ـ لا يكادون يبادرون إلى عمل ، أو يسارعون إلى بذل ، ولا يتحرك أحدهم إلا حين يكلف بعينه وشخصه ، ومع ذلك فهو يتثاقل في التنفيذ ، ويبطئ في الأداء !
وماهكذا كان السلف ، بل كانوا إيجابيين بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ، وإنك لتنظر إلى جيل الصحابة فترى لكل صحابي سمة معينة وإبداعا متميزا ، فمنهم من أشار واقترح ، ومنهم من أوضح وشرح ، ومنهم من أضاف واستدرك ... وحسبنا خبر ذلك الصحابي في معركة القادسية حين رأى خيل المسلمين تنفر من فيلة الفرس فصنع فيلا من طين ، وأنس به فرسه حتى ألفه ، فلما أصبح لم ينفر فرسه من الفيل ، فحمل على الفيل المقدم حتى دحره .
إن لهذه الإيجابية ثمرات عديدة رائعة منها :
1-نمو الحضارة الإنسانية : فمعظم الاختراعات والابتكارات كانت فردية ، وبدأت بإيجابية عملية من عالم أو صانع .
2ـ الإعذار إلى الله : وقد امتدح الله قوما واصلوا الوعظ والإرشاد لقوم غلف القلوب لا لشيء إلا للإعذار إلى الله ** وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون ** .
3ـ احترام النفس والثقة بها : فالإيجابي رجل يحترم نفسه ويعرف قدرها في غير غرور ولاكبر ، وانظر إلى ذلك الذي قال له رجل : إريدك في حويجة فقال له : ابحث لها عن رجيل !
إن التواضع الكاذب المصطنع ليس إلا فرارا من البذل ، ونكوصا عن العطاء ، والمؤمن الحق باذل إيجابي لا يعوقه معرفته بعيبه عن البذل والعطاء .
ومن أراد أن يزيد إيجابيته فعليه بتقوية الإيمان ، وتجنب الهوى ، وحفظ الهمة ، وتحصيل العلم ، والإبداع في التخصص .
الوقفة الثانية / الهدهد ومهارات الخطاب
لقد كان في خطاب الهدهد لسليمان العديد من المهارات والإبداعات التي يحسن بالشاب المسلم أن يتعلمها وهو يخاطب الآخرين .
1ـ فنلحظ أولا إيجازه للخطاب مع سليمان ، فقد جمع في أسطر معدودة قصته الطويلة مع هذه الملكة التي تعبد وقومها الشمس .
إن الهدهد يدرك أنه يخاطب ملكا ، والملوك أوقاتهم مليئة بالمشاغل وليس لديهم وقت لسماع التفاصيل والجزئيات ، ومن هنا ركز الهدهد على أصول المسائل فأوجز وأبلغ .
وعلى الشاب المسلم أن يدرك هذا ، فإذا تخاطب مع مسؤول كبير ، أو شيخ فاضل ، أو عالم جليل ، أو أخ نبيل ، إذا تخاطب مع أحد هؤلاء المليئة أوقاتهم بالعمل فعليه ألا يكون ثرثارا مهذارا ، يجعل من الحبة قبة ، ويحيل السؤال الصغير إلى قصة طويلة عريضة ، إن في هذا من إهدار وقت الفضلاء ما لا يطاق ولا يحتمل ، وإنك حين تفعل هذا أيها الأخ فستكون ثقيلا بغيضا ، لأن المقابل يشعر أنك تضيع وقته .
إذا أيها الأخ راع ظرف المخاطب ومنزلته ومكانته .
2ـ استفتح الهدهد خطابه لسليمان بشيء عجيب ، إذ قال له : ** أحطت بما لم تحط به ** !
إن الهدهد (( يعرف حزم الملك وشدته ، ولذلك بدأ حديثه بمفاجأة تطغى على موضوع غيبته ، وتضمن إصغاء الملك له ... وأي ملك لا يستمع وأحد رعاياه يقول له : ** أحطت بما لم تحط به ** ؟!)) [في ظلال القرآن 5/2638]
وهكذا عليك أيها الأخ أن تكون في خطابك ذكيا ، وأن تفلح في جذب استماع المخاطب ، حتى تتمكن من إيصال رسالتك .
