لكي نستطيع ان نفهم أهمية المسافة في توضيح الأشياء على حقيقتها
فلنراقب أحد كبار السن يبعد الورقة من امام عينيه الى مسافة مناسبة ليستطيع تبين الكلمات فيها،
أو أحد " قصار النظر " يقرب منه الأشياء ليتبينها ، وهكذا حسب ظروف الشخص وطبيعته يقرّب " الشيء" أو يبعده
لو تبنينا مفهوم البينية في كل أشياءنا ، لكان قادنا الى بدايات موفقة أكثر ، ولنهايات أفضل
اللوحات الفنية لا نتمكن من ادراك جمالها الا اذا ابتعدنا عنها مسافة معينة
المسائل المعقدة ،قد نستطيع أن نرى وجهة النظر المنصفة ، بعد فترة زمنية ، عندما " اوتوماتيكيا " تتكون المسافة اللازمة بيننا وبينها
ثم نستطيع ان نقدم " المشورة " الحكيمة ، لأحدهم ، لأننا نرى الأشياء عن بعد ، فيختلف " الشيء" بالنسبة الينا ، عن نفس " الشيء"القريب جدا منهم ،
اذا كان من الآمن ، ايجاد المسافة اللازمة لكل الأشياء الكهربائية والميكانيكية من حولنا بما في ذلك الأشخاص
لكي نقلل حوادث التماس الكهربائي والحرائق
فما احوج أنفسنا الى نظريات البينياء
لنجعلها بيننا وبين أفكارنا ،وبين ما يسكن عقولنا
وما يشغلنا
حتى تكون رؤيتنا بعيدة .. واضحة
وليست قصيرة ومضطربة
ما علينا ان ندركه
أن أهمية الأشياء لا تكمن في هذه " الأشياء " بل في ما يفصلنا عنها
وكلما زادت المسافة ، كلما زادت الحكمة وزاد الوضوح وقلت نسبة الخطأ
وكلما اقتربت المسافة ، كلما زادت الفوضى والعشوائية ، وزادت الأخطاء
وإن أي خلل في هذه المسافات التي تفصلنا عن الاشياء
سواء بيننا وبين ما ومن حولنا
أو بيننا وبين انفسنا
سيؤدي حتما الى كارثة