للحجامة تاريخ قديم وعريق ولا يعرف على وجه الدقة كيف ومن بدأ عملية الحجامة للمرة الأولى ولكن من التاريخ المدون نذكر باختصار الحجامة في كل عصر :
1- الحجامة عند الفراعنة 3200 ق.م:
أول من استخدم الحجامة في العلاج هم الفراعنة وقد ظهر ذلك جليا في رسومات مقبرة (توت عنخ امون )وكذلك النقوش في معبد (كوم أمبو) الذي كان يمثل أكبر مستشفى في ذلك العصر.
كما وجد أيضا في سراديب الفراعنة كؤوس معدنية وأخرى مصنوعة من أشجار البامبو، إضافة إلى قرون الحيوانات التي حفر في الطرف المدبب منها ثقب لمص الدم من خلاله بواسطة الفم، ويسجل للمصريين أيضا أول استخدام للكؤوس الزجاجية التي كان يفرغ الهواء منها بحرق قطعة من القطن بداخلها وكذلك هم أول من استخدم العلق في العلاج. ويعتقد ان الحجامة انتقلت من الفراعنة إلى (المنونين) سكان جزيرة كريت وأيضا الى السومريين الذين أجروها وفق طقوس خاصة في حماماتهم ومعابدهم.
2 – الحجامة في الصيـن 4000 ق.م :
في سنة 1973 م اكتشف كتاب طبي مصنوع من الحرير في مقبرة الأسرة الملكية ( هان ) ورد فيه أن الحجامة كانت توصف لمرض الدرن الرئوي، وورد أيضا في احد الكتب وصف لعملية الحجامة وصفا دقيقا حيث استخدموا ( كاسات النار ) الزجاجية في العلاج وخاصة علاج آلام المفاصل والأمراض الناتجة عن البرد.
3- الحجامة في الهـند 3000 ق.م :
عرفت الحجامة منذ زمن بعيد في شبه القارة الهندية فلقد فصلت أدوات الحجامة بطرقها المختلفة في كتاب ( الايوربدا )، الذي كتب باللغة السنسكريتية القديمة . وقد اعتبروا الحجامة من أهم العلاجات للأمراض الدموية .
4- الحجامـة عند الإغريق :
كان المعتقد الشائع عند الإغريق أن المرض يحدث نتيجة دخول أرواح شريرة في الجسم , وعلية يجب أن تزال هذه الأرواح وتخرج,إما بعملية التربنة ( عمل ثقب في الجمجمة ) أو بعملية الحجامة.
إلا أن الحجامة تطورت في ما بعد, لتطبق وفق نظرية الأخلاط والأمزجة التي لقيت رواجا كبيرا في تلك الحقبة وما تلاها من أزمنة.
5- الحجامة عند الرومان :
أهتم الرومان بالحجامة , وكان يوجد 900 حمام عام في طول الإمبراطورية وعرضها(32), حيث كان يتخلص المستحم من الفضلات السمية و الدم الزائد في جسمه بعد عملية الاستحمام, وقد كانت هذه الحمامات تقدم المطهرات القوية قبل إجراء الحجامة وبعدها. وما تزال هذه الطريقة متبعة شعبيا في بعض مناطق فلسطين حيث كانت تتبع للإمبراطورية الرومانية.
6- الحجامة عند الـعرب :
عرف العرب الحجامة والكي ووصف الأعشاب منذ زمن بعيد , وللحق فقد غُبن أطباء العرب ولم يدرسوا بطريقة علمية صحيحة , وكان من أشهر أطبائهم ابن حزيم الذي ضرب المثل ببراعته وسعة معارفه الطبية.وعند ظهور الإسلام اشتهرت الحجامة لفعل الرسول عليه السلام لها وحثه عليها وكانت معجزته عليه الصلاة و السلام فيها تحديده لموعدها بدقة متناهية من كل شهر هجري .حيث اثبت الطب والمعامل المخبرية الحديثة هذه المعجزة.
7- -الحجامة في أوروبا :
أما في أوروبا فما قبل عصر النهضة كان الطب والحلاقة مهنة واحده وتراجعت الحجامة لتراجع دور الحمامات التي كانت منتشرة في الحقبة الرومانية, وارتباط الحجامة بالشعوذة لذلك نفّر الرهبان منها , أما في عصر النهضة فقد ارتبطت الحجامة بعلم التنجيم الذي ربط بدوره كل عضو بشري بموضع نجم ,وعليه صار المرض يرتبط بمواقع الأبراج ,فكان المريض يُحجم وفق جداول زمنية محددة بغض النظر عن مرضه لهذا نبذها الأطباء فيما بعد واصفين إياها بهدر مجنون للدم.