كوني جميلة ولكن...
أخية... بم تحاجين أحكم الحاكمين؟!، هل تقومين على مجادلة إله الأولين والآخرين؟!، ومن نوقش الحساب عُذَب، ألم يدر في خلجك يوماً أن كل من عصت الله وأسخطته بمرأى منك أو مسمع لك من وزورها أوفر الحظ والنصيب؟!
فارحمي نفسك من سطوة الجبار ونقمة ذي البطش الشديد، فإن لله يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته، وإن عذب عباده فغير ظالم لهم: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيراً** [فاطر: 45].
||~أختي الكريمة.. هذه الرسالة لك تأمليها وتقبليها بصدر رحب، فما قصدت بها إلا خيراً.
كثيراً من المسلمين اعتمدوا على الله وعفوه وكرمه وضيعوا أمره ونهيه ونسوا أنه شديد العقاب وأنه لا يرد بأسه عن القوم المجرمين.. ومن اعتمد على العفو في الإصرار الشديد على الذنب فهو كالمعاند، اعلمي رعاك الله إنك كلفت بمسؤولية عظيمة وحملت أمانه أبت السماوات والأرض حملها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولا، فها هي نيران الحسرة تتأجج ومراجل الغيرة تغلي وتكاد تميز من الغيظ متوقده بسعرها الملتهب بين جوائح كل مسلمة غيور، ما فتنت عينها شاكية متألمة مما تراه وتبصره من حال فتيات ونساء اليوم؛ فوالله إني لآسي أشد الأسى وأشفق على تلك المسكينة المغبونة إن أحسن الناس أحسنت وإن أساؤوا أساءت، غير مكترثة بشرع الله، ولا عابئة بمساخطة، وهي بجرأتها على محارمه تجر نفسها وتقرب بدنها كل يوم الى نار تلظى.
||~كيف ستقفين بين يدي الله وتسألين عما بارزت الله بانتهاكه؛ فكم من حواجب نمصت، وكم من عورة كشفت، وكم وكم من محومات استهين بها ،،
ولكي يكون الضابط لديك أختي المسلمة فيما يحل ويحرم من الزينة واضحاً فإليك أقسام الزينة الممنوعة... على ثلاث انواع:
النوع الأول: ما يمنع ويحرم لأن فيه تغييراً لخلق الله
وقد نص عليه إبليس ضمن عهده على نفسه بإضلال بني آدم, فقال الله تعالى حكاية لقوله: {وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُّبِيناً** [النساء: 119].
ولقد عين النبي عليه الصلاة والسلام بعض أنواع هذا التغيير، وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "لعن الله الواشمات والمتوشمات، والمتنمصات والمتفلجات للحسن، المغيرات خلق الله". فقالت له امرأة في ذلك فقال: "ومالي لا ألعن من لعن رسول الله عليه الصلاة والسلام" [رواه البخاري]، واللعن هو الطرد من رحمة الله.
بل إن ذلك لا يجوز حتى ولو كانت ذاهبة إلى المسجد، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيما امرأة تطيبت ثم خرجت إلى المسجد لم تقبل لها صلاة حتى تغتسل» [صححه الألباني]. وهذا بالنسبة لمن تذهب إلى المسجد فما بالكم بمن تذهب متبرجة متعطرة إلى الأماكن العامة والأسواق، أو إلى مدرستها أو مكتبها، وأماكن تواجد الرجال.
النوع الثالث: الزينة الممنوعة في حق النساء
إذا كان اللباس, أو الحلي والتزيين، فيه التشبه بالكفار، أو بالرجال أو كان بين الناس بحيث لا يعتاد النساء من المسلمات لبس مثله فهذا حرام، قال رسول الله صلى الله عله وسلم: «لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من الرجال بالنساء» [صححه الألباني].
||~
وأخيراً...
عذراً للإطالة، آمل وأتمنى أن تظهر ثمار كلماتي الصادقة ;; فلا تكوني ممن ألبست أحلامها ثوب الهوى وتقوقعت على نفسها تنظر بما ينعق به الكفرة لتجري خلف سراب يقودها إلى السعير أجارنا الله وإياكِ من ذلك.
ثم اجعلي نصب عينيك {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ** [آل عمران: 30].