قال البوصيرى
مُـحَـمَّـدُ سَـيِّدَ الكَوْنَيْنِ والثَّقَلَيْنِ
والـفَـرِيقَيْنِ مِنْ عُرْبٍ ومِنْ عَجَمِ
نَـبِـيُّـنَـا الآمِـرُ النَّاهِي فلاَ أَحَدٌ
أبَّـرَّ فِـي قَـوْلِ لا مِـنْهُ وَلا نَعَمِ
هُـوَ الـحَبيبُ الذي تُرْجَى شَفَاعَتُهُ
لِـكـلِّ هَـوْلٍ مِنَ الأهوالِ مُقْتَحَمِ
دَعـا إلـى اللهِ فالمُسْتَمْسِكُونَ بِهِ
مُـسْـتَمْسِكُونَ بِحَبْلٍ غيرِ مُنْفَصِمِ
فـاقَ الـنَّبِيِّينَ في خَلْقٍ وفي خُلُقٍ
وَلَـمْ يُـدانُـوهُ فـي عِلْمٍ وَلا كَرَمِ
وَكـلُّـهُـمْ مِنْ رَسُولِ اللهِ مُلْتَمِسٌ
غَرْفاً مِنَ الْبَحْرِ أَوْ رَشْفاً مِنَ الدِّيَمِ
ووَاقِـفُـونَ لَـدَيْـهِ عـندَ حَدِّهِمِ
مِنْ نُقْطَة العِلْمِ أَوْ مِنْ شَكْلَةِ الحِكَمِ
فـهْـوَ الـذي تَمَّ معناهُ وصُورَتُه
ثـمَّ اصْـطَفَاهُ حَبيباً بارِىءُ النَّسَمِ
مُـنَـزَّهٌ عَـنْ شَرِيكٍ في محاسِنِهِ
فَـجَـوْهَرُ الحُسْنِ فيه غيرُ مُنْقَسِمِ
دَعْ مـا ادَّعَتْهُ النَّصارَى في نَبيِّهِمِ
وَاحْـكُمْ بما شْئْتَ مَدْحاً فيهِ واحْتَكِمِ
وانْسُبْ إلى ذانه ما شئْتَ مِنْ شَرَفٍ
وَانْسُبْ إلى قَدْرِهِ ما شِئْتَ منْ عِظَمِ
فـإنَّ فَـضْـلَ رسولِ الله ليسَ لهُ
حَـدُّ فـيُـعْـرِبَ عـنه ناطِقٌ بِفَمِ
يقول عمر الرافعي
لَـكَ الحَمدُ يا مَولايَ من كل وجهةٍ
جَـلائِـلُ إِنـعـامٍ كَـغَيثٍ إِذا اِنهَلّا
زَويـت الـدنا عَنّي وَأَبعَدت أهلَها
فَـلَـم تُبقِ لي منها جَليساً وَلا خِلّا
وَوَفّـقـتـني لِلخَيرِ من كلّ جانِبٍ
فَـقُـمـتُ بِهِ قَولاً وَقُمتُ بِهِ فِعلا
وَحـقّـقـتـني بِالحبّ حبّ محمّدٍ
نَـبِـيٍّ خَـتَمت الأَنبِيا به وَالرُسلا
شُـغـلتُ بِهِ وَاللَه عن كلّ شاغِل
وَمـا زالَ شـغلي في محبّته شغلا
إِذا مَـرَّ بـي طيفُ الحَبيبِ يَزورُني
وَلـو حُـلـماً أَحيا وَأَهلكُ إن وَلّى
أُنـاجـيه وَالأَشواقُ ملءُ جوانِحي
لـطـلـعـتِهِ الغَرّا أَشدُّ لها الرَحلا
كـفـاهُ جـلالٌ زانَـهُ فـي جَمالِهِ
وَعن يوسفَ الصدّيق في حُسنِهِ جَلّا
فَـنـيـتُ بِـهِ حَيثُ الفَناءُ بِهِ البقا
وَمـن يَفنَ بِالمَحبوبِ يَحيا به فِعلا
فَـكَـيـفَ إِذا ضَـمَّ المحبّ حبيبَهُ
وَقد جمع المَولى بِنا الفَرعَ وَالأَصلا
وقال أحمد شوقي
مَـحَـبَّـةُ الـلَـهِ أَلقاها وَهَيبَتُهُ
عَـلـى اِبنِ آمِنَةٍ في كُلِّ مُصطَدَمِ
كَـأَنَّ وَجـهَكَ تَحتَ النَقعِ بَدرُ دُجىً
يُـضـيءُ مُـلـتَثِماً أَو غَيرَ مُلتَثِمِ
بَـدرٌ تَـطَـلَّـعَ فـي بَـدرٍ فَغُرَّتُهُ
كَـغُـرَّةِ الـنَصرِ تَجلو داجِيَ الظُلَمِ
ذُكِـرتَ بِـاليُتمِ في القُرآنِ تَكرِمَةً
وَقـيـمَةُ اللُؤلُؤِ المَكنونِ في اليُتُمِ
الـلَـهُ قَـسَّـمَ بَينَ الناسِ رِزقَهُمُ
وَأَنـتَ خُيِّرتَ في الأَرزاقِ وَالقِسَمِ
إِن قُلتَ في الأَمرِ لا أَو قُلتَ فيهِ نَعَم
فَـخـيـرَةُ اللَهِ في لا مِنكَ أَو نَعَمِ
أَخـوكَ عـيسى دَعا مَيتاً فَقامَ لَهُ
وَأَنـتَ أَحـيَـيتَ أَجيالاً مِنَ الزِمَمِ