ولئن كان الهدهد بهذا الأسلوب يحاول أن ينجو من عقوبة ، فإنا نستخدمه ونطوره لنشر الخير والدعوة ، ذلك أن الكثيرين من العصاة حولنا لا يأنسون بكلامنا ، وينفرون من هذه المواعظ المعتادة التي تلقى ، وبمجرد أن تبدأهم بالحديث بها أو عنها فإنهم يعرضون ، ولذلك فأنت بحاجة إلى مدخل ذكي تشد به أسماعهم وتأسر ألبابهم حتى تتسلل كلمات الحق إلى قلوبهم .
أذكر أن أحد الخيرين رأى نفرا من الشباب الضائعين في مطعم ، فجاءهم وقال : هنيئا لكم أيها الشباب ! إن هذه الأرض تشهد لكم عند الله ! قالوا : كيف ؟ قال : ألستم تصلون ؟ قالوا : بلى ، قال : فالأرض تشهد لكل من صلى عليها ! لقد كان هذا مدخلا ذكيا جذب به أسماعهم وأزال الحواجز بينه وبينهم .
3ـ حين أخبر الهدهد سليمان عليه السلام بخبر بلقس وقومها وكفرهم بالله ، لم يقل لسليمان : اذهب فأمرهم بالتوحيد والسجود لله ، وإنما قال : ** ألا يسجدوا لله الذي يخرج الخبء ... ** ، فالهدهد هنا ألمح بالحل ، ولم يأمر به ، اقترح ولم يفرض ، عرض ولم يصرح بالتكليف .
وبمثل هذا الأسلوب يمكن أن نكسب الناس .
إن طبيعة النفس الإنسانية أنها تنفر من الأوامر الصارمة المتعددة الجازمة ، ولذلك كان لزاما علينا ونحن نوجه الناس ونعظهم أن نجتنب صيغة الأمر المباشر ، ونحاول اللجوء لأسلوب العرض والاقتراح ... وكم بين أن تقول لشخص : ياهذا قم الليل ألا تعلم فضل قيامه ؟ إلى متى النوم والغفلة .. وبين أن تقول له : يا أخي ، لقد وفق الله المصطفين من عباده فصفوا أقدامهم بالأسحار مصلين ، فأصبحوا ووجوهم مشرقة منيرة ، ياليتنا نكون منهم .
فكن يا أخي قليل الأوامر ، ولاسيما إذا لم تكن مسؤولا .
4ـ حين أخبر الهدهد انبغاء السجود لله قال : ** الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم ** ، فاختار وصف الله بالعظمة تذكيرا لسليمان بأن هناك من هو أعظم منه ، محاولا بهذا أن يخفف من غضب سليمان عليه السلام عليه .
5ـ قال ابن القيم في قوله تعالى : ** وجئتك من سبأ بنبأ يقين ** : (( والنبأ هو الخبر الذي له شأن ، والنفوس متطلعة إلى معرفته ، ثم وصفه بأنه نبأ يقين لا شك فيه ولا ريب ، فهذه مقدمة بين يدي إخباره لنبي الله بذلك النبأ ، استفرغت قلب المخبر لتلقي الخبر ، وأوجبت له التشوف التام إلى سماعه ومعرفته ، وهذا نوع من براعة الاستهلال وخطاب التهييج ، ثم الكشف عن حقيقة الخبر كشفا مؤكدا بأدلة التوكيد ,,,)) [شفاء العليل 71 نقلا عن الإيجابية في حياة الداعية 24]
الوقفة الثالثة / الهدهد وإنكار المنكر
وهذا شيء بين ، فقد ساءه ما رأى من عبادة بلقيس وقومها للشمس ، فتمعر وجهه لذلك وحمي أنفه ، ومازال بهم وبسليمان حتى دخلوا جميعا في الإسلام وزال هذا المنكر .
فهل نجد في واقعنا صدى لهذه الخصلة ؟
إن إنكار المنكر ـ وللأسف ـ صار لا يشكل جزءا من همنا ولا من تربيتنا مع أننا جميعا نحفظ حديث السفينة وندرك خطر المنكرات حين تنتشر .
وحسبنا زاجرا ذلك الأثر الذي جاء فيه أن الله أمر جبريل أن يهلك أهل قرية لفسقهم ، فقال : يارب إن فيهم عبدك فلانا ما عصاك قط ! قال : فبه فابدأ فإنه لم يتمعر وجهه من أجلي !
<<تابع