كيفية تطهير البيت من الشياطين
خالد بن سعود البليهد
السؤال :
اذا احسست او تأكدت أن بيتك مسكون بالجان فماذا عليك أن تفعل؟
الجواب :
الحمد لله. إذا شعر الإنسان أن البيت مسكون تغشاه الشياطين برؤية مشاهد غريبة أو سماع أصوات غريبة أو تغير الأحوال فيه فالمشروع حينئذ أن يكثر فيه من ذكر الله تعالى وليجهر به في آناء الليل والنهار ليطرد الشياطين عنه خاصة عند دخوله في أي ساعة لما ورد في صحيح مسلم: (إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان لا مبيت لكم ولا عشاء وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان أدركتم المبيت وإذا لم يذكر الله عند طعامه قال أدركتم المبيت والعشاء). ومن أعظم ما يستعان فيه في هذا المقام المواظبة على تلاوة سورة البقرة لأنها تطرد الشياطين لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة). رواه مسلم. فينبغي الحرص على تلاوتها فإن لم يتيسر له استمع إليها عن طريق المذياع. ومما يطرد الشياطين عن البيت تكبير الله في أنحائه والصدع بالأذان فقد استحب ذلك بعض السلف لأن التكبير له أثر عظيم في طرد الشياطين ولذلك ثبت في الصحيح أن الشيطان يفر من المسجد إذا سمع الأذان والإقامة والنبي صلى الله عليه وسلم لما دخل الكعبة جعل يكبر في أنحائها. ومن الوسائل المهمة في طرد الشياطين تطهير البيت من أفعال الشياطين من المعازف وإظهار الصور والتماثيل والكلب لما في الصحيحين: (لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة). وامتنع جبريل عليه السلام من دخول بيت النبوة لما دخل جرو تحت سرير النبي فلما علم به أخرجه النبي صلى الله عليه وسلم في الحال. فإذا خلت البيوت من المعاصي وظهر فيها الذكر تنزلت عليها الملائكة وحلت فيها البركة والخير لأن الملائكة تحب الذكر والطاعة وسماع الحق. ومما ينفع إن شاء الله في طرد الشياطين رش الماء المقري عليه الممزوج بالملح الخشن في عتبات البيت وزواياه وحيطانه في الصباح والمساء خاصة عند انتشار الشياطين وقت الغروب. ومما يبعد الشياطين عن البيوت فعل الصلاة وكثرة العمل الصالح فيها لأن أهل البيت إذا هجروا الصلاة في البيت صارت خربة خاوية كالقبور محلا محبوبا للشياطين ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تجعلوا بيوتكم مقابر). رواه مسلم. ومما ينفر الشياطين من البيت تطهيره وصيانته من الأقذار وتطييبه يالأطياب الحسنة والروائح الزكية خاصة البخور لأن الشياطين من طبيعتها تحب النجاسات والأقذار والروائح الخبيثة وتأوي في الأماكن القذرة وتكره الروائح الزكية ولذلك ثبت في السنة مشروعية الاستعاذة من ذكران الشياطين وإناثها عند دخول الحمام كما في حديث أنس قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء قال: اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث). متفق عليه.
فإن فعلت ذلك كله وبذلت الأسباب النافعة بإذن الله ولم يتغير شيء وظهر لك أن الجن ملازمة لهذه الدار لم يتحولوا عنها واستمر معك الأذى فالأفضل لك والأسلم لولدك أن تتحول عنها وتسكن دارا أخرى لأن هذه الدار مشؤومة وينبغي للمؤمن أن يتخلص من شؤم الدار وقد ورد في الحديث: (إنما الشؤم في ثلاثة في الفرس والمرأة والدار). متفق عليه.
والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
خالد بن سعود البليهد
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة