روائع الدكتور سلمان العودة (الجزء الخامس)
من السهل جداً أن يتكلم أي أحد، لأن كل الناس يتكلمون، لكن قليل ماهم من تتوقف عند كلماتهم وخبراتهم، ومن هؤلاء العلامة الدكتور سلمان العودة الذي يشعرك أنك أمام عالِم مختلف وعلم لا يتشابه مع غيره، لا أزعم أنه الأوحد في زمانه، لكن أزعم أنه قيمة عظيمة لا ينكرها إلا جاحد، فإن فاتك هذا الرجل كعالم تتربى على يديه، فلا يفوتك أن تتعلم من كلماته التالية التي وضعناها بين يديك، وقد انتقيناها من كتاباته ومداخلاته وتعليقاته الصغيرة يومياً على حائط صفحته في الفيس بوك، وهذه بعض الدرر التي تعتبر كل واحدة منها كموضوع مستقل:
* المقارنة مع الآخرين من أكثر ما يدمر العلاقة بين الزوجين أو الأصدقاء.
* نعاتب غيرنا على الظنون ونترك عتاب أنفسنا على اليقين.
* اجعل هدفك في الحياة ممكن القياس لتعرف ما تحقق منه ومدى قربه أو بعده.
* ادع للآخرين واذكرهم بخير وابتسم في وجوههم؛ يبتعد عنك الحسد ويصفو قلبك!.
* أعيش كل يوم قصة الحب، بل أعيشها بشكل مستديم، فأنا أحب الحياة وأحب الناس وأحب العمل وأحب النجاح وأرجو أن أكون محباً لله ورسوله.
* إذا تبت تاب الله عليك وبدل سيئاتك حسنات، أما حقوق العباد ومظالمهم فلا بد من ردها إن أمكن أو التحلل منهم والدعاء لهم.
* من يريد ألا يعتب الناس عليه فيجب أن يكون صاحب ذاكرة حديدية ليحفظ أسماءهم وتفاصيلهم ومواعيدهم حتى لا يظنوه مهملاً أو متجاهلاً.
* يتوجَّب علينا النهوض من جديد، واستجماع القوة الذاتية، والاستماع لصديق ناصح مدرك، أو طبيب حاذق، أو مستشار أمين.
* القابلية النفسية للتغيير والاستماع الجيِّد، والانفصال عن المشاعر السلبية، ومقاومتها من الداخل.. يساعد كثيراً.
* المرء عادة لا يحس بما يتعرض له الآخرون، بل بما يمسُّه هو، ولذا تجدك كثيراً ما تحاول مواساتهم، وكأنك بمعزلٍ عن الأذى.
* عندما نمنح الآخرين السعادة، سنحصل على قدر أكبر منها، والله تعالى يقول في الحديث القدسي: «يا ابن آدم، أنفِقْ أُنفقْ عليك».
* التواصل جزء من كينونتنا منذ القِدَم؛ فحياة المرء هي مجموعة من العمليات التواصلية مع النفس أو مع الآخرين.
* الخيار بين العقل والقلب صعب، خاصة على أنثى، ربَّما لديها مقعد واحد فحسب لأحدهما، لكنه ليس مستحيلًا على مَن طلبت النصيحة؛ لأنَّ سؤالها معبِّر عن إرادة صادقة، واستبصار، وتأنٍّ.
* (وبلغ أربعين سنة) كنت أقول: هي نهاية الشباب ثم مددتها إلى الخمسين، وبعد الخمسين قلت ليس للشباب حد.. هو حيوية القلب وإشراق الروح.. فعلاً أنا أحب أن أكون ممن طال عمره وحسن عمله وممن لا يزيده عمره إلا خيراً، وأعجب من شباب وبنات يكتئبون من الحياة ويدعون بالموت.
* الله كَريم مَـاذا تعني؟ يُعطي كثيراً.. بل أكثر مما يدرك عقلك الصغير.. أكثر من خيالاتك، أوسع من جدران يأسك، قادر على تحقيق أمنياتك، وعلى أن يخلق لك أمنيات أجمل، قادر على أن يعطيك حتى تنسى أنك قد حزنت يوما.
* من المؤكد أن زوال دكتاتور لا يعني بمجرده ظهور المدينة الفاضلة، ولكنه يُفسح الطريق أمام تنافس شريف، وحراك صحيّ يمكن أن يُفضي إلى مجتمع أفضل؛ متى تواضع المشتركون فيه على عقلانية رشيدة، واعتراف بحق الآخر، وفهم جيد للملابسات والظروف المحيطة المحليّة والعالميّة.
* إن الوطن للجميع، ولن يكون من مصلحته ولا مصلحة أيّ فصيل إقصاء الآخرين أو تهميشهم، والثورة ليست تصفية حسابات إلا مع القيم الفاسدة والمُصِرِّين عليها!
* اللغة الهادئة الهادية المحببة المشفقة؛ هي اللائقة بالناصحين، وليس لغة الزجر، والإغلاظ؛ التي تدعو إلى التعنُّت والنفور؛ خاصة حين تخاطب المكلومين والمصابين، ولعلّ جُلَّ الناس كذلك!
* نفوس محطَّمة، ساء ظنها بالناس وبالحياة؛ يمكن انتزاعها من خيبتها وَوَهْدَتِها بكلمات الحب والأمل والسلوان، وبالوقوف المعنويِّ إلى جانبها؛ لتعلم أن الدنيا ما زالت بخير.
* الكلمة المفردة التي تؤذي الإنسان يمرّ بها أو تمر به؛ يحملها ويسهر معها، وتكون هي أول ما يصافح ذاكرته بعد الاستيقاظ، وتظل أياماً تأكل وتشرب معه، ولا ينساها إلا بجهد، وبعد وقت. وربما ظن أن هذه الكلمة باقية أبداً يتداولها الناس عنه، ولا يدري أنها ماتت قبل أن تولد، وأن الناس عندهم من المشاغل والمتاعب ما يلهيهم عنها ولو تداولوها لوقت وجيز، وأنها لم تأخذ من الأهمية والشأن عندهم كما أخذت عنده، وأنها تخصُّه وتعنيه دون سواه.
* لو لم تسمع الناقد والمعترض لأسرع إليك الغرور والكبر، وتعاظمت نفسك، وسكرت بخمر المادحين، ولكن كما جاء في حديث عَائِشَةَ -رضي الله عنها- قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَأْكُلُ الْبِطِّيخَ بِالرُّطَبِ فَيَقُولُ « نَكْسِرُ حَرَّ هَذَا بِبَرْدِ هَذَا وَبَرْدَ هَذَا بِحَرِّ هَذَا». (رواه أبو داود، والترمذي، وهو صحيح على شرط الشيخين).